هناك جدل بين معارض ومؤيد للكوفية الفلسطينية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، فمنهم من يعتبرها رمزا للإرهاب والعنف ومعاداة السامية، ومنهم من يعتبرها رمزا للمقاومة والعدل والتمرد والثورة، كل ذلك سببه إعلان تلفزيوني ترويجي لنوع من المشروبات. بدأ كل شيء عندما بثت قناة أمريكية إعلانا ارتدت فيه الإعلامية الأمريكية المشهورة «ريتشيل راي» وشاحا يشبه الكوفية الفلسطينية وتحمل فنجانا من القهوة المثلجة في يدها. هذا الإعلان أدى إلى اتهامها من طرف إعلاميين ومدونين أمريكيين بالتعاطف مع «الإرهاب»، ودفع الشركة المعلنة، صاحبة سلسلة مقاهي عالمية، إلى حذف الإعلان ونفي أية علاقة للوشاح الذي وضعته الإعلامية حول عنقها بالكوفية الفلسطينية. ميتشيل مالكين، المعلقة بشبكة فوكس نيوز اليمينية الأمريكية، قالت في موقعها على الإنترنت إن «الكوفية هي الوشاح التقليدي للرجال العرب، وأصبح يرمز للجهاد الفلسطيني الدموي»، مضيفة: «إن هذا الوشاح، الذي روج له ياسر عرفات، يعد الزينة المعتادة للإرهابيين المسلمين الذين يظهرون في مشاهد الفيديو الخاصة بقطع الرؤوس واختطاف الرهائن». المدونون الأمريكيون شاركوا أيضا في الحملة ضد الإعلان، حيث كتبت المدونة الأمريكية بام جيلر أن «ريتشيل راي ترتدي رمز.. الجهاد الإسلامي الدموي؟»، واصفة، في مقالها الذي جاء تحت عنوان «ريتشيل راي: أداة جهاد دنكن دونتس»، الوشاح بأنه «جزء من الجهاد الثقافي». كما شبهت الكاتبة ديبي شلوسيل الكوفية الفلسطينية بأغطية الرأس التي اعتاد ارتداءها أفراد جماعة «كو كلوس كلان» العنصرية، مضيفة: «الناس في حاجة إلى أن يدركوا أنها ليست مجرد لباس، فقد أصبحت ترمز إلى أزياء الإرهاب». هذه الحملة المعادية للكوفية ورد فعل الشركة المتمثل في حذف الإعلان، أديا بمنظمات دينية وعربية أمريكية إلى إطلاق حملة مقاطعة ضد شركة «دنكن دونتس» الأمريكية، حتى تقوم بالاعتذار عن «إذعانها» لمن وصفتهم بالمتعصبين المعادين للعرب والمسلمين. وانتقدت اللجنة الأمريكية العربية لمناهضة التمييز، وهي أكبر منظمة عربية أمريكية، الحملة التي شنها من وصفتهم بالمدونين «المعادين للعرب والمسلمين وخاصة الفلسطينيين»، وقالت إنها تشعر بالقلق العميق بسبب محاولة «جماعات صغيرة شيطنة غطاء الرأس العربي التقليدي الذي يرتديه ملايين الأشخاص حول العالم». وانتقدت اللجنة العربية الأمريكية لمناهضة التمييز رضوخ دنكن دونتس لدعوات المدونين والإعلاميين المتشددين ضد الإعلان الذي قدمته ريتشيل راي، داعية الأمريكيين إلى إرسال شكاوى عبر موقع الشركة للتعبير عن الاحتجاج على رضوخ الشركة لدعوات المدونين والإعلاميين المتشددين. كما انتقد «ائتلاف الأديان»، وهو منظمة دينية أمريكية تضم أمريكيين من عدة ديانات، حذف دنكن دونتس الإعلان الذي ظهرت فيه ريتشيل راي ترتدي الوشاح المشابه للكوفية الفلسطينية. وقال القس ويلتون جادي، رئيس الائتلاف: «هذا يكفي. هل وصلنا حقا إلى نقطة ربط ارتداء وشاح له أصول شرق أوسطية بالتعاطف مع الإرهاب؟» مضيفا: «هل ينبغي علينا تطبيق هذا المعيار مع أي شيء يأتي من الشرق الأوسط؟» وقال الائتلاف في بيان له إن الهدف من هذه المقاطعة هو «إرسال رسالة قوية إلى دنكن دونتس وغيرها من الشركات التي تتورط في العنصرية أو تذعن للعنصريين المعادين للعرب والمسلمين»، داعيا إلى الانضمام إلى حملة توقيعات لمقاطعة محلات دنكن دونتس. تجدر الإشارة إلى أن شركة «دنكن دونتس» هي من أكبر الشركات في الولاياتالمتحدة والعالم، وتمتلك حوالي 8 آلاف فرع في جميع أنحاء العالم، تقدم القهوة والفطائر المحلاة.