قام رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، بزيارة لم يعلن عنها مسبقاً إلى أفغانستان، حيث أشاد بأداء قوات بلاده المسلحة المحلية التي قال إنها قامت "بعملها جيداً،" واصفاًُ الصيف الحالي بأنه "الأصعب" بالنسبة للأفغان بسبب الهجمات الدامية التي تقوم بها حركة طالبان.غوردن براون في أفغانستان (أ ف ب) وأضاف براون أن جنوده يدركون بأن وجودهم في أفغانستان مهم لأن أمن بريطانيا يعتمد على استقرار هذه البلاد وعدم عودة طالبان أو القاعدة للعب أدوار في إدارتها. وقال براون "لقد كانت الأشهر الماضية الأصعب في أفغانستان لأن طالبان حاولت منع حصول الانتخابات، وأظن أن قواتنا المسلحة أظهرت شجاعة غير عادية خلال هذه الفترة". وقال براون في مقابلة تلفزيونية سجلت في أفغانستان وبثت في بريطانيا " كان الصيف الحالي، أصعب الفصول في أفغانستان لأن حركة طالبان حاولت منع الانتخابات.. وأعتقد أن قواتنا، التي التقيتها السبت أظهرت شجاعة استثنائية خلال تلك الفترة." وقام براون بزيارة باسشن في محافظة هلمند، حيث تتمركز القوات البريطانية، كما قام بزيارة "لاشكر غاه" عاصمة واحدة من الولايات الجنوبية الهشة أمنياً، ثم عاد في اليوم نفسه إلى لندن. وعلى الصعيد الأمني، أعلنت قوات المساعدة الدولية التابعة لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان مصرع أحد جنودها بانفجار لغم أرضي أثناء قيامه بأداء مهمة له في جنوبي البلاد، وفقاً لما صرح به المتحدث باسم "إيساف"، الجنرال إريك تريمبلاي. غير أن المسؤول العسكري في "إيساف" رفض الكشف عن هوية الجندي القتيل أو جنسيته إلى حين إبلاغ ذويه كما تقتضي الإجراءات العسكرية. يشار إلى أن "إيساف" تشكلت بموجب تفويض من الأممالمتحدة لدعم إعادة إعمار أفغانستان، وتتألف من نحو 50 ألف عنصر من 42 دولة. وعلى صعيد الانتخابات المحلية، وسع الرئيس الحالي لأفغانستان، حميد كرزاي، من فارق الأصوات مع منافسه في الانتخابات الرئاسية الأفغانية، عبد الله عبد الله، الذي شغل منصب وزير خارجية البلاد في وقت سابق. وبحسب لجنة الانتخابات المستقلة في أفغانستان، فإنه بعد فرز 35 في المائة من أصوات الناخبين، حصل كرزاي على 940558 صوتاً، مقابل 638924 صوتاً لعبد الله عبد الله، و277404 لرمضان بشاردوست. ورغم أن الانتخابات في العشرين من غشت الجاري، إلا أن النتائج لن تظهر قبل شهر سبتمبر المقبل. وللفوز بالانتخابات، على المرشح أن يحصل على أكثر من 50 في المائة من أصوات الناخبين، لتجنب الدخول في دورة ثانية من الانتخابات بين أعلى مرشحين، والتي ستعقد على الأرجح في منتصف شهر أكتوبر المقبل. وحسب نسبة الأصوات، فإن كرزاي حصل حتى الآن على 46 في المائة من الأصوات التي جرى فرزها، في حين حصل عبد الله على 31 في المائة. يشار إلى أن الأشهر الماضية كانت الأكثر دموية بالنسبة للقوات الدولية بأفغانستان، حيث ارتفع عدد الجنود الأميركيين القتلى خلال شهر غشت الحالي إلى نحو 45 قتيلاً، ليصبح واحداً من أكثر الشهور دموية للجيش الأميركي في حربه في أفغانستان. بالمقابل، تجاوزت حصيلة الخسائر البشرية للقوات البريطانية منذ بدء الحرب في أفغانستان أواخر عام 2001، حاجز 200 قتيل منذ أواسط الشهر الحالي. من جهة أخرى، قررت السلطات الباكستانية تعزيز الإجراءات الأمنية على حدودها المشتركة مع أفغانستان لمراقبة أنشطة "الجماعة الإرهابية" التي تتنقل عبرها. وكشفت مصادر أمنية في مدينة بيشاور عاصمة إقليم الحدود الشمالي الغربي أن وزارة الداخلية في إسلام آباد وجهت السلطات الإقليمية والمعتمدين السياسيين في الحزام القبلي المحاذي للحدود الأفغانية بمراجعة مستوى التدابير الأمنية المفروضة في المناطق الحدودية ورفع مستواها .