رشح مراد فلاح، الدولي المغربي السابق، الوداد الرياضي البيضاوي لكرة القدم، لبلوغ نهائي دوري أبطال إفريقيا 2017. وقال فلاح، في حوار مع "الصحراء المغربية"، إن الفريق الأحمر يملك الإمكانات اللازمة لتجاوز عقبة اتحاد العاصمة الجزائري، السبت المقبل، ضمن إياب دور نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا بملعب محمد الخامس. اللاعب الودادي السابق تحدث عن مساره التدريبي وتجربته مع التحليل الرياضي، وعن المنتخب الوطني، والمرشحين لانتزاع لقب البطولة الاحترافية.
- أين اختفى فلاح بعد اعتزاله اللعب؟ بعد اعتزالي اللعب، توجهت للتدريب حيث خضت عدة دورات تكوينية، على نفقتي الخاصة، كانت أبرزها في ألمانيا وبالضبط في فرايبورغ جنوب البلاد، هناك حيث تعرفت على التجربة الألمانية في التدريب والتي تعتمد بشكل كبير على الجانب التواصلي، أي كيف يتواصل المدرب مع محيطه من لاعبين وطاقم تقني وطبي وكل مساعديه.
- هل استفدت من دورات تكوينية في المغرب؟ أكيد، فقد استفدت من بعض الدورات التكوينية التي نظمتها الإدارة التقنية الوطنية التابعة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وقد كانت مهمة جدا.
-كيف كانت تجربتك الأولى في التدريب مع يوسفية برشيد؟ كانت في الحقيقة تجربة مميزة وناجحة، إذ أن الإشراف على فريق في القسم الثاني ليس بالمهمة السهلة، سيما أن تجربتي الكبيرة التي فاقت 17 سنة لم تسمح لي بالتعرف على الفئات الصغرى، بالتالي فتجربة يوسفية برشيد كانت مهمة ومفيدة بالنسبة لي، وأنا في بداية مساري التدريبي.
- لماذا وصفتها بالناجحة؟ لأن المعطيات والإحصائيات تقول كذلك، صحيح أشرفت على الفريق خلال مرحلة الذهاب فقط، ولكن استطعنا تحقيق نتائج جيدة ولم ننهزم سوى في مبارتين وتركت الفريق في وضع جيد، لم نحقق انتصارات كثيرة لكنني لا أتحمل مسؤولية ذلك.
-من التدريب إلى التحليل الرياضي، كيف نصف هذه التجربة الجديدة؟ تجربة فريدة تنضاف إلى سيرتي الذاتية، فكما تعلمون فقد بدأت الاشتغال أولا بقناة وراديو "ميدي 1"، حيث وجدت مساعدة كبيرة من الزملاء الصحافيين وأخص بالذكر جلال بوزرارة وفؤاد الحناوي، ونوفل العواملة الذين استفدت منهم كثيرا وساعدوني على كسب تجربة التعامل مع الكاميرا، ودمج تقنيات التلفزيون مع ما أتوفر عليه من تقنيات التحليل، وأنا أشكرهم كثيرا على ذلك.
-دخلت في الفترة الأخيرة تجربة تحليل المباريات إذاعيا؟ صحيح، فقد وقعت أخيرا عقدا مع راديو "مارس" لتحليل المباريات، وهي تجربة جديدة سعدت كثيرا بقبولها وأتمنى أن أكون قد وفقت فيها.
-هل يعني ذلك أنك ابتعدت نهائيا عن مجال التدريب؟ لا أبدا، ما زلت في الميدان لكن أنتظر تلقي العرض المناسب لأن تجربتي مع يوسفية برشيد جعلتني أكون فكرة شاملة عن الميدان، وأعتقد أن أي مدرب لابد أن يحدد اختياراته، وأن يفرض شروطه مهما كانت تجربته في الميدان، لأن ذلك من أساسيات النجاح، وأفضل ألا أدرب أي فريق، على أن أعيش تجربة فاشلة.
-لماذا رفضت الاشتغال مدربا مساعدا بالوداد؟ كلام غير صحيح، كان هناك اقتراح لشغل منصب مدرب مساعد في عهد الويلزي جون بنيامين توشاك، وأيضا مع الفرنسي سيباستيان دوسابر، والحسين عموتة، لكن الأمور سارت في منحى آخر، خصوصا أن عموتة لديه مدرب مساعد وهو رشيد بنمحمود وأنا أحترمه على هذا القرار والموقف.
- هل تعتقد أن هناك بعض الأطراف هي تقف أمام عودة فلاح إلى الوداد؟ لا أدري، ولكن أظن أن مشكل الوداد في بعض اللاعبين السابقين الذين يظنون أن الفريق ملك لهم، ويضغطون على أي مكتب المسير، وقد يقفون في طريق عدد من المدربين، وينسون دائما أن الانتماء لا يخول لهم الاشتغال في الفريق بل الكفاءة وحدها هي من تجعلهم يفعلون ذلك.
- ألا تعتقد أن الاشتغال مع الفرق الكبرى أمر صعب في بداية المسار؟ صحيح، وشخصيا أفضل العمل مع الفرق الصغرى، على الأقل لأنك لن تجد من يضغط على المكتب المسير لإقالتك أو يضع العراقيل أمامك، كما يحدث في بعض الفرق الكبيرة.
-ألم تفكر في العمل خارج المغرب؟ لم أبحث أبدا عن ذلك، بل لا يغريني الأمر، لدي ثقة كبيرة في العمل داخل البطولة المغربية، وأنتظر فقط الحصول على ديبلوم (أ) للعمل في بطولة القسم الأول. -ما قصتك مع البرتغالي روماو؟ مدرب تربطني به صداقة متينة منذ أن أشرف على فريق الوداد، وقد استمرت هذه العلاقة إلى اليوم، وقد رشحني في أكثر من مناسبة لأكون مساعدا له، سواء في الزمالك أو الجيش الملكي، لكن يبدو أن الوقت لم يحن بعد لنعمل سويا.
- فريقك الوداد، سيخوض السبت المقبل، مباراة مهمة أمام اتحاد العاصمة الجزائري، كيف تنظر للمواجهة؟ أظن أن الفرصة كبيرة أمام اللاعبين لكتابة أسمائهم بمداد من ذهب في سجل الكرة المغربية والإفريقية. صحيح أن المهمة لن تكون سهلة أمام اتحاد العاصمة الجزائري، لكنها ليست مستحيلة. يجب على اللاعبين أن يحسنوا استغلال الدعم الجماهيري يوم المباراة ويقدموا لقاء مرجعيا والتأهل للمباراة النهائية.
- هل تظن أن نتيجة الذهاب بالجزائر (0-0) إيجابية بالنسبة للوداد؟ التعادل السلبي بالجزائر هو سيف ذو حدين، سيما أنك ستواجه فريقا يمتلك لاعبين مهرة، ومهاجما قويا من طينة أسامة درفلو الذي يمتلك قدرات هائلة وبإمكانه خلق مشاكل كثيرة لأمين العطوشي ويوسف رابح. اتحاد العاصمة يمتلك خط وسط ميدان قوي أيضا، وهو غالبا ما يكون أقوى خارج ملعبه وقد رأينا ذلك سواء في مباريات دور المجموعات عندما تعادل خارج ملعبه أمام الزمالك أو أهلي طرابلس الليبي، وسجل أيضا هدفا في دور الربع بملعب فيروفياريو دا بيرا الموزمبيقي. أعتقد أن كل هذه المعطيات تجعل مباراة السبت صعبة وعلى اللاعبين التعامل معها بحذر.
- ترشح الوداد رغم المشاكل التهديفية التي يعانيها بسبب غياب مهاجم قناص؟ اليوم نتحدث عن المجموعة وليس الفرد. أعتقد أن الوقت ليس مناسبا للحديث عن أخطاء الماضي التي لا يتحمل مسؤوليتها المكتب المسير بقدر ما يتحملها لاعبون غدروا الفريق وأنا هنا أتحدث عن الليبيري ويليام جيبور الذي تخلى عن الوداد رغم العقد الذي وقعه معه. يجب أن ندعم اللاعبين الموجودين حتى آخر دقيقة لتحقيق المراد.
-ما هي توقعاتك لنتيجة المباراة؟ أتوقع فوز الوداد وتأهله للمباراة النهائية، نظرا لتوفر لاعبيه على تجربة كبيرة في دوري أبطال إفريقيا، فقد بلغوا الموسم الماضي دور النصف، وخرجوا بطريقة غير متوقعة، ولا أعتقد أنهم سيكررون الأمر، أتمنى بكل صدق أن أرى الوداد في النهائي، وأن نعود للفوز بهذه الكأس التي غابت عن خزينة الكرة المغربية لسنوات، بل غابت حتى الأندية الكبيرة عن التألق فيها واكتفينا بكأس الاتحاد الإفريقي.
-على ذكر كأس "الكاف" الفتح يستقبل بدوره في إياب دور نصف النهائي مازيمبي كيف توقع المباراة؟ الفتح تنتظره مباراة صعبة أمام فريق متمرس ومتخصص في مثل هذه المسابقات، وحامل لقب الموسم الماضي. الفتح عاد بخسارة صغيرة من الكونغو لكن طريقة تعامل المدرب وليد الركراكي مع مجريات المباراة لم تكن في محلها، بل كادت تلحق هزيمة كبيرة بالفريق، الحمد الله أن الأسو لم يحدث لتظل حظوظ ممثل المغرب قائمة وبقوة للمرور للمباراة النهائية، لكن شرط أن يجيد المدرب التعامل مع المباراة وألا يكرر الأخطاء التي تسببت في خروجه من كأس العرش، والتي يتحمل فيها المسؤولية الكاملة عندما قرر فتح خطوطه أمام الرجاء رغم إحرازه لهدف التقدم.
-ألا تعتقد أن الرجاء كان أقوى خلال المباراة؟ الرجاء فريق قوي صحيح لكن الفتح كان بإمكانه التأهل خصوصا بعدما افتتح التسجيل لكن المدرب تعامل بغرور واعتمد طريقة تسبب خسارة الفريق، وهو ما لا أتمنى تكراره أمام مازيمبي الذي يمتلك لاعبين بمقدورهم هزم أي فريق داخل قواعده.
- بما أننا تحدثنا عن الرجاء البيضاوي هل نقول إنه سيسطر على جميع المنافسات هذا الموسم؟ الرجاء قوي منذ الموسم الماضي، لكن المشاكل التي يعيشها هي التي جعلته يخرج من سباق لقب البطولة، وأظن أن استمرار المشكل نفسه قد يؤثر على مستقبله. الرجاء في نظري الفريق الوحيد الذي قام بتعاقدات قوية وناجحة عندما ضم حذراف وياجور وشاكر وهم لاعبون جاهزون انسجموا بسرعة مع المجموعة.
-هل ترشحه للقب كأس العرش والبطولة؟ أنا أرشحه إلى جانب الوداد وحسنية أكادير والدفاع الحسني الجديدي واتحاد طنجة، للمنافسة بقوة سيما على لقب البطولة، أما كأس العرش فالرجاء سيكون الأقرب لتحقيق اللقب.
-هناك من يعتقد أن الوداد سيكون خارج السباق؟ أنا لا أشاطرهم الرأي، أعتقد أنه رغم النتائج السلبية للوداد البطولة واقصائه من كأس العرش، إلا أنه يتوفر على لاعبين سينافسون بقوة على اللقب، ومع مرور الجولات ستختلف معطيات كثيرة، لأننا كما تعلمون ما زلنا في بداية الموسم.
-قبل أن ننهي حوارنا لابد أن نتحدث عن مباراة السد التي ستجمع المنتخب المغربي بالكوت ديفوار نونبر المقبل، هل تعتقد أننا قادرون على التأهل؟ ولماذا لا نتأهل. المنتخب الوطني يمر بمرحلة جيدة جدا ولدينا حظوظا كبيرة للتأهل، ولا يجب أن نهاب المنتخب الإيفواري، صحيح لابد أن نحترم منافسنا لكن ذلك لا يعني أن نخافهم. أمامنا فرصة ذهبية للعودة إلى الواجهة العالمية والتأهل لمونديال روسيا ولا يجب أن ندعم تمر، يجب أن نقاتل إلى آخر رمق لتحقيق ذلك.