انتقلت عدوى العطش من مدينة مكناس إلى العديد من المدن في عدد من الجهات بالمغرب. في مدينة خنيفرة، وبعد انقطاع دام أكثر من خمس ساعات، الثلاثاء الماضي، عادت المياه إلى قنوات تزويد أحياء المدينة، أمس الخميس، بشكل تدريجي، ودفع انقطاع المياه الأسر إلى الخروج، في جو حار، للبحث عن الماء في أحياء لم يشملها الانقطاع، ومنهم من حمل أوانيه المنزلية وحاويات المياه، وبدأ رحلة جلب الماء من الآبار وعيون أروكو، التي تبعد عن المدينة بأحد عشر كيلومترا. وفاجأت عاصفة رعدية مجموعة من السكان، قصدوا عيون أروكو للتزود بالماء، وتسببت العاصفة في قطع الطريق بين خنيفرة والمنبع المائي، ما اضطر عددا منهم إلى الإفطار في الخلاء، في انتظار انخفاض منسوب المياه ليتمكنوا من المرور. وذكر مصدر "المغربية" أن انقطاع المياه في أكثر من ثمانية أحياء بخنيفرة، مرده إلى العاصفة الرعدية، التي ضربت المنطقة، وتسببت في تعكر مياه واد أم الربيع بالأوحال، التي حملتها المياه إلى محطة المعالجة، ما دفع مصالح المياه الصالحة للشرب إلى قطع الماء عن المدينة، إلى حين تصفيتها ومعالجتها. اوفي مدينة الحسيمة، انتفض عدد من المواطنين، في بداية رمضان، ضد الانقطاعات المتكررة للماء. وأفادت مصادر محلية أن الانقطاع دام ثلاثة أيام، واضطر عدد من سكان المدينة إلى شراء قنينات الماء المعدني. ويرجع سبب هذه الانقطاعات، حسب مصادر "المغربية" إلى إصلاحات في قناة الصرف، التي تزود مجموعة من الأحياء بالماء الصالح للشرب. وما زال سكان مكناس يعانون الانقطاعات المتكررة للمياه، وأكدت مصادر "المغربية" من المدينة أنه من المحتمل أن تنظم مجموعة من الوقفات الاحتجاجية للضغط أكثر على السلطات المحلية، للتفكير في حل مستعجل من أجل إنقاذ المدينة من أزمة العطش، التي تتخبط فيها منذ أكثر من 15 يوما. وكان والي المدينة، محمد فوزي، اعتبر الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب "مقلقة، وناتجة عن مشكل بنيوي". واحتج العديد من الفعاليات السياسية ضد انقطاعات المياه، وحملوا مسؤولية ما يقع إلى الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، التي عزت المشكل إلى تلوث عيون ريبعة، وبيطيط، المزودة لخزانات وكالة الشبكة الحضرية بمكناس، جراء العاصفة الرعدية الأخيرة، التي تسببت في تساقطات مطرية.