صدر عدد جديد من مجلة "صدى لجنة القدس" متضمنا مواضيع باللغتين العربية والإنجليزية تبرز المجهودات التي يقوم بها جلالة الملك محمد السادس للحفاظ على الطابع الإسلامي لمدينة القدس المحتلة٬ وكذا جهود وكالة بيت مال القدس الشريف في هذا المجال، عبر إنجاز عدد من المشاريع. وتضمن العدد الجديد لهذه المجلة الفصلية، التي تصدرها وكالة بيت مال القدس الشريف٬ والتي خصصت ملف العدد لموضوع "تهويد القدس يهدد بنيان المدينة وتوازنها الديمغرافي والبيئي"٬ فضلا عن نص الخطاب السامي، الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الدورة 12 لمؤتمر القمة الإسلامي، المنعقد في فبراير الماضي بمصر٬ عددا من المواضيع تطرقت للجهود التي يبذلها جلالة الملك رئيس لجنة القدس لمواصلة إنجاز مشاريع للحفاظ على الطابع الإسلامي للمدينة المقدسية. كما تضمن العدد مواضيع أخرى تناولت "معالم القدس الأثرية: حين تتجسد عبقرية المعمار لتشهد على أصالة المدينة وعراقتها"٬ و"قرية المعلمات: شريك آخر من شركاء الوكالة في برنامجها لتمكين المرأة المقدسية"٬ و"مكتبة القدس: واجهة لحفظ الذاكرة الثقافية المقدسية"٬ و"مساجد القدس: شواهد حية على أصل المدينة وفصلها". وتصدرت العدد الجديد افتتاحية للدكتور عبد الكبير العلوي المدغري، المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف، وجه من خلالها لوما للمجتمع المدني بالدول العربية والإسلامية والمسيحية، داعيا إياه إلى تقديم الدعم اللازم لمواكبة المجهودات التي تقوم بها الوكالة. وتساءل المدغري "كيف أن أمة تعداد أفرادها يفوق المليار نسمة ولها مدينة عزيزة غالية اجتمعت فيها المقدسات الدينية والتاريخ المجيد والرمزية الناطقة بالعزة والكرامة والأصالة والشهامة، ومع ذلك تبخل على مدينتها تلك بالدعم الضروري والعطاء الواجب وتتفرج عليها، وهي تعيش في ذل الفقر٬ وهوان الحاجة٬ ونير الاحتلال"٬ موضحا أن اللوم لا يلقى على الدول العربية والإسلامية التي قامت بما يتعين والتي لها ظروفها٬ بل على المجتمع المدني العربي والإسلامي والمسيحي، الذي "يتوفر على إمكانات هائلة وأموال طائلة ويقع على عاتقه نصيب كبير من واجب التضامن مع سكان القدس". وأضاف أنه "بإمكان هذا المجتمع المدني٬ إذا اهتدى إلى تنظيم عمله٬ وتنسيق مبادرته٬ وتوحيد جهوده٬ والاجتهاد في إبداع السبل الجديدة لتكامل عمله٬ وتضامنه الفعلي مع إخوانه٬ وتكافله العملي مع أشقائه٬ أن يغطي حاجات المقدسيين في جميع المجالات٬ ويوفر لهم الدعم اللازم في جميع القطاعات٬ ويفرج كربتهم٬ ويخفف محنتهم". وخلص إلى القول إن هذا العمل المنتظر من المجتمع المدني "لا يتعلق بحمل السلاح ولا المشاركة في إرهاب ولا ارتكاب عنف وليست فيه كراهية لأحد ولا صراع مع أحد"، مضيفا أنه "فقط دعوة إلى التضامن الإنساني٬ والتكافل الآدمي٬ والعمل السلمي".