عرفها الجمهور المغربي، من خلال تقديمها برنامج "الخالدات"، و"أنغام".عشقت الغناء، منذ الصغر، وتعكف حاليا على وضع اللمسات الأخيرة على ألبومها الأول، إنها الفنانة فاتن هلال بك، التركية الأصل، والبيضاوية النشأة. تحدثت في حوار ل"المغربية" عن حبها للمغرب، ورغبتها في صنع اسمها الفني في بلدها، معتبرة الشرق جسرا للتواصل الفني. وأكدت فاتن هلال أن أغنية "مشاغبة" أنتجتها لها القناة الثانية، وكان ذلك في حوار سابق. وللمرة الثانية تؤكد أنها صاحبة الأغنية، التي تزعم الفنانة المغربية مريم بلمير أنها هي صاحبتها. السؤال الذي يطرح نفسه هنا من هي صاحبة "مشاغبة"؟ * ما هو جديدك الفني؟ ** أحضر، حاليا، ألبوما غنائيا تعاملت فيه مع مجموعة من الملحنين وكتاب كلمات مغاربة ومشارقة، ويضم ثمانية أغاني، منها ثلاث جاهزة، وهي: "الحقيقة"، و"مشاغبة"، و"لحظات". ولم أستقر بعد حول الأغنية، التي سأختارها لتسجيلها على طريقة الفيديو كليب. * "مشاغبة" هل هي أغنية لفاتن هلال أم لمريم بلمير؟ **أغنية "مشاغبة"، أنتجتها القناة الثانية، خصيصا لي، كوني خريجة برنامج "استوديو 2M"، وكان لي الشرف عندما اختارني كل من الملحن حسن القدميري، وكاتب الكلمات عبد الرفيع الجواهري، لغناء هذه الأغنية، فأعمالهما جيدة ويشهد الجميع بنجاح أعمالهما. لكن مريم بلمير شاركت بأغنية "مشاغبة"، في إطار مهرجان "اتحاد الإذاعات" بالجزائر سنة 2007، ونالت بها جائزة الأغنية المتكاملة، كما حصلت على 100 ألف درهم. وبعدها اتصلت بي تستفسر هل الأغنية حقا لي، وبطريقة غير مباشرة، عبرت عن اعتذارها. تقبلت الأمر، وفرحت لأن الأهم هو أن صوت مغربي نال الجائزة. لم أخلق أي بلبلة، ويكفي أنني أعطيتها الحق للمشاركة في المهرجان بأغنيتي، لكنني فوجئت في ما بعد بأنها تصرح للصحافة أن الأغنية ملكها. ولهذا، فإذا تجاوزت بلمير حدودها، سألجأ إلى القضاء، لأن الفنان أخلاق قبل كل شيء، ومن لا تتوفر فيه سمات النزاهة، لا يمكن أن يوصل الرسالة الفنية بطريقة صادقة للجمهور، كما أن هذا الأخير سيفقد ثقته في هذا الفنان. ومن يأخذ شيئا ليس ملكه، لا يستحق أن يكون فنانا محترما. سجلت الأغنية سنة 2007، وغنيتها في برنامج "أهل المغنى" السنة نفسها، كما شاركت بها في برنامج "رباعيات"، ونالت الأغنية الرتبة الأولى في ترتيب "طوب طرب"، وغنيتها، أيضا، أمام 180 طالبا، بالمدرسة التي أدرس فيها، أثناء حفل التخرج. *وماذا عن أغنية "الحقيقة"؟ ** أديت أغنية "الحقيقة" لأول مرة في التلفزيون في سهرة السبت الماضي، من خلال برنامج "سهران معاك الليلة" على القناة الثانية، كما شاركت بها السنة الماضية، في إطار مهرجان الأغنية المغربية بمراكش، ونالت الجائزة الأولى، وهي من كلمات نبيل الجاي، وألحان عادل الزرهوني. ولم تجر بعد إذاعتها في الإذاعات الوطنية، لأنني تماطلت بعض الشيء في تسجيلها، لأنني أبحث عن صيغة توزيع جديدة. *ألا ترغبين في الهجرة إلى الشرق؟ **أفضل الذهاب إلى الشرق للعمل والالتقاء بالمنتجين والملحنين، وليس للاستقرار، لأنني أفضل أن أصنع اسمي الفني في بلدي المغرب. حقيقة، الشرق جسر وبوابة مفتوحة أمام الأصوات الصاعدة، وأرضية خصبة لكل من يرغب في البحث عن النجومية، لكنني متشبثة ببلدي، رغم مشاكل ميدانه الفني. كما أن هناك دافعا ثانيا يجعلني أتشبث بالمغرب، وهو دراستي، لأنني تابعت دراستي في المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بسطات، إذ حصلت هذه السنة على الماجستير، في انتظار حصولي على وظيفة. أنا مرتاحة في بلدي، وأجد أن الشرق مجال لأخذ التجارب، والاحتكاك بصناع الفن. * كيف توفقين بين اهتمامك الفني ومتابعة دراستك؟ ** أحرص على أن أحقق توازنا في المجالين، فكلاهما يصنعان اسم فاتن هلال بك، وأرى أن الفن يمكن أن ينتظر، لكن الدراسة تبقى لها الأولوية. أتمنى أن أوفق في كلا الجانبين، فالدراسة تجري في دمي، والغناء نفس أستنشقه كل لحظة. لا يمكنني أن أتخلى عن أحدهما. * لماذا غبت عن التلفزيون؟ ** قدمت برنامج "أنغام"، تعويضا لسميرة البلوي، التي تغيبت عن البرنامج لظروف صحية، كما قررت التوقف عن تقديم هذا البرنامج، لأنني مطربة قبل أن أكون مقدمة برامج. يسعدني تقديم برنامج يجعلني كمطربة، أستضيف خلاله مطربين كبار وأشاركهم الغناء. أنا حاضرة قلبا وقالبا مع الجمهور، وسأطل عليه قريبا بأعمال فنية أتمنى أن تلقى استحسانه. * كيف تقييمين الساحة الغنائية حاليا؟ ** إنها فارغة، في ظل غياب أعمال جيدة ومتميزة تجلب الجمهور، كما كان الحال في السابق. حاليا نفتقر إلى ألحان العمالقة وأغاني المطربين الكبار، الذين تركوا أعمالا غنائية خالدة. أظن أن الميدان الفني المغربي غير مؤطر، فهو يعيش في فوضى، وأجد أن الجهات المسؤولة لا تقوم بتسويق الأعمال بطريقة جيدة، تجعل الإنتاجات تصل إلى مختلف البلدان، كما يحدث في الشرق، إذ أنه كلما ظهر وجه فني جديد، إلا ووجد الإمكانيات والمساعدة لخلق هذا النجم. للأسف، لدينا في المغرب مادة خام تحتاج لأيادي تصقلها، ولدينا جواهر، تفتقد لمن يظهر لمعانها وبريقها. * هل يعرف الميدان مشاكل حقيقية؟ ** بكا تأكيد، كما لو أنه غير معترف به. فالميدان الفني تسوده العشوائية ويشبه الغابة، القوي فيه يأكل الضعيف. وفي غياب تشجيع تام للمؤهلات والطاقات الفنية، وغياب شركات الإنتاج، التي تعتبر الدعامة الأساسية لأي فنان وللميدان ككل، تظل الساحة الفنية المغربية عرضة للفوضى، والفنان فيها عرضة للضياع. * كيف ينظر إلى الفنان المغربي؟ ** للأسف، هناك بعض الأشخاص، الذين يعتقدون أن المطرب يتوفر على صوت فقط، معتقدين ألا مرجعية ثقافية لديه. ففي كثير من المواقف، التي عاينتها، لاحظت أن بعض الناس يظنون أن الفنان أحيانا لا يتوفر على مؤهلات ثقافية، لكني أود أن تزول هذه الفكرة السائدة في أذهان البعض، لأن الكثير من الوجوه الفنية، لها مؤهلاتها الثقافية، وتكوينها الأكاديمي. * لمن تحبين الاستماع؟ * أعشق صوت الفنانة نعيمة سميح، وعبد الوهاب الدكالي، وعبد الهادي بالخياط، كما أحب الاستماع إلى نجوم الشرق، مثل أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، وأسمهان. * هل راودتك فكرة التمثيل؟ ** أحيانا أفكر في ذلك، فأنا أرحب بكل عمل محترم، أجسد فيه شخصية غنائية. * لو لم تكوني مطربة ماذا كنت ترغبين أن تصبحي؟ ** امرأة أعمال معروفة، تثبت أن المرأة المغربية قادرة على تسيير المشاريع الكبرى في العالم العربي. * بعيدا عن الفن، كيف هي علاقتك بالمطبخ؟ ** علاقة "التيقار"، أنا أمزح، أحاول أن أعطي لكل مجال حقه، وبما أن الدراسة أخذت مني وقتا كافيا، لم أكن أبالي بدخولي المطبخ، لكن مستقبلا سأخصص له وقتا كافيا. * وهل تمارسين الرياضة؟ ** من وقت لآخر، وأخبرك أنني شاركت سنة 1999 في نهائيات كرة الطاولة، وأعشق هذه الرياضة كثيرا. * وماذا عن الأسفار؟ ** أعشق السفر، لأنه وسيلة لاكتشاف وتلاقح الحضارات، الفنان مجبر على السفر وكثرة التنقل، لأن طبيعة عمله تحتم عليه الحضور في المهرجانات، التي يتعرف من خلالها على الآخر. حسن القدميري: "مشاغبة" أغنية كل المغاربة وملك للجميع كشف الملحن المغربي، حسن القدميري، صاحب أغنية "مشاغبة"، أن هذه الأغنية ليست لأحد، موضحا أنه ليس لأي أحد الحق في أن ينسبها إليه. وقال "فعلا جرى اختيار مريم بلمير من طرف الإذاعة الوطنية، لأدائها في مهرجان "اتحاد الإذاعات" بالجزائر سنة 2007، لأنه من شروط إدارة المهرجان أن يكون سن المتبارين لا يتجاوز عشرين سنة، وكانت آنذاك فاتن هلال بك تبلغ 23 سنة، ولم يكن لها الحق في المشاركة في هذه التظاهرة". وأضاف الملحن القدميري أن أغنية "مشاغبة"، سجلت في الإذاعة الوطنية، معتبرا أنه وإن كانت فاتن هي الأولى التي غنتها، فهي تظل ملكا لكل المغاربة، قائلا "أي مغربي من حقه أن يغنيها، فإذا غنتها اليوم فاتن ومريم، فغدا ربما تغنيها فنانة من سوريا، ولم لا من كل الأقطار العربية. فمثلا نجوم الشرق يغني لهم جميع الفنانين، كذلك أصوات مغربية مثل عبد الوهاب الدكالي، وعبد الهادي بلخياط، يغني لهم فنانون دون مشاكل". ويرى القدميري أن الفنان الحقيقي هو من يفرض نفسه بالعمل المتواصل والجيد، مبرزا أن البقاء دائما للجيد والمتميز. وأشار الملحن المغربي إلى أن أداء أغنية من قبل مجموعة من الفنانين يدل على انتشارها ونجاحها، موضحا أن الفنان لا يجب أن يعيش على الماضي، بل يفكر في مستقبله الفني، والبحث عن شق طريق نجاحه بثبات. لم أكن أعلم أنها لفاتن هلال بك مريم بلمير: الإذاعة الوطنية هي من اختارتني لغناء "مشاغبة" ردا على سؤال "المغربية" للفنانة مريم بلمير، حول حقيقة انتساب أغنية "مشاغبة" إليها، أجابت أنها تلقت اتصالا هاتفيا من قبل الإذاعة الوطنية، التي اختارتها كأحسن صوت شاب مغربي لتمثيل المغرب في مهرجان "اتحاد الإذاعات"، الذي نظم بالجزائر سنة 2007، مشيرة إلى أنها نالت الجائزة الأولى، خلال هذه التظاهرة. وقالت "لم يكن لي علم بأن الأغنية للفنانة فاتن هلال بك، ولما عدت إلى المغرب، استفسرت عن الموضوع، وقال لي الأستاذ حسن القدميري، إنه صاحب القطعة ومقتنع بصوتي لأدائها، وهو يعلم من الصوت الأجدر بأدائها. ربما أن الإذاعة لم تقتنع بصوت فاتن، عندما أدتها، فاختارتني لغنائها". وأضافت بلمير إذا أرادت فاتن اللجوء إلى القضاء فهي حرة، مشيرة إلى أنه تجمعهما معرفة جيدة، معربة أن الفنانين المغاربة يعرفون جيدا أخلاق مريم بلمير، وليست لها أي مشاكل مع أحد.
