أصدر الباحث المغربي علي بن صالح الغربي السوسي ضمن سلسلة «دفع الخوارج» كتابا جديدا تحت عنوان: «تنبيه الأنام بتحريم الإضراب عن الطعام في الإسلام»، وهو أول كتاب لباحث مغربي يخوض فيه في موضوع الإضراب عن الطعام من الوجهة الشرعية، وقد ألفه الباحث للرد على معتقلي السلفية الجهادية في المغرب الذين خاضوا إضرابات عن الطعام. وقد قسم الباحث كتابه إلى أبواب، هي: باب تحريم قتل الإنسان نفسه، باب تحريم تعذيب الأنفس بالصوم والنذر وغيرهما، باب تحريم الصيام على من أجهده الصوم الشرعي لمرض أو غيره، باب إثم من سن في الإسلام سنة سيئة ورغب عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب تحريم النذر في المعصية، باب جواز أكل الميتة لحفظ النفس، أقوال الفقهاء حول تعدد أسباب القتل، الحبس مع منع الطعام يعد قتلا عند الفقهاء، باب في دحض أباطيل محمد بن محمد الفيزازي. وناقش الباحث هذه القضايا من الجانب الشرعي، مستدلا بالقرآن والسنة وأقوال العلماء والفقهاء. ورد الباحث السلفي على فتوى سابقة كان قد قدمها محمد بن محمد الفيزازي، المعتقل حاليا على خلفية تفجيرات الدارالبيضاء عام 2003، يبيح فيها للمعتقلين اللجوء إلى الإضراب عن الطعام، إذ سبق أن صرح الفيزازي بأن موضوع الإضراب عن الطعام «موضوع خلافي بين العلماء وكل له أدلته»، وقال علي بن صالح الغربي إنه لا يعقل أن يكون هناك خلاف بين علماء المسلمين في مسألة «تفضي إلى موت المرء وهلاكه وإتلاف صحته وفيها اتفاق على تحريم تعذيب النفس وقتلها كما جاءت النصوص الشرعية بذلك». وأضاف أن الفيزازي «لا يستطيع أن يأتي باسم عالم واحد من علماء الكتاب والسنة قال بجواز تعذيب النفس وإهلاكها»، وزاد قائلا: «لا نعلم أحدا من علماء الكتاب والسنة الذين يعتد بعلمهم قديما وحديثا قال بجواز الامتناع عن الأكل حتى الموت وتعذيب النفس بذلك وإهلاكها».