يبدو أن خيط «المحبة» بين قياديي حزب الأصالة والمعاصرة وحزب العدالة والتنمية بمدينة مراكش أضحى قصيرا، بعد تصريحات أدلى بها بعض مستشاري العدالة والتنمية في حق عدنان بن عبد الله، رئيس مقاطعة المنارة، وأحد أقطاب حزب «التراكتور» بالمدينة الحمراء. وحسب مصادر جيدة الاطلاع، فإن قيادة حزب الأصالة والمعاصرة تتدارس إمكانية إعادة «موقعة» مستشاري حزب «المصباح». ولم تستبعد المصادر ذاتها في اتصال مع «المساء» أن تدخل مدينة مراكش ضمن حلقة المدن، التي سيقوم فؤاد عالي الهمة، مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة، بإعادة تشكيل أغلبية مجالسها الجماعية، بعدما صرح بأنه سيشرف على إعادة تشكيل الأغلبية في كل من الدارالبيضاء والرباط وسلا. وبعد التصريحات التي أدلى بها كل من محمد العربي بلقايد، الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية، ونائب عمدة المدينة في الوقت ذاته، ومستشار بمقاطعة المنارة التي يرأسها بن عبد الله، على أثير إذاعة خاصة بمراكش، صارت قواعد حزب «التراكتور» تطالب ب«طرد» وإخراج مستشاري العدالة والتنمية المشكلين للأغلبية المسيرة من مكتب المجلس، وتعويضهم بمستشاري حزب الاتحاد الدستوري. وأوضح مسؤول في حزب الأصالة والمعاصرة بمدينة مراكش، فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح ل»المساء» رئيس مقاطعة المنارة كان يتعرض لانتقادات قوية من قبل مستشاري حزب «التراكتور»، تتعلق ب«التعامل الجيد» مع مستشاري حزب العدالة والتنمية، ومحاولة فسح المجال لهم للاشتغال، وقد أضحى عدنان بن عبد الله «محرجا ومجبرا على التعامل بحزم» مع مستشاري حزب بنكيران، سواء داخل مجلس مقاطعة المنارة أو داخل المجلس الجماعي. التصريحات التي أدلت بها القيادة المحلية لحزب العدالة والتنمية جعلت «شعرة معاوية» التي تجمع الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية بمراكش تنقطع، وأصبح الحديث عن سحب تفويضات من بعض مستشاري الحزب «الإسلامي» أمرا واردا وفي هذا الصدد أوضحت مصادر «المساء» أن نقاشا داخل صفوف مستشاري الأصالة والمعاصرة بخصوص سحب تفويض بعض القطاعات الحيوية، التي كان يشرف عليها مستشارو العدالة والتنمية داخل المجلس الجماعي، بدأت تزداد حدته، خصوصا أنه لم تبق إلا أيام قليلة على إعادة مراجعة تفويضات عمدة المدينة لبعض المرافق لعدد من مستشاريها. وكان قياديون محليون في حزب العدالة التنمية قد اتهموا عدنان بن عبد الله، رئيس مقاطعة «المنارة»، ب«السطو» على إنجازات المجلس الجماعي لمدينة مراكش، ونسبها لمقاطعة «المنارة» التي يشكلون (مستشار العدالة والتنمية) جزءا من أغلبيتها المسيرة. هذه الاتهامات صارت بمثابة القشة التي ستقطع «خيط» الأغلبية، التي يقودها الأصالة والمعاصرة ويشارك فيها العدالة والتنمية.