كشفت دراسة ميدانية، أجرتها البروفيسور أمال بورقية، رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة أمراض الكلي- "كلي"، أن 70 في المائة من مهنيي الطب أكدوا عدم خضوعهم لأي تكوين في مجال التبرع وزراعة الأعضاء بينما عبر 60 في المائة من المهنيين عن جهلهم بالقوانين المنظمة لمجال زراعة الأعضاء في المغرب، مع عدم توفرهم على أي معرفة حول موقف الإسلام من هذا الموضوع. وأبرزت الدراسة أن 70 في المائة من مهنيي الطب على معرفة متوسطة بموضوع التبرع بالأعضاء، بينما قال 30 في المائة إن معرفتهم بالموضوع ضعيفة. وأوضحت بورقية، خلال ندوة صحفية، عقدت مساء أول أمس الثلاثاء بالدارالبيضاء، بمناسبة الإعلان عن نتائج الدراسة، أن أكثر من 60 في المائة من المستجوبين من مهنيي الطب في المغرب تفوق أعمارهم 40 سنة، أي لهم تجربة مهمة في مجالات عملهم، ضمنهم 60 في المائة اختصاصيون، و20 في المائة صيادلة. وشملت الدراسة استطلاع رأي أطباء متخصصين، وصيادلة، وأطباء أسنان، وأطباء بيولوجيين، وفئات أخرى من المنتمين إلى مهنة الطب. وأبرزت بورقية أن ثلثي المشاركين في الدراسة لم يسبق لهم المشاركة في أي تكوين في مجال زراعة والتبرع بالأعضاء، بينما عبر 17 في المائة فقط عن تعرفهم على المجال عبر مشاركتهم في بعض الندوات، مشيرة إلى أن مهنيي الطب لا يستفيدون من التكوين المستمر، في مجالات الطب عموما، أو في مجالات التخصص، داعية الجهات المسؤولة إلى جعل التكوين المستمر إجباريا للأطباء، لتمكينهم من مسايرة جديد علوم الطب، وضمان تقديم خدمات طبية وعلاجية ذات جودة عالية. وذكرت بورقية أن التوصل إلى المعلومة عبر الإنترنيت يأتي على رأس قائمة وسائل الإعلام التي يتعرف من خلالها الأطباء على التبرع بالأعضاء، موازاة مع المجلات، سيما الصحية منها، بينما قال 20 في المائة من المستجوبين إن التلفزيون كان وسيلة تعرفهم على تفاصيل حول الموضوع. مقابل ذلك، عبر أغلب المستجوبين عن رغبتهم في تعميق معارفهم بالموضوع، وعبر 635 مستجوبا عن موافقتهم على التبرع بأعضائهم بعد الموت، بينما تقلص العدد إلى 216 شخصا عبروا عن استعدادهم للتبرع قيد حياتهم، وعبر 193 شخصا عن رفضهم التبرع. ودعت بورقية إلى وضع برنامج لنشر المعرفة بين عموم الناس حول التبرع بالأعضاء، وإشراك رجال ونساء الإعلام في توسيع المعرفة بالتبرع بالأعضاء وزراعتها في المغرب، على اعتبار أن التبرع بالدم وبالنخاع العظمي وبالأعضاء، من الطرق العلاجية التي تعطي الحياة لأناس في وضعية صحية صعبة. وأكدت بورقية أن التبرع بالأعضاء مازال طريقة علاجية ضعيفة بالمغرب، إذ لم يستفد من التبرع بالأعضاء سوى 300 مريض بين 1990 و2012، بينما تظل لائحة المنتظرين طويلة للتبرع بعضو شخص ميت.