يأتي هذا البرنامج وفقا لاتفاقية الشراكة الموقعة في ليبروفيل في 8 يونيو الماضي، خلال زيارة جلالة الملك محمد السادس للغابون. وقال الشرقي الضريس، الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية إن "وزارة الداخلية بتعاون مع وزارة الصحة والجمعيات المعنية أشرفت على إعداد برنامج تكويني متكامل لتقوية القدرات لفائدة 52 فاعلا موزعين بين 16 فاعلا مكلفين برعاية الأطفال ثلاثيي الصبغي، و16 فاعلا مكلفين برعاية الأطفال ذوي التوحد و20 مشرفا على مراكز تصفية الكلي". وأضاف الضريس في كلمة تليت بالنيابة عنه، بمناسبة انطلاق البرنامج، أن مدة دورات التكوين تمتد من خمسة أسابيع إلى ستة أشهر، وستحصل الاستجابة للحاجيات المعبر عنها من طرف الغابونيين، عن طريق تكوينات نظرية وتطبيقية، بالإضافة إلى تداريب وزيارات ميدانية بالمراكز المتخصصة في هذه المجالات التابعة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة الصحة بمدينتي الرباط والدارالبيضاء. وأوضح الوزير أن الهدف من هذا البرنامج هو "وضع الخبرات والتجارب المغربية في مجال التكفل والرعاية الخاصة بهذا النوع من الإعاقات، رهن إشارة الأشقاء الغابونيين". وأضاف أن هذا "البرنامج يكتسي أهمية بالغة، إذ يندرج في إطار الرؤية المشتركة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية واستراتيجية الاستثمار البشري، التي تضع العنصر البشري في صلب البرامج التنموية، كما يؤسس لمرحلة أخرى من علاقات الشراكة القائمة بين المغرب والغابون". وأفاد أن التجارب والخبرات التي راكمها المغرب من خلال مشاريع القرب المنجزة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، همت فئات الأطفال التوحديين وثلاثيي الصبغي، ببناء وتجهيز 24 مركزا لفائدة 2466 طفلا مصابا بداء التثليث الصبغي، 33 مركزا لفائدة 1379 طفلا توحديا، إلى جانب الدعم والادماج التربوي، واقتناء وسائل النقل المدرسي، ومنح إعانات من أجل تسيير المراكز. وبالنسبة لفئات الأطفال مرضى الفشل الكلوي، تحدث الوزير عن تقوية المؤسسات ومراكز الاستقبال، بناء وتجهيز 162 مركزا لفائدة 17 ألفا و382 طفلا مصابا، واقتناء معدات وأجهزة خاصة بتصفية الكلي ومنح إعانات لفائدة مسيري مراكز تصفية الكلي. من جهتها، أشارت ماري فرانسواز ديكومبا، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالرعاية الاجتماعية بالغابون، في كلمة بالمناسبة، إلى العلاقات التاريخية والمتميزة بين المغرب والغابون، مبرزة أن إطلاق البرنامج التكويني لتقوية قدرات الفاعلين الغابونيين في مجالات الثلاثي الصبغي والتوحد والقصور الكلوي يدخل في إطار تنفيذ مخطط العمل المتعلق باتفاقيتي التعاون اللتين وقعتا بين المغرب والغابون في 8 يونيو 2015 بليبروفيل، وأن "الاتفاقيتين تجسدان مظهرا من مظاهر التعاون جنوب-جنوب الذي يدعمه بلدينا، وتترجمان الرؤية والطموح المشترك لقائدي البلدين المتمثلة في ضمان العيش الكريم لشعبيهما، من خلال محاربة الفقر والهشاشة والإقصاء الاجتماعي، بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالمغرب، واستراتيجية الاستثمار البشري في الغابون".