بالخلطة السحرية نفسها، في القالب العام والشكل، وبإضافات نوعية وتعديلات جديدة وبنيوية في المضمون، من شأنها إضفاء المزيد من الحماسة وروح المنافسة والتركيز أكثر على الخامة الصوتية دون سواها، ينطلق الموسم الثالث من البرنامج العالمي بصيغته العربية مع احتفاظه بتوليفته الكيميائية الخاصة، وعودة النجوم، المدرّبين الأربعة كاظم الساهر وشيرين عبد الوهاب، وصابر الرباعي، وعاصي الحلاني. وفيما يترقب الجمهور والنقاد على حد سواء معرفة نظراء الفائزيْن باللقب في الموسميْن السابقيْن، الأول مراد بوريقي من فريق عاصي الحلاني، والثاني ستار سعد من فريق كاظم الساهر، يستعد عشاق الطرب الأصيل لمنح أسماعهم متعة طربية خاصة قوامها نخبة من الخامات الصوتية الاستثنائية، حسب بلاغ، توصلت "المغربية" بنسخة منه، إلى جانب جرعة مضاعفة من الإثارة والحماس اللذيْن تكتنفهما جميع مراحل البرنامج، سيّما مرحلة "الصوت وبس"، التي يتنافس فيها المشاركون من شبه المحترفين، بهدف استمالة قلوب ومسامع النجوم المدرّبين وحث أحدهم، على الأقل، للضغط على زر "أريدك" واستدارة كرسيه معلنا عن رغبته بضمّ تلك الموهبة إلى فريقه. ويعد الموسم الثالث من البرنامج بتحقيق المتعة السمعية والبصرية، من خلال مشاركة أبرز المواهب الغنائية، على رأسهم الأصوات المغربية التي أثارت انتباه وإعجاب المتتبعين منذ انطلاق البرنامج قبل سنتين. وتعتبر مشاركة الفنانة المغربية نجاة رجوي هذه السنة المشاركة المميزة في الموسم الثالث، بعد أن اختارت خريجة برنامج "استوديو دوزيم" الانفتاح على العالم العربي، من خلال أشهر برنامج لاكتشاف المواهب الغنائية. وانضمت نجاة الرجوي إلى فريق كاظم الساهر، بعد أن لفتت انتباه لجنة التحكم في مرحلة "الصوت وبس"، التي انتهى مرحلة تصويرها أخيرا باستوديوهات "إم بي سي". أما أبرز ما يُميّز الموسم الثالث من"the Voice"، حسب البلاغ ذاته، فيكمُن في إدخال تعديلات على هيكلية البرنامج وبنيته، ومؤثراته السمعية البصرية، أبرزها ما يُعرَف في الصيغة العالمية ب "Double Blind" أو "الستارة المزدوجة"، حيث لن يكون بمقدور أي من المدرّبين، في بعض الحالات رؤية المشترك حتى بعد ضغطهم على زر "أريدك" واستدارة الكرسي، وكذلك، لن يكون بمقدور المشارك نفسه معرفة مَن مِن المدرّبين قد استدار له، والسبب وجود تلك الستارة المزدوجة التي تحجب المشارك عن المدرّبين أولا، وكذلك عن الجمهور في الاستوديو والمشاهدين في منازلهم ثانيا. إذاً، سيبقى المشارك في بعض الحالات مجهولا تماما بالنسبة للمدرّبين والمشاهدين معا، ف "الستارة المزدوجة" لن تُرفع للكشف عن هويّته وشخصيته حتى انتهائه من أداء وصلته الغنائية كاملة. شدّد مازن حايك، المتحدث الرسمي باسم المجموعة، مدير عام العلاقات العامة والشؤون التجارية، في مؤتمر صحافي عقدته مجموعة "إم بي سي" في بيروت، أخيرا، على دور النجوم المدرّبين الأربعة في تقييم المواهب أولا، ومنح البرنامج طابعه الخاص ثانيا. ولفت حايك إلى نوعية الأصوات الاستثنائية المشاركة في هذا الموسم، عازيا ذلك إلى "العملية الإنتاجية الاحترافية المتكاملة، التي تعكس حرص طاقم البرنامج والقيّمين عليه على اختيار نخبة من الأصوات من بين عشرات آلاف المتقدّمين، تحت إشراف مباشر من أساتذة ومختصين في الموسيقى والغناء، فضلا عن بذل الكثير من الجهد والوقت والحرص على الحرفية". وفي معرض إجابته على سؤال حول هويّة مُقدّم البرنامج ومقدّمته في الموسم الثالث، يضيف البلاغ، أشار حايك إلى "عودة إيميه صياح بتألّقها وعفويتها، فيما ينضم الممثل المصري مؤمن نور إلى فريق التقديم، ليكون هذا الأخير بصحبة المشاركين وذويهم في مرحلة "الصوت وبس"، ولينتقل بعدها إلى غرفة التواصل الاجتماعي خلال مراحل العروض المباشرة". وختم حايك بالتشديد على ما يحمله هذا الموسم من إضافات وتعديلات نوعية، واستمرار "مناورة الاقتناص". من جانبه، أكد كاظم الساهر أن الأصوات في هذا الموسم هي رائعة ومتقاربة ومنافِسة لبعضها البعض، لدرجة تجعل من عملية المُفاضلة والاختيار بينها عملية شاقة وبالغة الصعوبة. وأضاف الساهر "إن آلية المفاضلة لا تعتمد على قوة الصوت فحسب، بل كذلك على الإحساس، الذي يحمله الصوت، ومدى رشاقته وحلاوته وقدرته على بلوغ القلوب والأسماع معا بلا استئذان". وأوضح الساهر أن فوز أحد المدربين في أحد المواسم لا يعني بالضرورة عدم فوزه في الموسم الذي يليه، لذا فهو لن يألو جهدا في بذل كل ما في استطاعته للفوز بالموسم الثالث. بدورها، أكدت شيرين أنها وزملاءها المدرّبين أخذوا عهدا على أنفسهم بتركيز اختياراتهم وترجيحاتهم على أهمية الأصوات وخاماتها، بعيدا عن أي عناصر أخرى، ما لم تكن عناصر فنية بحتة. أما عملية الاختيار بحسب البلد والهوية، فأكدت شيرين أنها أمر قد تخطاه البرنامج والمدربون منذ الموسم الأول، والأدلة على ذلك موجودة بكثرة في الموسمين السابقين. وشددت شيرين على أنها جاءت هذا الموسم وفي نيّتها الفوز والوصول بفريقها إلى المراحل الأخيرة، لذا لم تتردد في إرسال رسائل التهديد "الودّي" المصحوبة بضحكات عريضة إلى زملائها المدرّبين، محذرة إياهم مما تخبّئه لهم من مفاجآت هذا الموسم. أما صابر الرباعي، فشدد على أنه رغم صعوبة الاختيار بين المواهب الصوتية المُتفوّقة، يبقى التحدي الأكبر في القدرة على تمكين صاحب الصوت الأجمل من الوصول إلى النهائي، ونَيْل اللقب لاحقا. وأضاف الرباعي أن عملية الحكم على الأصوات ليست سهلة إطلاقا ولكنها عملية مُمتعة وشيّقة في آن معاً، سيما أن الأصوات المتنافسة تتميّز بتقاربها بشكل كبير. وأضاف الرباعي "أشعر بالحماسة في كل موسم كما لو أنه الموسم الأول، سيّما في ظل وجود تعديلات متواصلة في الهيكلية حيث شهدنا "مناورة الاقتناص" في الموسم الثاني، وسنشهد اليوم "الستارة المزدوجة" في الموسم الثالث. وختم الرباعي بالتشديد على أنه في هذا الموسم لن يقبل بغير الفوز، ناصحا زملاءه المدرّبين بالتأهّب لمواجهات فنية من العيار الثقيل. أخيرا، أعرب عاصي الحلاني عن سعادته بالعودة إلى البرنامج للمرة الثالثة إلى جانب زملائه المدرّبين الذين باتوا كأخوة له، بحسب وصفه، مُشدّداً على أهمية "the Voice"، معتبرا إياه بمثابة "إضافة قيّمة للفن العربي في المنطقة بأسرها". وفي إجابته على سؤال حول كيفية اختيار الأصوات في المرحلة الأولى من البرنامج ومن ثمة آلية المفاضلة بينها، أوضح عاصي أن التطوّر الذي طرأ على هيكلية البرنامج في هذا الموسم يزيد من جرعة التشويق تصاعديا، سيّما في مرحلة "الصوت وبس"، من خلال "الستارة المزدوجة". كما أكد الحلاني على أن فوزه مع مراد بوريقي في الموسم الأول لا يعني أبداً أنه رضي بما حققه حتى الآن، بل هو عائدٌ بقوة هذا الموسم للفوز مجدداً.