دشنت الخطوط الملكية المغربية (لارام)، مساء أول أمس الأربعاء، أول رحلة للخط الجوي الرابط بين الدارالبيضاء والراشدية. وبهذه المناسبة، تحدث إدريس بنهيمة، الرئيس المدير العام ل"لارام"، بمطار الراشيدية، عن انخراط الشركة من أجل تنفيذ سياسة الحكومة في مجال تعزيز النقل الجوي، الرامي إلى دعم الرحلات الجوية الداخلية، بهدف فك العزلة عن المناطق البعيدة، وبالتالي، المساهمة في تنميتها اقتصاديا واجتماعيا، مشيرا إلى "أن هذا الخط الجوي سيفتح آفاقا واسعة لتنمية النشاط السياحي والتجاري بالمنطقة". وأضاف بنهيمة أن هذه المبادرات تأتي من إيمان الشركة المشترك مع شركائها بأهمية تطوير النقل الجوي الداخلي، مساهمة منها في مشروع الجهوية المتقدمة الذي انخرطت فيه المملكة. واعتبر أن تطوير الرحلات الداخلية يبقى ضروريا من أجل تنفيذ الجهوية المتقدمة، لأنها تساهم في تعزيز جاذبية الجهات وتنميتها سياحيا، موضحا أن غلاء سعر التذكرة، مقارنة مع القدرة الشرائية، يحول دون إنعاش هذه الخطوط، وأن جميع الدول التي تتوفر على شبكة نقل داخلية تدعم هذه الخطوط. وقال إن أهمية تطوير النقل الجوي الداخلي لتكريس مشروع الجهوية المتقدمة وتقوية جاذبية الجهة وفك العزلة عنها وتنميتها سياحيا، يجعل وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والخطوط الملكية المغربية عازمتين على تعميم توقيع اتفاقيات دعم الخطوط الجوية الداخلية للمساهمة في تعزيز الإقليم والاقتصاد المحلي. وأضاف أن تنفيذ هذه الاتفاقيات سيمكن من رفع عدد الرحلات، وخفض أسعار التذاكر، ثم الزيادة في عدد المسافرين. من جهته، قال محمد نجيب بوليف، الوزير المكلف بالنقل، إن هذا الخط من شأنه أن تستفيد منه الراشدية كوجهة سياحية ذات صيت عالمي، في إطار التوزيع العادل لخدمات النقل، وتجسيدا لمبدأ الجهوية الموسعة. ومع تعميم اتفاقيات الشراكة على باقي جهات المغرب، تسعى الخطوط الملكية المغربية إلى بلوغ أزيد من مليون مسافر في السنة عبر رحلاتها الداخلية، وأكد بنهيمة التعبئة الشاملة لتسريع وتيرة خلق أو تعزيز هذه الخطوط تماشيا مع سياسة الحكومة ورغبة الجهات في هذا المجال. وأوضح أن الشركة الوطنية عززت شبكتها الداخلية لتصل إلى 22 وجهة، منها 16 وجهة مع الدارالبيضاء، و6 وجهات تربط بين مدن مغربية أخرى خارج الدارالبيضاء. وتؤمن هذه الخطوط 170 ترددا (رحلة ذهاب وإياب) في الأسبوع. وتقول "لارام" إن انخراطها في هذا المشروع يرجع ليس فقط لإيمانها بالدور الكبير للرحلات الجوية في تحقيق مشروع الجهوية المتقدمة، بل نابع كذلك من إيمانها الراسخ بدور الشركة الوطنية في دعم السياحة المغربية، علما أنها تعد الفاعل الأول في هذا المجال، وهي أول ناقل للسياح القادمين إلى المغرب. وإلى حدود نهاية ماي 2014، استفاد من هذه الرحلات قرابة 448 ألف مسافر، بزيادة بلغت 25 في المائة، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية. وأكبر ارتفاع سجل في الخطين الرابطين بين الدارالبيضاء من جهة والعيون والداخلة من جهة أخرى، إذ سجلت ارتفاعا بلغ، على التوالي، 78 في المائة و65 في المائة. ومكن هذان الخطان من نقل 88 ألف مسافر في المجموع. يشار إلى أن الرحلات ستؤمنها طائرات من نوع ATR-72 من الجيل الجديد، بثلاثة ترددات في الأسبوع وبسعر قدره 1200 درهم.