كان الزمن يطوي آخر يوم من سنة 2010، وهو اليوم الذي سيطوي معه آخر يوم من حياة المسمى قيد حياته عز الدين أنهاري، كان الليل قد أرخى سدوله على المنطقة، وفي شارع القدس ستتحول لحظة وداع بين شاب وخطيبته إلى وداع أخير، بعد أن هاجم منحرفان بالهجوم على سيارة الضحية وسلب خطيبته حقيبتها اليدوية تحت التهديد بالسلاح الأبيض قبل أن يعمدا إلى مغادرة المكان، لتنتهي حكاية السرقة بجريمة قتل اهتزت لها ساكنة المنطقة. بتاريخ 30 دجنبر الماضي، كان الضحية عز الدين أنهاري من مواليد سنة 1986 جالسا في سيارته رفقة خطيبته بشارع القدس، قرب إحدى المقاهي، من أجل توديعها. كانت عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشرة ليلا، ولم تكن الفتاة تعلم ساعتها أنها هي من ستودعه الوداع الأخير. هجوم في جنح الظلام لم يكن الضحية يدرك في تلك الليلة الحزينة أنه سيرحل إلى دار البقاء، وأن القدر لن يمهله حتى بداية السنة الجديدة من أجل إكمال مشروع الزواج، ولم تتوقع الفتاة أن وجودها داخل سيارة خطيبها سيعرضها للسرقة، وتحديد التهديد بالسلاح الأبيض، وأنها ستكون شاهدة على واحدة من الجرائم المروعة التي لن تنمحي فصولها أبدا من ذاكرتها برغم مرور السنين. ركن عز الدين سيارته بشارع القدس بعين الشق بمدينة الدارالبيضاء، كان الشاب يتحدث إلى خطيبته قبل توديعها، وفي لحظة، تفاجأت الفتاة بشخص يحمل سكينا ويضرب باب السيارة بقوة، بينما وضع الشخص الثاني سكينا من الحجم الكبير حول رقبة الفتاة، وأصابها بجروح في رجلها اليسرى، ثم قام بعد ذلك بسرقة حقيبتها اليدوية، والتي كانت تحتوي على هاتف نقال وبعض الوثائق قبل أن يحاولا الفرار. وبينما هما كذلك فتح عز الدين باب السيارة ونزل مسرعا من أجل تعقبهما واستعادة ما قاما بسرقته، فأمسك بأحدهما وأشبعه ضربا، وبينما كان الضحية يمسك به عاد الجاني حاملا سكينا من الحجم الكبير، وبدون تردد وجه طعنة إلى قلب الضحية الذي أخلى سبيل المتهم وسقط أرضا ليلفظ أنفاسه الأخيرة في نفس المكان، في حين امتطى المتهمان دراجتهما النارية من نوع ليوناردو ولاذا بالفرار. البحث عن المتهمين الفارين تم إشعار عناصر الفرقة الجنائية بأمن عين الشق، التي حضرت إلى مسرح الجريمة وعاينت الحادث، قبل أن تشرع في إجراء العديد من التحريات من أجل الوصول إلى الجناة، وأخذت أوصاف المتهمين من طرف خطيبة الضحية، وقامت بالعديد من الحملات التمشيطية من أجل كشف هوية المجرمين، وتبين بعد البحث أن المتهمين ليسا من ساكنة عين الشق الحي الحسني، وتوصلت عناصر الشرطة إلى شخص يبيع المسروقات، فعثرت لديه على هاتف الضحية، وعند إخضاعه للبحث والتحقيق من طرف عناصر الفرقة القضائية، اعترف بأنه يعرف شخصين يقومان بالعديد من السرقات بالخطف والعنف تحت التهديد بواسطة السلاح الأبيض على متن دراجة نارية من الحجم الكبير. القبض على المتهمين أمام هذه التصريحات، توصلت عناصر الفرقة الجنائية إلى المشتبه بهما، وتمت مداهمة منزليهما في الصباح الباكر بالمجموعة 4 بحي مولاي رشيد، ونجحت في القبض عليهما، فتم حجز عدة مسروقات عبارة عن ساعات يدوية، وهواتف نقالة، وسلاسل وبعض الحقائب اليدوية، كما تم حجز كمية كبيرة من القنب الهندي، كانت عند ابن أخت القاتل، بالإضافة إلى بعض السكاكين، وتم استقدام المعنيين بالأمر إلى مصلحة الشرطة القضائية بأمن عين الشق، ويتعلق الأمر بالقاتل (ع.خ) من مواليد سنة 1985 ، والملقب ب «كيكا» وتوصلت إلى أنه مجرم خطير، سبق أن اعتدى على العديد من المواطنين بواسطة السلاح الأبيض، وترك لهم ندبا وعاهات مستديمة، ومعروف بكثرة جرائمه. وقد تمت مطاردته أكثر من مرة من طرف عناصر الصقور، ولكنه كان يتمكن من الفرار وذلك برمي دراجته النارية والهروب عبر الأزقة، قبل أن يقوم بشراء دراجة أخرى . في حين أن المتهم الثاني هو (ي. ب) من مواليد سنة 1992، وصاحب القنب الهندي هو أيوب من مواليد سنة 1994، في حين يسمى بائع المسروقات (ر.ه). التعرف على الجناة بعد إيقافهما وإخضاعهما للتحقيق، تم استدعاء خطيبة الضحية التي تعرفت على الجناة. وقد تمت إعادة تمثيل الجريمة مساء يوم الخميس الماضي، وعند استكمال التحقيق مع المتهمين تمت إحالتهما على الوكيل العام للملك بتهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، المقرون بالسرقات