عاش أسود الأطلس خلال مقامهم في بانغي، على هامش مواجهتهم لمنتخب إفريقيا الوسطى برسم الجولة الخامسة وما قبل الأخيرة من التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم إفريقيا بالغابون وغينيا الاستوائية لعام 2012 ثمانية وأربعين ساعة من أغرب ما عاشه الأسود طيلة مشوارهم الإقصائي في كرة القدم، خاصة أن عناصر النخبة الجديدة جلهم لاعبون يمارسون في بطولات أوربية، بل حتى المحليون، يحملون أقمصة فرق توصف بأغنى فرق القارة الإفريقية. ولاحت الأمور الغريبة في بانغي منذ أن وطئت أقدام أسود الأطلس أرض بانغي، إذ ألغيت أول ندوة صحافية كان يعتزم الناخب الوطني عقدها في أرض إفريقيا الوسطى، لأسباب قيل عنها إنها تقنية، ثم الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، ناهيك عن أمر طريف مفاده أن غرف الفندق الذي يقيم فيه لاعبو الأسود، وقعت فيها مشاكل تقنية، تسببت في عدم توفير حمامات ساخنة للاعبين، وهو أمر كفيل بإدخال رحلة أسود الأطلس إلى كتاب غينيس، ليضطر لاعبو المنتخب الوطني، بمن فيهم الناخب الوطني البلجيكي إيريك غيريتس إلى الاستنجاد بطريقة الأجداد وتسخين الماء حتى يتسنى لهم الاستحمام. أما الأمر الأكثر طرافة، والذي طرح علامات استفهام عدة، هو عزف نشيد آخر غير النشيد الوطني، إذ قبل دقائق من إطلاق صافرة البداية، وفي تنفيد لبروتوكول الفيفا القاضي بعزف النشيدين الوطنيين للمنتخبين فوجئت العناصر الوطنية بكون الفرقة الموسيقية المكلفة بعزف النشيد المغربي، تعزف نشيدا آخر غير النشيد الوطني، ليضطر نادر لمياغري، والعميد حسين خرجة إلى إخبار الحكم ومندوب المباراة بهذا الطارئ- الذي لم يفهم مغزاه هل هو مقصود أم لا- لكن دون جدوى، ليقرر اللاعبون إنشاد النشيد الوطني بأنفسهم في لحظة مؤثرة أظهرت بالملموس أن أمورا عدة تغيرت في المنتخب الوطني، وأن الروح الوطنية باتت تسكن جل لاعبي المنتخب الوطني. ومن الأمور الغريبة التي لن يمحوها التاريخ من ذاكرة لاعبي المنتخب الوطني هي الطريقة التي تم بها تسطير أرضية ملعب المباراة بارتليمي بوغاندا، إذ تمت عبر الاعتماد على عصا، وقبل دقائق من بداية المباراة، وهو ما أثار سخرية اللاعبين ورجال الصحافة الذين قاموا بتغطية المباراة. ومن الأمور التي عذبت العناصر الوطنية، والتي تنضاف إلى القائمة سالفة الذكر، المعاناة مع أرضية الملعب الغنية بالحفر، والتي ازدادت صعوبتها بفعل الأمطار الغزيرة التي تساقطت على إفريقيا الوسطى قبل المباراة، ولمدة أزيد من ثلاث ساعات متتالية. أما التغذية فحدث ولا حرج، فلولا إيفاد الجامعة لطباخ خاص، مزود بكل ما يحتاجه الأسود من تغذية لوقع ما لا تحمد عقباه، في بلد وجد فيه الزملاء الصحافيون صعوبة في إيجاد ما يسدون به رمقهم.