ستعرف أسعار زيوت المائدة انخفاضا في الأسواق المغربية بداية من مستهل شهر يناير المقبل، على أن تحدد نسبة هذا الانخفاض في غضون الشهرين المقبلين، بعد استقرار أسعار المواد الأولية في الأسواق العالمية. علما أن سعر هذه المواد الأولية انخفض من 1500 دولار للطن، الصيف الماضي، إلى أقل من 800 دولار للطن حاليا. أحمد رحو، الرئيس المدير العام لشركة لوسيور كريسطال، الذي أعلن عن هذا الانخفاض المرتقب، رفض تحديد نسبته موضحا أن ذلك مرتبط بتحديد سعر المواد الأولية الذي يمكن اعتباره ممثلا للسوق العالمية. مدير الشركة، التي تعتبر المنتج الأول لزيت المائدة في المغرب، أرجع، في حوار ننشر نصه الكامل يوم الاثنين، سبب عدم الإقدام على عكس فوري لانخفاض الأسعار العالمية على السوق المغربي، إلى كون تموين هذا الأخير يتم شهرين إلى ثلاثة أشهر قبل وصول المواد إلى المستهلك، ولضرورة انتظار استقرار تلك الأسعار من أجل تحديد المستوى الحقيقي المطابق للمستوى العالمي. مؤكدا أن الأمر ينطبق على التغييرات المسجلة في الأسعار سواء في اتجاه الارتفاع أو الانخفاض. هذا الارتباط بين السوق المغربي لزيت المائدة والأسعار العالمية يعود، حسب أحمد رحو، إلى استيراد 98 في المائة من حاجات المغرب من المواد الأولية اللازمة،والتي تمثل بدورها 60 في المائة من قيمة الإنتاج. موضحا أن إنتاج بعض المواد الأولية النباتية الخاصة بالزيت يبقى مستحيلا لارتفاع تكلفته واستهلاكه الكبير للمياه. فيما تقدر كمية احتياطي المغرب من الزيوت الخام ما يكفي لمدة شهر، تفاديا «لحدوث خصاص في حالة وقوع عطب في إحدى البواخر مثلا أو تأخرها، أو كما حدث في الصيف الماضي عندما حدث إضراب في الأرجنتين على مستوى بائعي الزيوت الخام، ومجموع المنتجين للمواد الأولية الفلاحية، وهذا ما أدى إلى خلل كبير في العالم من حيث التزويد بزيوت الصوجا من أبريل إلى غاية شهر يوليوز». وحول الانخفاض المسجل في أسعار هذه المواد في الأسواق العالمية، قال رحو إنه وبعد الانخفاض الذي سجل خلال أبريل الماضي عادت الأسعار إلى الارتفاع مستهل فصل الصيف، قبل أن تعاود الانخفاض بداية من شهر يوليوز. وأوضح أن «هدفنا نحن ليس هو تخفيض أو رفع الأسعار، بل إن هدفنا هو تصنيع هذه المواد والحصول على هامش ربح يناهز حاليا 6 أو7 في المائة، والذي يبقى عاديا بالنسبة إلى منتوج صناعي».