يلقى ثمانية رضع يوميا حتفهم بفعل تشوهات خلقية على مستوى القلب، تستلزم تدخلا طبيا عن طريق الجراحة. ويعود سبب هذه الحصيلة الثقيلة إلى ضعف الإمكانات المادية للأسر، وغياب البنيات الصحية اللازمة للتكفل بحالات مماثلة. في مقابل التطور المتواصل الذي يعرفه مجال الجراحة بكل أنواعها في المغرب، إلا أن غياب التغطية الصحية لجل المواليد المصابين بتلك التشوهات يحرمهم من الولوج إلى قاعة الجراحة ومواصلة العيش. ويقدر عدد المواليد المصابين بتشوهات على مستوى القلب سنويا بنحو 3000 رضيع، القسم الأكبر منهم يحتاج إلى تدخل جراحي عاجل. وهو الأمر الذي يبقى بعيدا عن متناول جل الأسر المغربية، لكونه يكلف بين 80000 و 120000 درهم في العيادات الخاصة، وزهاء 40000 بالمستشفيات العمومية. تكاليف تجندت بعض مبادرات المجتمع المدني لتغطيتها، دون أن تتمكن من تلبية الخصاص المهول. علاوة على هذه التكاليف المرتفعة، يثير المهتمون معضلة أخرى، تتمثل في غياب تام للبنيات الطبية المخصصة للرضع أقل من سنة واحدة. حيث يفتقر المغرب إلى مصلحة لجراحة القلب خاصة بهذه الفئة العمرية؛ فيما يراوح مشروع لإحداث مصلحة مماثلة بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط مكانه رغم توفر جزء من الموارد المالية اللازمة، بمساهمة من بعض المحسنين. أما البالغون المحتاجون إلى عمليات جراحية على مستوى القلب فأمامهم وجهتان عموميتان يتيمتان، توجدان في كل من الرباط والبيضاء. وحسب التقديرات الرسمية فإن 80 في المائة من الوفيات الناتجة عن أمراض قلبية يمكن تفاديها عن طريق الوقاية، شريطة احترام شروط التغذية المتوازنة وأنشطة رياضية منتظمة وعدم التدخين. أما الرضع الذين يفارق جلهم الحياة لتشوهات خلقية في القلب فلا توجد استراتيجية لمنحهم تغطية صحية، أو إحداث بنيات صحية خاصة باستقبالهم.