تظاهر آلاف المغاربة، أمس الأحد بالدارالبيضاء، في مسيرة تضامنية لنصرة القدس ودعم الشعب الفلسطيني قاطعتها جماعة العدل والإحسان. وسرق الأضواء خلال المسيرة، التي لم تصل إلى المليونية كما راهن على ذلك المنظمون، رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران الذي حاصره المشاركون في المسيرة منذ التحاقه بها ليس للاحتجاج عليه وإنما لالتقاط صور معه أو مصافحته، بل إن بعض المتظاهرين رفعوا شعارت قالوا فيها «عاش بنكيران». واضطر المنظمون إلى تهريب بنكيران على متن سيارة أجرة من النوع الكبير أمام تدفق المتظاهرين عليه لتحيته والتقاط الصور معه، وهو نفس المشهد الذي تكرر مع وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، الذي وجد نفسه محاصرا بمجموعة من الشباب الذين أصروا على التقاط صور معه، بل إن أحد المتظاهرين دعا بالنصر والتوفيق. وقال بنكيران ل«المساء» إن المشاركة في مسيرة الشعب المغربي من أجل القدس، والتي تنظم بمناسبة «يوم الأرض» تهدف إلى إيصال رسالة مفادها أن الشعب المغربي موحد مع العالم الإسلامي من أجل دعم القدس، مضيفا «إننا نريد أن تصل رسالة إلى العالم مفادها أن الأمة العربية والإسلامية موحدة كلها حول قضية فلسطين وأنه لا سبيل للمساس بمقدسات الأمة الإسلامية وعلى رأسها القدس الشريف». ومن جانبهم، خطف شيوخ السلفية الجهادية الأربعة، حسن الكتاني وعبد الوهاب الرفيقي (أبو حفص) وعمر الحدوشي ومحمد الفيزازي الأضواء خلال المسيرة، وكانوا مطوقين على غير العادة بطوق أمني صارم لمجموعة من الحراس الخاصين من أتباعهم، وحرص الشيوخ الأربعة على المشاركة في المسيرة منذ بدايتها إلى نهايتها بساحة النصر بدرب عمر. وفي الوقت الذي غاب عن المسيرة مجموعة من الوجوه المشاركة في حكومة عبد الإله بنكيران، حرصت وجوه أخرى على المشاركة باسمها الشخصي كمصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، الذي التحق بالمسيرة رفقة ابنه منذ بدايتها قبل أن يغادرها نتيجة التعب، وحرص مصطفى الخلفي وزير الاتصال على حضور مسيرة الأحد إلى جانب شخصيات حزبية ونقابية، كالوزير الأول السابق عباس الفاسي وعبد الواحد الفاسي ومحمد يتيم وحميد شباط ومحمد الساسي. وعرفت المسيرة احتجاجا قويا على الوزير الأول السابق عباس الفاسي، الذي حاصره مجموعة من الشباب عندما كان يهم بإعطاء تصريحات إلى الصحافيين قبل الالتحاق بالمسيرة، وطالبوه بفتح ملف النجاة الذي ذهب ضحيته آلاف الشباب المغاربة وهو ما دفع رجال الأمن إلى التدخل من أجل حماية الأمين العام لحزب الاستقلال. وتضاربت الأنباء حول عدد المشاركين في مسيرة الأحد، بين المنظمين الذين قدروا عدد المشاركين بمئات الآلاف، ومصادر أمنية التي قدرت العدد بحوالي عشرات الآلاف، وتحاشى عبد الإله المنصوري، عضو سكرتارية مجموعة العمل الوطنية لدعم العراق وفلسطين، في تصريح خاص ل»المساء» الدخول في مقارنة بين عدد المشاركين في مسيرتي الرباطوالدارالبيضاء وقال «المهم أن مسيرة البيضاء عرفت مشاركة كل الطيف السياسي المغربي باستثناء جماعة العدل والإحسان. وأضاف المنصوري أن هذا النشاط التضامني ينظم من أجل القدس والشعب الفلسطيني ويستحق من قام به الثناء والشكر بغض النظر عن انتمائه السياسي أو الإيديولوجي. وغاب الانسجام عن مسيرة الدارالبيضاء، التي استغلها ناشطون يساريون لتوجيه انتقادات إلى حكومة عبد الإله بنكيران على خلفية مشاركة وفد إسرائيلي ضمن أشغال البرلمان المتوسطي، وهو ما اعتبروه تطبيعا مع إسرائيل غير مقبول خاصة في الظروف الحالية التي تعرف فيها القدس حملة تهويد شرسة من طرف الحكومة الإسرائيلية. إلى ذلك، أكد عباس الفاسي، أن الشعب المغربي اليوم يؤكد تضامنه المطلق واللا مشروط مع الفلسطينيين منذ النكبة إلى اليوم، مضيفا في تصريح ل»المساء» أن الحركة الوطنية أيدت الفلسطينيين واعتبرت تحرير فلسطين في نفس درجة تحرير المغرب، وبعد الاستقلال استمر التضامن عبر ترؤس المغفور له الحسن الثاني لجنة القدس من أجل الحفاظ على الهوية الإسلامية للقدس الشريف. وبخصوص حضور وفد إسرائيلي إلى الرباط، اعتبر الفاسي أن الأمر كان يتعلق بموظف من وزارة الخارجية لأن إسرائيل عضو في منظمة الاتحاد من أجل المتوسط ولا يمكن للمغرب الانسحاب من هذه المنظمة لأن إسرائيل عضو فيها، لأنها عضو في الأممالمتحدة كذلك ونحن ضد إسرائيل ومع تحرير فلسطين وندرس مصالحنا كذلك.