تكشف الإحصائيات المتعلقة بمعدلات التسممات الغذائية أن الحصة الكبرى من هذه التسممات تسجل داخل البيوت، بينما تبقى النسبة الأخرى من التسمم الغذائي مسجلة داخل بعض المطاعم ومحلات الأكلات الخفيفة، بل حتى داخل بعض حفلات الزفاف التي عرفتها مدينة تطوان. وإذا كانت وزيرة الصحة، ياسمينة بادو، قد أوضحت، خلال أحد أجوبتها في مجلس المستشارين، أن معدلات التسممات السنوية تعرف الانخفاض، مشيرة إلى تسجيل 704 حالات تسمم غذائي للسنة الماضية، تسممات ال«بوكاديوس» منذ أكثر من سنة، تعرض 10 مواطنين في مدينة تطوان لحالات تسمم، نتيجة تناولهم «سندويشات» في إحدى محلات الأكلات الخفيفة الموجودة بالقرب من إعدادية سادس نونبر في تطوان. وأكد بعض الآباء أنهم اضطروا لنقل أطفالهم إلى بعض المصحات الخاصة، بعد إحساسهم بخطورة الوضع الصحي لأبنائهم، جراء حالة التسمم التي أصيبوا بها، فيما عاينت «المساء» حينها بقاء أربع حالات سريرية تخضع للعلاج في مصحة خاصة، في الوقت الذي تلقى آخرون بعض الإسعافات الطبية في مستشفى «سانية الرمل». ووفق شهادة أب أحد الأطفال، فإن صاحب محل الأكلات الخفيفة، الذي تسبب في تسميم الأشخاص العشرة، لاذ بالفرار إلى وجهة مجهولة، بعدما عمد إلى إزالة اسم المحل من واجهته وإغلاقه. بعدها، تعرض 35 شخصا لحالات تسمم في حي «جامع المزوق» الشعبي في تطوان، جراء تناولهم وجبة خفيفة «بوكاديوس». وقد خلّف الحادث هلعا كبيرا في أوساط سكان المنطقة، خاصة أنهم لم يعرفوا سبب «العدوى» التي كانت تنتقل من حي إلى آخر، بعدما تفشّت حالات التسمم والغثيان والإغماءات بسرعة بين السكان، مما دفع مجموعة من المصابين إلى الإسراع نحو المستشفى، في ظل مراقبة السلطة المعنية، خاصة القسم الاقتصادي في الولاية وقسم الصحة في الجماعة. ومن بين المصابات كانت هناك طفلة لم يتجاوز سنها 10 أشهر، فيما تم إغلاق المحل بعد ذلك من طرف السلطات المختصة. السردين المسموم في أوائل شهر أكتوبر من السنة الماضية، عرفت مدينة المضيق تسمما من نوع آخر، فقد أصيب أكثر من 10 أشخاص بحالات تسمم خطيرة نتيجة تناولهم سمك السردين المشوي في ميناء المدينة السياحية. ولم يسلم من حالة التسمم عنصر من الوقاية المدنية كان يستمتع بأكل السردين المشوي في الميناء. لحظات بعد الأكل، سيحس الجميع بمغص شديد في البطن، مع حالات غثيان قوي مصاحَب بإغماءات. وقد خسر المصابون أكثر من 500 درهم في العلاج، في الوقت الذي لم يكن ثمن «شواية السردين» يتجاوز 10 دراهم. لم يُفتَح أي تحقيق جدي في الحادث ولم تحدد المسؤوليات عن تعريض حياة أكثر من 10 مواطنين للموت. تسمم جماعي في حفل زفاف في شهر أبريل المنصرم، عرف حفل زفاف شهده حي «السكة الفوقية» في مدينة المضيق نهاية مأساوية، فقد أصيب حوالي 50 شخصا بتسمم، بعدما بدأت تظهر عليهم أعراضه يومين بعد تناول وجبة العشاء. وقد شرع قسم المستعجلات الصحي في المدينة الساحلية يستقبل طوابير من الضحايا، حيث بدؤوا يصلون تباعا في حالة صحية جد سيئة. خلال محاولة الطاقم الطبي معرفة سبب ذلك، تبيَّن لهم أن الأمر يكمن في وجبات حفل الزفاف المقدَّمة للمدعوين. وتبيَّن من التحليلات الأولية أنهم مصابون بتسمم غذائي خطير. وتجاوز عدد المصابين 50 شخصا من أعمار مختلفة، بينهم نساء وأطفال ومسنون، بسبب لحم عجل صغير اقتني وذبح وطهي في نفس اليوم، وهو ما دفع المصالح الأمنية إلى فتح تحقيق في الموضوع، في محاولة لمعرفة ما إذا كان الحادث بفعل «فاعل»...