ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ أمس الجمعة بالجماعة القروية غسات (إقليمورزازات)٬ حفل إعطاء انطلاقة أشغال بناء المحطة الأولى لمركب الطاقة الشمسية بورزازات، الذي تفضل جلالته فأطلق عليه اسم " نور". (ماب) وبهذه المناسبة٬ ألقى رئيس مجلس إدارة الوكالة المغربية للطاقة الشمسية، مصطفى بكوري٬ كلمة بين يدي جلالة الملك٬ أبرز فيها أهداف هذا المشروع المهيكل الجديد، الذي يأتي لتعزيز الإرادة الملكية في استخدام أمثل للموارد الطبيعية للمغرب والحفاظ على بيئته ودعم تنميته الاقتصادية والاجتماعية وضمان مستقبل الأجيال المقبلة. وقال بكوري إن هذه المحطة الجديدة٬ الأولى من نوعها على الصعيد العالمي بطاقة إنتاج تقدر ب160 ميغاواط (7 ملايير درهم)، ستبدأ في الاشتغال في ظرف 28 شهرا٬ وستساهم في تشجيع الصناعة المحلية واكتساب خبرة عالية المستوى في هذا المجال٬ وتحقيق تنمية مندمجة بمنطقة وجود المشروع٬ علاوة على مساهمتها في إنتاج طاقة كهربائية نظيفة ومتجددة. وذكر بأن مركب الطاقة الشمسية "نور"٬ الذي يمتد على مساحة 3000 هكتار٬ ستبلغ طاقته الإجمالية عند الانتهاء من إنجازه 500 ميغاواط٬ مشيرا إلى أن المشروع حظي بدعم مؤسسات مالية دولية وفاعلين مهمين في مجال الطاقة الشمسية وفاعلين من المجتمع المدني. وفي كلمة مماثلة٬ أكد المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، علي الفاسي الفهري، أن إنجاز مركب الطاقة الشمسية بورزازات "نور" يتماشى مع الجهود المبذولة لتلبية الحاجيات المستقبلية من الكهرباء في إطار رؤية مندمجة للتنمية المستدامة. وأضاف أنه مع النمو المتزايد للطلب على الكهرباء وطنيا٬ بشكل يقترب أكثر فأكثر من منحى طلب الدول المتقدمة٬ واستجابة للتحديات المطروحة٬ فإن المغرب اختار تفعيل برنامج مندمج للطاقات المتجددة٬ شمسية وريحية. وأوضح الفاسي الفهري أن مركب الطاقة الشمسية "نور"٬ الذي يعد جزءا مندمجا بالمشروع المغربي للطاقة الشمسية٬ سيستفيد من مواكبة ودعم المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب في مجال البنيات التحتية٬ مشيرا إلى أن المكتب سيقوم بإنجاز شبكة نقل تصريف الطاقة الشمسية، التي ستنتجها المحطة (557 مليون درهم)٬ فضلا عن إمداد المركب بالمياه الصناعية والشروب (202 مليون درهم) . أما محمد بن عبد الله أبو نيان، رئيس مجلس إدارة "أكوا باور" المكلفة ببناء وتدبير المحطة الأولى لمركب الطاقة الشمسية بورزازات٬ فأشار في كلمته إلى أن إنجاز هذه المحطة خير دليل على قدرة المملكتين المغربية والعربية السعودية على مواجهة التحديات الكبيرة لتقنيات الطاقة المتجددة٬ مؤكدا أن هذه المحطة ستجعل العالم ينظر إلى صناعة الطاقة المتجددة في المملكة المغربية كقاعدة يحتذى بها لتطوير صناعات الطاقة المتجددة من حيث التقنية والتطبيق والتكلفة. وتتميز هذه المحطة الأولى لمركب الطاقة الشمسية " نور"٬ على الخصوص ٬ بتثبيت حقل واسع من آليات المجسمات القطعية المكافئة التي ستمكن من تركيز انعكاس أشعة الشمس بهدف تسخين سائل تحت درجة حرارة عالية والذي سيمر عبر أنبوب سيتم تسخينه بدوره تحت درجة حرارة عالية بواسطة أشعة الشمس المركزة . وسيولد هذا السائل ذو الحرارة العالية بخار الماء، الذي سيمكن من تشغيل المولدات التي ستنتج الكهرباء. وستتيح المحطة إنتاج طاقة كهربائية سواء في الليل أو النهار ٬ وذلك بفضل قدرتها على تخزين ثلاث ساعات بواسطة تكنولوجيا الملح المنصهر. وتميز هذا الحفل، أيضا، بعرض شريط ثلاثي الأبعاد حول المحطة الأولى لمركب الطاقة الشمسية المندمج بورزازات. وبهذه المناسبة ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ حفل التوقيع على اتفاقيتين. تتعلق الأولى بتمديد الطريق المؤدية إلى دوار تسلمانت لتصل إلى دوار أكوديم وإنجاز ممر على وادي إزركي. ووقعها عزيز رباح٬ وزير التجهيز والنقل٬ ومصطفى بكوري، رئيس مجلس إدارة الوكالة المغربية للطاقة الشمسية٬ ومحمد إفراسن، رئيس مجلس الجماعة القروية لغسات. وتهم الاتفاقية الثانية تمويل وإنجاز البنيات التحتية خارج الموقع لتزويد المجمع الطاقي والجماعة القروية لغسات ودواويرها بالماء الشروب٬ ووقعها مصطفى بكوري وعلي الفاسي الفهري ومحمد إفراسن. حضر حفل إعطاء انطلاقة أشغال بناء المحطة الأولى لمركب الطاقة الشمسية "نور"٬ بالخصوص٬ رئيس الحكومة٬ ومستشارو صاحب الجلالة وأعضاء من الحكومة وممثلو الدول والمؤسسات الدولية التي ساهمت في تمويل هذا المشروع الكبير وبعض أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالمغرب وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية.