أقدم نزيل في السجن المدني في القنيطرة على محاولة انتحار عن طريق ابتلاع قطع معدنية ما تزال مستقرة في أحشائه، رغم مرور أربعة أشهر على محاولته وضع حد لحياته. وقد أرجعت أخت السجين عادل لقبيبي، المعتقل تحت رقم 91992 إقدام أخيها على ابتلاع قطع معدنية إلى «تعرضه طيلة السنة التي مرت وإلى حدود اليوم من عقوبته الحبسية لكل أنواع التعذيب والتنكيل والإهانة»، كما جاء في شكاية لها توصلت «المساء» بنسخة منها، وطالبت، أيضا، بعرض أخيها, على عجل, على أطباء اختصاصيين من أجل إجراء عملية جراحية له في أقرب وقت واستخراج القطع المعدنية من بطنه. وقالت أخت السجين، وتسمى ثورية، في الشكاية ذاتها، إن «الحالة الصحية لأخيها عادل القبيبي آخذة في التدهور جراء التأخر في استخراج تلك القطع المعدنية من بطنه», وعبّرت عن خوفها من أن «تتسبب هذه القطع المعدنية، في حال لم تستخرج بشكل عاجل، في سرطانات وفي أمراض خطيرة». وكان عادل لقبيبي قد عُرِض، في وقت سابق، وفق إفادة أخته، على طبيب في مستشفى محلي يوجد غير بعيد عن السجن، فأُوصيَّ بعرضه على عجل على أطباء اختصاصيين في المستشفى الجامعي ابن سينا في الرباط من أجل إجراء عملية جراحية له لاستخراج تلك القطع المعدنية المستقرة في أحشائه، تفاديا لأي مضاعفات من شأنها أن تهدد حياته». غير أن إدارة السجن المدني لم تبادر إلى عرضه على الاختصاصيين وإنما أعادته إلى زنزانته، وما يزال يعاني من آلام نتيجة استمرار وجود تلك القطع المعدنية في بطنه. وأمام التماطل في تنفيذ توصية الطبيب بنقل السجين, في أقرب وقت, إلى المستشفى الجامعي ابن سينا في الرباط وإجراء عملية جراحية عاجلة له من أجل استخراج تلك القطع المعدنية، عمل عادل، بمعية أخته ثورية، التي تقطن بالرباط، على مراسلة الجهات المختصة من أجل التدخل لتمكينه من الحصول على العلاج الضروري دون جدوى. وفي المقابل، ارتفعت أشكال إهانته وإذلاله، كما جاء في الشكاية سالفة الذكر، بعد علم المسؤولين في السجن المدني في القنيطرة بمحاولاته الاتصال بتلك الجهات من أجل التدخل لوضع حد لمعاناته، وهو ما جعل عادل يدخل في نوبات هستيرية ويحاول الانتحار مرات عديدة.