قال الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، يوسف العمراني (المغرب)، أول أمس الأحد، إن العديد من الفاعلين الدوليين والإقليميين هم بصدد إعادة النظر في استراتيجياتهم وسياساتهم إزاء المنطقة المتوسطية، تحت تأثير ما يسمى ب "الربيع العربي". وأوضح العمراني، الذي شارك في جلسة خاصة حول "سيناريوهات من أجل الحوض المتوسطي وشمال إفريقيا"، ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي اختتم أشغاله أول أمس الأحد بمنطقة البحر الميت (55 كلم غرب عمان)، أن هذا السياق الجديد خلق فرصا جديدة ومكن من إرجاع المنطقة المتوسطية إلى صلب الأجندة الدولية. وأضاف أن ذلك "يشكل فرصة جديدة لبناء حكامة إقليمية جديدة في المنطقة، وتنسيق استراتيجية المجتمع الدولي تجاهها وإجراء الإصلاحات الموجهة نحو النتائج والفعالية، وعلى الخصوص الإصلاحات السوسيو- اقتصادية وإرجاع الثقة للمستثمرين، وإطلاق دينامية جديدة في المنطقة، عبر إشراك جميع مكونات المجتمع، من شباب ونساء، ومنظمات المجتمع المدني". وأشار في مداخلة حول التحديات والفرص الجديدة التي أفرزها "الربيع العربي"، إلى أنه من أجل بلوغ هذه الأهداف، يتعين النهوض بالاندماج جنوب- جنوب، وكذا التبادل بين الشعوب، من خلال إقامة فضاء مشترك على الأصعدة الثقافية والعلمية، وخلق فرص الاستثمار، مشددا على أن بلدان جنوب المتوسط، ليست فقط في حاجة للمزيد من الاعتمادات المالية، بقدر ما تحتاج لتنسيق التشريعات الاستثمارية وتبسيط المساطر ومكافحة الفساد بفعالية. وبخصوص دور الاتحاد من أجل المتوسط في ظل هذا السياق الإقليمي، أوضح العمراني أن الاتحاد مدعو أكثر من أي وقت مضى إلى الاضطلاع بدور حاسم في تحديد وتشجيع وتجسيد مبادرات إقليمية وعبر وطنية، بهدف المساهمة في التنمية السوسيو اقتصادية والاندماج الإقليمي، على اعتبار أن الاتحاد قادر اليوم على تقديم قيمة مضافة حقيقية وسياسة إرادية للتعبئة والتضامن الجماعي. وخلص إلى أن الاتحاد، الذي يعد واحدا من أكبر التجمعات الإقليمية على صعيد العالم ب (43 بلدا و800 مليون نسمة، تتراوح أعمار أزيد من 100 مليون منهم بين 15 و29 سنة)، ينكب حاليا مع شركائه الإقليميين على تحديد مشاريع ملموسة قصد الاستجابة لانتظارات مواطني المنطقة المتوسطية، من خلال أهداف واضحة وأدوات فعالة، وعلى الخصوص، من أجل دعم خلق فرص العمل والتنمية المحلية وإدماج المرأة في عالم المقاولة، وكذا دعم التعليم والبحث العلمي.