شهدت الدورة الرابعة عشر لمهرجان "ليالي الشرق" مشاركة مغربية متميزة، تمثلت في إحياء حفلين ناجحين للسوبرانو سميرة القادري. أحيت سميرة القادري بهذه المناسبة حفلين غنائيين، الأول رفقة عازفين فرنسيين متخصصين في موسيقى عصر النهضة والباروك وعازفين آخرين من مدينة شفشاون تحت قيادة العازف المتميز نبيل أقبيب. أما الحفل الثاني فضمت الفرقة الموسيقية نفسها، وتميز هذان العرضان الموسومان ب "أصوات من هنا ومن هناك"، تقديم ريبرتوار متنوع بلغات مختلفة. كما شهد هذان الحفلان حضور شخصيات وازنة في عالم الفن والسياسية من المغرب وفرنسا، اللذان ضما قطعا موسيقية تربط الشرق بالغرب. وسافرت هذه الدورة التي نظمت ما بين 27 نونبر المنصرم و15 دجنبر الجاري بمدينة ديجون الفرنسية بالجمهور في رحلة ثقافية بضفتي حوض المتوسط لاكتشاف ما يجمع بين الشرق والغرب. وتم خلال هذه التظاهرة تنظيم سبعين نشاطا ثقافيا توزعت بين معارض وعروض موسيقية وندوات ونقاشات وعروض سينمائية ما شكل فضاء للقاء والتبادل وتعزيز الحوار بين ثقافات ضفتي المتوسط. وساهمت قنصلية المغرب بديجون ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، باعتبارهما شريكين في هذا الحدث منذ سنة 2007، بدعم مالي، فضلا عن إعداد مشروع "أصوات من هنا وهناك" بتعاون مع المعهد الموسيقي لمدينة شينوف. وتجسدت المشاركة المغربية، أيضا، من خلال سرد عدد من الحكايات التي تنهل من التراث المغربي الأصيل، وتعكس أحد أوجه الثقافة المغربية. وتم خلال هذه التظاهرة الثقافية توشيح السوبرانو سميرة القادري بالميدالية الذهبية وكذا لقب "Le sceau Marguerite de Bourgogne" ومنح القادري هذه الجائزة عمدة مدينة ديجون الفرنسية رونسوارابسامين، الذي نوه بالجهود التي تبذلها المبدعة المغربية بصفتها فنانة باحثة وكفاعلة في الحقل الثقافي في مد الجسور بين الجهة الشمالية بالمغرب وجهة البرغون بفرنسا، كما نوه بأعمالها باعتبارها سفيرة بامتياز في مد جسور الصداقة والمحبة بين البلدين.