دقت جمعية " بدديل"، التي تهتم بالأطفال المصابين بداء السكري، ناقوس الخطر، بسبب تزايد عدد الأطفال المصابين بهذا الداء، الذي أصبح ينتشر بشكل كبير بالعالم، إذ تسجل 70 ألف حالة داء سكري من النوع المفتقر للأنسولين كل سنة. وفي المغرب، قدرت الجمعية عدد الأطفال المصابين بداء السكري بما يفوق مليوني طفل، وما بين 100 ألف و150 ألفا يتعايشون مع حالة السكري من النوع المفتقر للأنسولين. وترى الجمعية، التي أصدرت هذه الأرقام بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري، الذي يصادف 14 نونبر من كل سنة، أن داء السكري من النوع غير المفتقر للأنسولين، الذي لم يكن يصيب الأطفال حتى زمن قريب، أصبح ينتشر بصفة كبيرة لدى الأطفال. وقالت لطيفة تاوجي، عضوة بالجمعية، إن مستشفى الأطفال بالرباط يستقبل بعض الحالات لا يتعدى عمرها ثلاثة أشهر، كما يرتفع عدد الأطفال المصابين بها الداء بين الذين لا يتجاوزون سن الخامسة، مبرزة أن عدد هذه الحالات تضاعف ثلاث مرات منذ 1990 في مصلحة داء السكري بالرباط، حيث ينشط معظم أعضاء الجمعية الأطباء. وتؤكد تاوجي أن داء السكري عند الأطفال مختلف بالنسبة لداء السكري عند الكبار، نظرا للنقص الكلي للأنسولين، وإصابة الطفل في مراحل النمو، واعتبار الحالة السيكولوجية والنفسية، كما أن العلاج يحتاج إلى الإتقان في ما يخص الأنسولين والمراقبة اليومية، وضبط قياس الأنسولين، والعيش المنتظم، فضلا عن أن العلاج يتطلب تكوين وتربية الطفل، وكذلك العائلة، ووجود فريق متعدد الاختصاصات له خبرة في هذا الميدان. وتفيد تاوجي أن نسبة المضاعفات في مستشفى الأطفال بالرباط، بجناح الأطفال المصابين بداء السكري، تقلصت بصفة ملحوظة، بفضل طريقة علاج منظمة، وتربية علاجية لكل طفل وعائلة، مضيفة "للأسف، في بعض المناطق النائية، نلاحظ إصابات خطيرة عند أطفال دون سن 14". وترى الجمعية أنه، إذا كانت طريقة العلاج جيدة، فإن الطفل يعيش حياة عادية من ناحية الدراسة، والعمل، والحياة العائلية والاجتماعية، في حين أن الطفل الذي لم يعالج جيدا معرض لمضاعفات حادة، ناتجة عن ارتفاع أو انخفاض نسبة السكر في الدم، وارتفاع حاد لنسبة السكر في الدم مع وجود الأسيطون، ما يؤدي إلى غيبوبة، تؤدي، بدورها في بعض المناطق في المغرب، وكسائر الدول النامية الأخرى، إلى الموت. وتفيد الجمعية أنه، في المدى البعيد، إذا كانت طريقة العلاج غير جيدة، فإن داء السكري يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، منها إصابة شبكة العين والعمى، إصابة الكلي، الذي ينتج عنه عجز كلوي، وبالتالي تصفية الدم، وإصابة العروق والأعصاب، موضحة أن هذه المضاعفات لها كلفة باهضة، ويمكن تفاديها بعلاج منظم، مضيفة أن النتائج الاجتماعية تكون، أيضا، مهولة كالتوقف المبكر عن المدرسة، وعدم ولوج مؤسسات التكوين المهني والبطالة. وتطالب الجمعية بتوفير الأنسولين لكل طفل حسب احتياجاته، إذ رغم توزيع الأنسولين مجانا في المستوصفات، يبقى غير كاف، ويجب توفير وسائل المراقبة اليومية لكل الأطفال، ما يعد ضروريا لضبط قياس الأنسولين، والمحافظة على التوازن، وبالتالي الوقاية من المضاعفات على المدى البعيد. وتسجل الجمعية أن هذه التكلفة جد ضئيلة مقارنة مع الاستشفاءات المتكررة، التي تؤدي إلى مضاعفات. وتوصي الجمعية بالتربية العلاجية، والتتبع المستمر من طرف فريق ذي خبرة في داء السكري، ما يطرح مشكلة تكوين الأطباء والممرضين، وإنشاء مراكز للتكوين. ويخلد العالم هذه السنة اليوم العالمي لداء السكري، تحت شعار " افهم داء السكري و تحكم فيه"، للتركيز على أهمية التوعية والتكوين والوقاية من مضاعفات هذا الداء. ودعت الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي دقت ناقوس الخطر سنة 2007 بسبب انتشار هذا الداء، جميع الدول إلى التحسيس بخطورة المرض ومضاعفاته، و كذلك الوقاية منه.