في بادرة تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ مدينة تطوان، وإحياء لليوم العالمي للكتاب الذي صادف يوم أول أمس الاثنين، نظمت مجموعة من شباب المدينة ساعة للقراءة تحت شعار» تطوان تقرأ، تطوان ترتقي». وتهدف المبادرة الرمزية التي نظمت قبالة مقر ولاية تطوان إلى «التوعية بأهمية الكتاب ودوره في تكوين الفرد ورقي المجتمعات، ولمحاربة هذا الجمود الثقافي والفكري الذي يجثم على صدر مدينة تطوان» يقول مروان بنفارس، المشرف على هذه الخطوة الثقافية. وشارك في المبادرة الثقافية مجموعة من طلاب جامعة عبد المالك السعدي، وأساتذة وتلاميذ من أجل الاحتفاء باليوم العالمي للكتاب، ولمناهضة أنماط ثقافية عديدة أصبحت تعتبر مجالا لتمييع الذوق، وهدم قيم الفكر والثقافة. وأشار مشارك في أمسية ساعة للقراءة إلى أن تطوان تراجعت ثقافيا في السنوات الأخيرة، حيث تدنت نسبة قراءة الكتب فيها بشكل خطير، فيما أصبح عيد الكتاب بتطوان، والذي يعتبر إرثا خاصا بتطوان منذ فترة الحماية الإسبانية لشمال المغرب، مجرد احتفال شكلي لا يشجع على القراءة بقدر ما تحول إلى «قيسارية» مؤقتة لعرض بعض الكتب لا غير. ومن المرتقب أن يتم تنظيم تجمع آخر للمطالعة والقراءة في الهواء الطلق بمدينة مرتيل الساحلية يوم الأحد المقبل، حيث سيحمل كل مشارك ومشاركة كتابا في يديه لتصفحه وقراءته لمدة ساعة من الوقت للتحسيس بأهمية القراءة والنهوض بالكتاب. وحذر محدثنا من تدني مهارات القراءة لدى شباب المدينة بشكل كبير، مطالبا الجهات المعنية بالتحرك لمعالجة هذه الأزمة التي تؤثر على حاضر ومستقبل الحمامة البيضاء التي لا تتوفر سوى على خزانة عامة واحدة وسط المدينة لأكثر من 500 ألف نسمة. وتعتبر وضعية قراءة أو اقتناء الكتب جد متدنية في المغرب، إذ تشير الأرقام الرسمية إلى أن كل مغربي لا ينفق سوى درهم واحد فقط في السنة لشراء كتاب، في حين أن المعدل العالمي هو 25 درهما، كما أن المغرب ينتج سنويا 2000 كتاب جديد مقابل 60 ألف عنوان في فرنسا. وفي عاصمة الجنوب رسم تلاميذ ينتمي أغلبهم إلى جمعية ائتلاف مراكش، مشهدا لم تشهد مثله شوارع مراكش، فقد حج مئات التلاميذ، مساء الأحد الماضي، إلى ساحة الحارثي بمنطقة جليز الراقية وافترشوا الأرض وأخرجوا كتبا للمطالعة. التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 14 سنة و23 سنة رسموا مشهدا أثار إعجاب زوار المدينة الحمراء، وكان أبرز مظاهر هذا الإعجاب هو التقاط صور للمشهد الذي جسده التلاميذ بعفوية فطرية. إذ رسم أزيد من 400 تلميذ مشهد حلقات العلم بكيفية عفوية، دون تكلف، مما جعل المشهد مثار إعجاب المارة... وبهذه المبادرة استطاع التلاميذ أن يحولوا الساحة التي احتضنت أكبر «أومليط» في العالم إلى ساحة أكبر حلقة علم. كتب إسلامية، روايات بوليسية، وكتب بلغات أجنبية، وكتب دراسية، وكتب تحكي مسار القضية الفلسطينية، كان هذا نموذج للكتب التي جلبها التلاميذ في أمسية المطالعة بمدرج ساحة الحارتي، سعيا منهم ل»رد الاعتبار للكتاب والقراءة في زمن الآلة واللامعنى»، على حد قول إحدى المشاركات. وقد سهر المنظمون على تعبئة التلاميذ لهذه المبادرة لمدة دامت شهرا، وذلك بتوزيع حوالي 25 ألف منشور على المواطنين كل يوم سبت. وقد اختار القائمون على هذه المبادرة شعار «قارئ اليوم قائد الغد»، من أجل إعادة «القراءة إلى الواجهة، وتجنيب الأمة الموت»، لأن «الأمة التي لا تقرأ تموت»، كما يقول المفكر الجزائري مالك بن نبي.