يأتي قرار صاحب الجلالة الملك محمد السادس إرسال مساعدات إنسانية هامة لفائدة اللاجئين السوريين الموجودين في الأردن ليؤكد مرة أخرى على الالتزام التضامني الثابت للمغرب تجاه البلدان الشقيقة والصديقة. وقد جرى اتخاذ قرار إرسال هذه المساعدات المغربية إلى الأردن عقب محادثات هاتفية أمس الجمعة بين جلالة الملك٬ والعاهل الأردني عبد الله الثاني٬ الذي تعرف بلاده تدفقا متزايدا للاجئين السوريين الذين يفرون من أهوال النزاع المسلح في بلادهم. وتعتبر هذه الالتفاتة الملكية بلسما لجراح آلاف اللاجئين السورية الذين يبحثون عن مؤازرة وملاذ آمن في البلد الجار الأردن الذي لا يمكنه لوحده تحمل هذا العبء. وتهدف المبادرة المغربية إلى التخفيف من معاناة النساء والأطفال السوريين الذين فروا من منازلهم من دون أي موارد ومساعدات٬ في الوقت الذي تقوم فيه الأردن بتقديم المساعدة بشكل ملائم. وتعمل أيضا البعثة الإنسانية المغربية٬ مدعومة بالوسائل اللوجستيكية والإنسانية الضرورية٬ على التخفيف من الألم والحسرة والجروح المؤلمة الناتجة عن مأساة تراجيدية للشعب السوري. وتندرج هذه المساعدة المغربية للاجئين السوريين في الأردن تماشيا مع تقاليد التضامن الفعال التي مافتئ جلالة الملك يقوم بها تجاه أي شعب عربي شقيق يعيش ظروفا صعبة. وهو الأمر الذي كان عليه الحال في مارس 2011 حينما أمر جلالة الملك بإرسال مساعدات لتلبية الاحتياجات الخاصة والملحة للاجئين على الحدود التونسية الليبية٬ وذلك بعد اندلاع الصراع في ليبيا. وفي الآونة الأخيرة٬ أرسل المغرب في أبريل الماضي مساعدة إنسانية لفائدة اللاجئين الماليين. وتجسد أيضا التوجه التضامني تجاه البلدان الأفريقية بمناسبة مبادرة جلالة الملك في أبريل 2010 حيث قرر جلالته إرسال مساعدات إنسانية هامة إلى النيجر لتمكينها من التغلب على الأزمة الغذائية الحادة التي أثرت على السكان٬ وعلى الخصوص الأطفال. كما تجسد هذا التوجه في الدعم الذي قدمه المغرب لبوروندي والصومال وجيبوتي ومدغشقر والكونغو بعد الكوارث التي ضربت هذه البلدان الصديقة. وتعبر هذه المبادرات٬ التي تحمل طابع النبل الملكي٬ عن تعاطف جلالة الملك والتعبير عن مشاعر التضامن المغربي مع الفئات الأكثر تضررا. (و م ع)