خرج الآلاف من العمال والمستخدمين في مسيرات فاتح ماي بطنجة، حاملين لافتات تطالب بمزيد من الحقوق والمكتسبات، ومرددين شعارات تطالب بالقضاء على الفساد والرشوة والمحسوبية، التي قالوا إنها انتشرت في جميع القطاعات العمومية والخاصة. وإلى جانب اللافتات التي رفعها العمال والمستخدمون المنتمون إلى مختلف القطاعات، رفعت لافتات أخرى تضامنية مع جريدة «المساء» ومع مديرها رشيد نيني. وفي الوقت الذي كان يسود اعتقاد كبير، وسط المتتبعين، بأن مسيرة فاتح ماي قد تشهد تغيرا نوعيا، سواء من حيث الحضور المكثف للعمال، أو من حيث الشعارات والمطالب التي سترفع، فإن مسيرة الأحد ظلت حبيسة شعاراتها المعتادة، التي لم تخرج عن نطاق المطالبة بمزيد من الحقوق العمالية. وكان لغياب جماعة «العدل والإحسان» عن المشاركة في مسيرة فاتح ماي وقع كبيرا على نوعية الحضور، إذ يشكل حضور هذه الجماعة في المسيرات الاحتجاجية إضافة نوعية، سيما على مستوى الحضور الجماهيري. كما لوحظ غياب لافتات «حركة 20 فبراير» عن هذه المسيرة، وإن كان بعض المتظاهرين رفعوا لافتات تتضامن مع هذه الحركة التي بدا غياب أعضائها بارزا في هذه المسيرة. واختار شباب «حركة 20 فبراير» المشاركة في هذه المسيرة بشكل انفرادي، إذ توزع أعضاؤها على النقابات الثلاث التي شاركت في مسيرات فاتح ماي. وبينما شاركت جميع النقابات ذات التمثيلية لوحظ غياب نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، المحسوبة على حزب العدالة والتنمية، حيث اختار أعضاؤها المشاركة في المسيرة الوطنية بالدار البيضاء بدل الاقتصار على المشاركة محليا. وكانت نقابات «التعليم» و«الصحة» و«النقل» حاضرة بقوة خلال هذه المسيرة، وتوحدت الشعارات التي تطالب بإسقاط الفساد وتحسين الوضعية الإدارية والمعيشية للعمال والموظفين، منددة بالتسريحات الجماعية. ورفع المتظاهرون لافتات تنادي بتعديل الصندوق الوطني للتقاعد وتندد بسياسة الخوصصة وهدر الأموال العمومية. وشاركت في هذه المسيرة أيضا جمعيات حقوقية، وبدت شعاراتها مختلف عن الشعارات التي كانت ترفعها الشغيلة، وطالب الحقوقيون بالتصدي للإمبريالية المتصهينة ومما وصفوهم ب «المتآمرين» ضد القضية العربية. وبموازاة مع ذلك كانت هناك لافتات معبرة عن تضامنها مع القضية الفلسطينية وتطالب بتحرير بيت المقدس. أما منسق «حركة 20 فبراير» محمد الموساوي فقال إن الحركة نزلت بشعاراتها ومطالبها، التي قال إنها تأتي من عمق «المطالب الشعبية» وتحاول إيصالها إلى القيادات النقابية. وأضاف الموساوي في تصريح ل«المساء» بأن الحركة اختارت الالتحاق بجميع القطاعات دون أن ترفع شعاراتها. وفي نفس السباق، أصدرت «حركة 20 فبراير» بطنجة بيانا تعلن فيه تضامنها مع نضالات الطبقة الشغيلة وتؤكد من خلالها على ضرورة توحيد صفوفها من أجل تحقيق مطالبها ضد واقع الاستغلال والاضطهاد.