انطلقت اليوم الجمعة، بالمديريات الإقليمية الثمانية التابعة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكشآسفي، الدورة العادية للامتحان الوطني للباكالوريا برسم دورة يوليوز 2020، بالنسبة لشعبة الآداب والعلوم الإنسانية بمسلكيها (مسلك الآداب ومسلك العلوم الإنسانية) وشعبة التعليم الأصيل بمسلكيها (مسلك اللغة العربية ومسلك العلوم الشرعية)، في ظل ظروف استثنائية طبعها انتشار عدوى فيروس كورونا "كوفيد 19" وثلاثة أشهر من الحجر الصحي وتوقف الدروس الحضورية وتعويضها بالتعليم عن بعد، بالإضافة الى عدد من المستجدات الهامة التي تندرج في إطار مواصلة الجهود الرامية الى تحسين مصداقية الباكالوريا الوطنية ودعم آليات ضمان الاستحقاق وتكافؤ الفرص وإعمال شرط النجاح باستحقاق للجميع. كانت الساعة تشير الى الثامنة صباحا، الأجواء عادية بمحيط المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير التابعة لجامعة القاضي عياض، في اليوم الأول من اجتياز امتحانات الباكالوريا، دون تسجيل أي حادث يذكر، تلاميذ وتلميذات انخرطوا، بشكل طوعي، في تنفيذ قواعد السلامة المنصوص عليها، في مشهد يجسد للتجاوب الإيجابي مع التدابير والإجراءات الاحترازية المتخذة للتصدي لخطر تفشي وباء كورونا المستجد، قبل أن يلجوا قاعات الامتحان، في احترام تام لمسافة الأمان ولسان حالهم يقول" عند الامتحان يعز المرء أو يهان". وأظهر التلاميذ المترشحون لهذا الاستحقاق الوطني، استجابة فورية ليست بالغريبة عنهم وحسا وطنيا كبيرا أبان عن وعيهم الكامل بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، للمساهمة في الحد من تفشي الفيروس. عبد الكبير باشكاد أحد الآباء الذي رافق ابنه إلى مركز الامتحان، أكد في حديث ل "الصحراء المغربية"، أن الأزمة الصحية مكنت التلاميذ من الاتصال أكثر بالإنترنت عن طريق منصات تعليمية إلكترونية وشبكات التواصل، حيث شهدت هذه الأخيرة ازديادا كبيرا في مجموعات الإعداد لامتحانات البكالوريا. وأشار إلى أن اللجوء إلى قاعات رياضية مغطاة ومدرجات جامعية، فضلا عن أقسام دراسية، أملتها الظروف الاستثنائية التي تمر منها بلادنا في ظل تفشي فيروس كورونا، وذلك لضمان احترام التباعد الاجتماعي وكافة التدابير الاحترازية، وتأمين إجراء هذه الامتحانات في ظروف آمنة توفر سلامة المترشحات والمترشحين والأطر التربوية والإدارية وكافة المتدخلين فيها. من جانبه، أوضح فرحات عبد الواحد أحد المترشحين الذي يتابع دراسته بشعبة الآداب، أن اختبار مادة اللغة العربية كان في المتناول، مؤكدا أن فترة الحجر الصحي كانت عاملا إيجابيا لمراجعة دروسي بطريقة جيدة. وأشار إلى أن جائحة كورونا كانت فرصة سانحة للاستئناس بتكنولوجيا المعلومات والتواصل في التعليم والتعلم للمقبلين على إجراء امتحانات البكالوريا في السنوات المقبلة في أفق صقل مهاراتهم في هذا المجال. وأشاد فرحات الطالب المقبل على المرحلة الجامعية، بالتدابير الموضوعة داخل مركز الامتحان، بما فيها معدات التعقيم والأقنعة الواقية التي وضعت رهن إشارة المترشحين والطاقم البيداغوجي والتنظيمي. بدورها، أكدت خديجة المستفيد مترشحة تتابع دراستها بشعبة الآداب أن امتحانات هذه السنة تختلف عن سابقتها حيث اضطر التلاميذ بعد التعليق المبكر للدراسة الحضورية، إلى متابعة دروسهم من خلال بوابات افتراضية أنشأتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي قصد إمدادهم بالدروس الخاصة بهذه المرحلة، وتمكين الأطر التربوية من خلق جسور تواصلية وتفاعلية مع المتعلمين، وذلك بهدف ضمان النجاح الدراسي ومواكبة العملية التعلمية عن بعد. إجراءات أمنية غير مسبوقة، واكبت اجتياز امتحانات الباكالوريا لهاته السنة، بمراكز الامتحان بمختلف المقاطعات الخمسة المكونة لوحدة مدينة مراكش، من اجل تأمين محيط المؤسسات من خلال المراقبة والتدخل وتوفير جو آمن للتلاميذ بمحيط هذه المراكز، والاستعداد لحماية الأساتذة من كل شغب محتمل. واتخذت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكشآسفي، مجموعة من التدابير الاحترازية على صعيد مراكز إجراء امتحانات البكالوريا (دورة يوليوز 2020)، بهدف ضمان صحة وسلامة جميع المترشحات والمترشحين وكافة الأطر التربوية والإدارية وكل المتدخلين في هذه المحطة الإشهادية الهامة. ويتعلق الأمر بالتشوير والفصل بين ممرات الدخول والخروج، واحترام مسافة التباعد الاجتماعي خارج وداخل القاعات، وتوفير كافة المستلزمات الضرورية للنظافة والوقاية والسلامة الصحية من كمامات وأقنعة واقية وترتيبات احتياطية لتعقيم الأحذية وقياس الحرارة. كما تم إخضاع مختلف المراكز لعمليات تعقيم متكررة للمداخل والممرات والقاعات والمكاتب والمرافق الصحية وباقي فضاءات الاشتغال، ووفرت بها الكمامات ووسائل النظافة والتعقيم، بالإضافة إلى تأكيد التعامل الخاص والاستثنائي، مع كل المستلزمات والأدوات المكتبية المستعملة في هذه الامتحانات، وذلك بتعقيمها كل حين. وبلغ عدد المترشحين الذين سيجتازون هذه المحطة الاشهادية، 50372 مترشحة ومترشحا، بزيادة 2735 مترشحة ومترشحا، مقارنة مع السنة الماضية، من ضمنهم 23853 مترشحة، بنسبة 47.35 في المائة. ويتضمن هذا العدد الإجمالي 33339 مترشحة ومترشحا بالتعليم العمومي، و3515 مترشحة ومترشحا بالتعليم الخصوصي، فيما يبلغ عدد المترشحين الأحرار 13518 مترشحة ومترشحا.