علمت «المساء» أن مدير المستشفى الإقليمي في إنزكان تراجع عن قرارات إعادة الانتشار التي كان قد وقّعها في وقت سابق من أجل إعادة انتشار الموارد البشرية داخل المستشفى، قصد سد الخصاص في بعض المصالح داخل المستشفى، والذي أدى إلى توقف مصلحة الجراحة بسبب وفاة أحد الممرضين الرئيسين وخروج ممرضة أخرى في عطلة مرض. وذكرت مصادر متابعة للموضوع أنه مباشرة بعد صدور مقال في جريدة «المساء» (عدد الاثنين 15 غشت 2011) قام مدير المستشفى بإعداد مجموعة من قرارات إعادة الانتشار، كما توصل في الوقت ذاته برسالة استفسار من الكاتب العامّ لوزارة الصحة حول ما ورد في المقال، وهو الأمر الذي حذا بمدير المستشفى إلى مباشرة عملية إعادة الانتشار, إلا أن تنظيمين نقابيين باشرا العديد من اللقاءات مع مدير المستشفى للعدول عن تنفيذ هذه القرارات، مما دفع المدير إلى التراجع عن قرارات إعادة الانتشار، الأمر الذي أعاد الحالة إلى ما كانت عليه. وفيما لم تُعلَم أسباب إصرار التنظيمين النقابيَّيْن على إبقاء الحالة إلى ما كانت عليه، أبدت مصادرنا استغرابها لهجة البيان الذي أصدره التنظيمان النقابيان المذكوران، والتي اتهمت مسؤولا في إحدى النقابات العاملة في المستشفى بتسريب المعطيات إلى الصحافة. ويحمل البيان عنوانا مثيرا يقول: «متشرذم نقابي، غوغائي يثير البلبلة على صفحات الجرائد بإيعاز من مسؤول إداري»... وكان المقال الذي سبق ل«المساء» أن نشرتْه قد تحدث عن الشلل التام الذي أصاب مصلحة الجراحة بسبب ما اعتبرتْه مصادرنا سوء تدبير للموارد البشرية، والذي أثر بشكل سلبي على برنامج العمليات الجراحية في المستشفى، حيث «ارتبكت» المواعيد المقدمة للمرضى وارتفعت بذلك الآجال المقدَّمة للمقبلين على إجراء عمليات جراحية. وذكر البيان الصادر عن التنظيمين النقابيين عزم ما أسماه التنسيقية الثنائية على فضح المفسدين داخل القطاع الصحي في عمالة إنزكان -أيت ملول بحجج وملفات موثقة، وهو ما اعتبرته مصادر مقربة من الموضوع تهديدا مبطَّناً لإدارة المستشفى من أجل دفعها إلى التراجع عن أي قرار لإعادة الانتشار وشلّ جميع المبادرات التي تخص إعادة تنظيم الموارد البشرية داخل المستشفى، الذي نتج عنه العديد من الاختلالات في مختلف المصالح الحيوية داخل المستشفى الإقليمي لإنزكان.