انطلقت، أمس الخميس، بأكادير أشغال المؤتمر الدولي الأول حول شجرة الأركان، تحت شعار "الإنجازات وآفاق البحث العلمي حول الأركان"، بمشاركة خبراء من الولاياتالمتحدة، وكندا، وبلجيكا، وفرنسا، وبلجيكا، والجزائر. وقال عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، في الحكومة المنتهية صلاحيتها، في تصريح للصحافة، إن هذا المؤتمر، الأول من نوعه، يهدف إلى تأهيل الفضاء الغابوي لشجرة الأركان، الذي يغطي مساحة 800 ألف هكتار، من خلال نتائج بحوث علمية، من شأنها تمكينه من الاستمرار وإعادة تخليفه. وذكر أخنوش أن الحكومة جاءت ببرامج تحفز على النهوض بشجرة الأركان، إلى جانب عقود برامج مع الفدراليات البيمهنية الفاعلة في هذا المجال، معتبرا أن البحث العلمي يشكل مرتكزا لا محيد عنه للتنمية المستدامة، كما اقترح إنشاء المعهد العلمي لشجرة الأركان بأكادير في أقرب الآجال، تعزيزا لمسارات المحافظة على الرصيد الإيكولوجي لهذه المنطقة. من جهته، اعتبر عبد العظيم الحافي، المندوب السامي للمياه والغابات ومكافحة التصحر، أن هذا اللقاء العلمي التشاوري لا بد أن يساهم في دعم المجهودات الرامية إلى إعادة تنظيم المنظومة البيئية، في إطار تصور استراتيجي شمولي، يضمن ديمومتها، وقابلية مواجهتها لكل التغيرات المناخية، والزحف العمراني والرعوي، والتصحر. ودعا الحافي إلى ضرورة استغلال المكتسبات العلمية كأداة محورية، لوضع وتسطير عمليات تأهيل المنظومة البيئية، وإعادة تخليف شجرة الأركان، وفق مواصفات فعالة وناجعة. وتطرق الحافي، أيضا، إلى مبادرات المندوبية، بخصوص وضع مسار تقني للتخليف الاصطناعي للأركان، وقضايا المنتفعين وذوي الحقوق من الجمعيات الرعوية في فضاء الأركان، وتأمين الملك الغابوي، مذكرا بضرورة توحيد الخطاب في ما يخص التعامل مع مواجهة الإكراهات، التي تتهدد المجال الغابوي لشجرة الأركان. ويهدف هذا المؤتمر إلى تبادل المعارف العلمية والفنية بين المختصين المغاربة والأجانب، الساهرين على القطاع الغابوي، والفاعلين الاقتصاديين والمستهلكين، ما سيساهم في تكريس خطة عمل تسعى إلى تطوير شجرة الأركان على أسس علمية سليمة . ومن خلال تنظيم المؤتمر الدولي الأول، تقول الوكالة الوطنية لتنمية الواحات وشجر الأركان، المنظمة لهذا الملتقى بشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري، والمندوبية السامية للمياه والغابات، والمعهد الوطني للبحث الزراعي، إنها تسعى إلى أن يرقى هذا الموعد السنوي إلى محطة للتشاور والتنسيق بين جميع الجهات المعنية في قطاع الأركان. ويعتبر المجال الغابوي لشجرة الأركان إطارا للتنمية المستدامة المندمجة، ويقتضي مجهودات من مختلف الفاعلين، من أجل تحقيق التوازن البيئي والسوسيو اقتصادي للمجال الغابوي لشجرة الأركان. ولهذا الغرض، أنشئت الوكالة الوطنية لتنمية الواحات وشجر الأركان (أندزوا)، لتلعب دور التنسيق والتكامل بين برامج مختلف المتدخلين . ومن الناحية العلمية، جلبت شجرة الأركان انتباه العديد من الباحثين المغاربة والأجانب، الذين انكبوا على دراسة بيولوجيتها، وبيئتها الجغرافية، والاجتماعية والثقافية، فضلا عن فوائدها. غير أن تطبيق نتائج البحوث في هذا المجال ما زال يواجه تحديات عديدة، خاصة غياب التنسيق. يشار إلى أن المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، بادرت، منذ مدة، بإطلاق مجموعة من المشاريع المتعلقة بتثمين وتخليف شجرة الأركان، في إطار مخطط عشري يمتد بين 2005 و2014، ويهدف هذا المخطط إلى تحفيظ 116 ألفا و200 هكتار، وتهيئة 114 ألفا و500 هكتار، إضافة إلى الرفع من المساحات الأرضية، التي تشملها عملية التخليف، إلى 4 آلاف هكتار سنويا في أفق سنة 2014 في منطقة سوس ماسة، بغلاف مالي قدره 500 مليون درهم لتخليف 40 ألف هكتار. وعرف هذا اللقاء توقيع اتفاقيتين بين الوكالة الوطنية لتنمية الواحات وشجر الأركان، والفدرالية البيمهنية المغربية للأركان، إلى جانب اتفاقية أخرى، وكلاهما تهمان مجال التكوين.