قال أرجان دوغان، المدير التجاري لدار النيل للنشر التركية، في لقاء معه على هامش المعرض الدولي للكتاب والنشر، إن "الإقبال كبير جدا على الكتب التركية المترجمة بالعربية، من طرف المغاربة، سيما يومي السبت والأحد، أي أيام العطلة الأسبوعية". أرجان دوغان المدير التجاري لدار النيل للنشر التركية أضاف أرجان دوغان أن دار النيل تتعامل مع الكتاب والناشرين المغاربة، إلى جانب العديد من المكتبات من بينها دار الأمان، ودار الجيل. وأبرز في لقاء مع"المغربية" أنها المرة الثامنة، التي يشارك فيها في معرض الكتاب والنشر في المغرب، والمرة 25، التي يشارك فيها في معارض دولية، ضمنها 18 دولة عربية. وأشار إلى أن "دارالنيل" للطباعة والنشر، تابعة لدار النشر "القينق"، وهي مجموعة كبيرة يوجد مقرها الرئيسي بتركيا، ولها منشورات بلغات مختلفة، بالإنجليزية، وبالإسبانية، والفرنسية، والعربية، والهندية، والكردية، ولديها فروع في 5 دول، ولها فرع كبير تابع لمجموعة "القينق" التركية في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدا في مصر، كما أن لها فروعا أخرى في أمريكا، وفرنسا، ومدريد، وبرلين. وقال دوغان إن دار النيل أصدرت في هذه السنة كتبا وصلت إلى 104 كتب باللغة العربية، معظمها مترجمة من التركية إلى العربية، وهي لكبار العلماء الأتراك، أي للمؤرخين، والمفكرين الأتراك، من بينهم الكاتب التركي المشهور الشيخ فتح الله كولين، الذي يعتبر من أشهر علماء الإسلام ودعاته على مستوى العالم، ومن الذين احتلوا المرتبة الأولى في قائمة أهم مائة عالم في الاستطلاع الذي أجرته مجلة "السياسة الخارجية" الأمريكية سنة 2008، ومجلة "بروسبيك" البريطانية، وأنشأت عدة جامعات في الولاياتالمتحدة وأندونيسيا، أقساما خاصة باسمه، ومراكز علمية متخصصة لدراسة أطروحته، ونظرياته الفلسفية والإصلاحية، إذ يعتبر من أشهر المثقفين ومن أكثرهم تأثيرا، وكتبه تلقى ترحيبا وسط القراء والمهتمين بالفكر. من جهة أخرى، أكد أرجان دوغان أن حركة النشر مزدهرة في تركيا منذ القدم، وأعطى مثلا بمجلة تصدر منذ انهيار الدولة العثمانية، إلى اليوم، ألا وهي مجلة "حيراء"، التي تعد أول مجلة تركية باللغة العربية، لمخاطبة العرب بلسان عربي، يشارك فيها كتاب تركيون وعرب، ومازالت تصدر مرة كل شهرين في تركيا، ولديها 65 ألف مشترك من مختلف الدول العربية، وتوزع في معظمها. وأكد أن لهذه المجلة مشتركون حتى في تركيا، خصوصا أن اللغة العربية عرفت إقبالا كبيرا من طرف الأتراك، لأن اهتمام السياسة التركية الحالية موجهة نحو الدول العربية، خاصة في مجال الاستثمار، فالعديد من الشركات التركية تعمل في هذه الدول، لذا فتعلم اللغة العربية أصبح مسألة ضرورية الآن كي تفرض وجودها في المعاملات التجارية والثقافية بين تركيا والدول العربية التي ترتبط مع تركيا بعلاقات وروابط تاريخية قوية، وعوامل اقتصادية وتجارية كبيرة. في السياق ذاته، أشار أرجان دوغان إلى أن إصدارات دار النيل تعرف حركة نشطة، إذ تصل إلى 100 إصدار سنويا، وهذا راجع للإقبال الكبير على كتبها المتنوعة، والتي يوجد بعضها في رواق المعرض الدولي للكتاب والنشر بالدارالبيضاء، مثل مؤلفات محمد فاضل الجيلاني، الذي أصدر لأول مرة في تاريخ التراث الإسلامي، تفسيرا للشيخ عبد القادر الجيلاني من 6 أجزاء، وكتب للسلطان عبد الحميد الثاني المفتري عليه، لعمر فاروق يلمار، وكتب لسعيد النورسي، ومجموعة كتب لمحمد فتح الله كولن، فضلا عن كتب أخرى متنوعة. وأكد أن كتبا مهمة ستصدر خلال 20 أو 30 يوما، وسيوزع في المكتبات العربية والمغربية، عن السلطان سليمان القانوني، الذي عرض مسلسله في العديد من القنوات الفضائيات، فهناك بعض المؤلفين ألفوا كتابا عن هذه الشخصية التاريخية الكبيرة، لتوضيح الصورة الحقيقية لهذا الرجل وإنجازاته في الدولة العثمانية. وفي ما يخص المنافسة التي يشهدها قطاع التأليف والنشر، أشار المدير التجاري لدار النيل للنشر التركية أن زبناء الدار كثر ولا يخشى القائمون عليها أي منافسة من دور النشر التركية وحتى العربية، كما لا يخشون منافسة التكنولوجيا الحديثة، أو ما يصطلح عليه بالخزانة الرقمية لبيع الكتب. ولفت في التصريح ذاته إلى أن الإبداع النسائي موجود بوفرة، من خلال مؤلفات لكاتبات مترجمة إلى العربية، ضمنها ثلاثة كتب تتحدث عن الأدب النسائي التركي، والإقبال عليها كبير، وسيصدر خلال شهر كتاب يتحدث عن المرأة العثمانية.