تسبب انقطاع الإنارة العمومية بعدد من أحياء مدينة طنجة في انفلاتات أمنية خطيرة، إذ لا يكاد يمر يوم دون أن تسجل إصابات في صفوف سكان هذه الأحياء أو سرقات تحت التهديد بالسلاح الأبيض، وهو الوضع الذي لم تشهده مدينة طنجة من قبل. وتعيش مجموعة من أحياء مدينة طنجة على وقع تهديد يومي من لدن اللصوص والمجرمين وقطاع الطرق الذين يتوزعون وسط هذه الأحياء المظلمة بعد انقطاع الإنارة العمومية عنها منذ أسابيع، بينما لم تعمل الجهات المسؤولة على إصلاحها وصيانتها. وهناك عدد من أحياء مقاطعة بني مكادة التي تعتبر نقطا سوداء في الإجرام بمختلف أنواعه، مازالت تعاني من مشكلة الإنارة العمومية، وهو الوضع الذي استغله المجرمون لنشر الرعب والخوف وسط السكان دون أن تعمل المصالح الأمنية على اعتقالهم وتقديمهم إلى المحاكمة. ووجه عدد من سكان أحياء «بني مكادة» و«بن ديبان» رسائل إلى الجهات المعنية، ولاية طنجة، والمجلس الجماعي والمكتب الوطني للكهرباء، من أجل وضع حد لمعاناتهم مع الإنارة العمومية داخل الأحياء التي قالوا إنها تسبب لهم مشاكل أمنية كبيرة. وهناك أحياء أخرى بمقاطعة امغوغة ليست بعيدة عن تهديدات المجرمين وقطاع الطرق، وتعيش هي الأخرى في ظل ظلام دامس ولم تنفع الشكايات الموجهة إلى المسؤولين واحتجاجات السكان في إعادة النور إلى مصابيح الأعمدة الكهربائية، ويظل سكان هذه الأحياء مستهدفون حتى داخل بيوتهم من قبل المجرمين. ويعرف شارع مولاي عبد العزيز بدوره انقطاعا مستمرا في الإنارة العمومية، مما يؤدي إلى استفحال التدهور الأمني، رغم أن هذا الشارع يعتبر ممرا ضروريا لآلاف السكان وبينهم عدد كبير من الطلبة والطالبات والتلميذات صغيرات السن. نفس الوضعية الأمنية المقلقة يعرفها جزء هام من حي مسترخوش، قرب مسجد عمر ابن الخطاب، حيث نادرا ما تمر دوريات أمنية من أجل وضع حد لعدد من المنحرفين الذين أصبحوا يتخذون من هذا الحي ملاذا آمنا، ووسيلتهم في ذلك الظلام الدامس في المنطقة، حيث انقطعت الإنارة العمومية منذ أزيد من أسبوعين. وتوقفت عملية صيانة منشآت الإنارة العمومية في هذه الأحياء منذ مدة قبل انتهاء الاتفاقية التي أبرمها المجلس الجماعي السابق مع المكتب الوطني للكهرباء، رغم أنه تسلم مبلغ الصفقة قبل انتهاء الأشغال، قبل أن يعمل المكتب المسير الحالي على تجديد الاتفاقية لمدة ستة أشهر إضافية، وسط جدل كبير حول قانونيتها. من جهة أخرى تبدو الأوضاع داخل أحياء مقاطعة طنجة المدينة أقل سوءا مقارنة مع الأحياء المذكورة، لأن معظم مصابيح الإنارة مازالت تعمل إلى حدود الساعة، غير أنها مهددة بالانطفاء بسبب عدم صيانتها منذ مدة طويلة كما هو الشأن بعدد من أزقة حي «المصلى» الذي يشهد كثافة سكانية كبيرة.