دافع الحسين خرجة عميد المنتخب الوطني لكرة القدم عن زميليه مروان الشماخ ويوسف حجي الغائبين عن مباراة يوم غد السب أمام منتخب الكوت ديفوار. وقال خرجة ل»المساء» إن الشماخ وحجي مازالت لهما مكانتهما في المنتخب الوطني مشيرا إلى أنه كان يتمنى لو أنهما كانا ضمن تشكيلة المنتخب. وكشف خرجة أن الشماخ وحجي استاءا من قرار إبعادهما، لكنه أوضح أنهما تقبلا القرار بما أنهما لاعبين محترفين. من ناحية أخرى وصف خرجة مباراة غد السبت ب«المصيرية»، مشيرا إلى أن الفوز فيها ضروري، وان كان اعترف بأن المهمة صعبة، لكنه قال إن لا مستحيل في عالم كرة القدم. - أثار التعادل الذي حققه المنتخب الوطني أمام غامبيا استياء واسعا وسط الجمهور المغربي، ما هو تعليقك؟ أولا أتفهم شخصيا ما اعترى أنصار المنتخب الوطني المغربي من استياء جراء تراجع نتائج الأخير، لكن يجب الإقرار بالمقابل على أن مستوى كرة القدم بالقارة السمراء قد تغير بشكل ملفت وانتفت تبعا لذلك التصنيفات التقليدية التي تقسم منتخبات القارة لمجموعة قوية وأخرى مغمورة لتتغير المعطيات ولا أدل على ذلك من فوز المنتخب الزامبي بلقب كأس إفريقيا الأخيرة التي نظمت مناصفة بالغابون وغينيا الاستوائية. أضف إلى ذلك لا يمكن أبدا الاستهانة بقوة المنتخب الغامبي الذي يضم في صفوفه لاعبين بمهارات جيدة وتقنيات عالية المستوى مما مكنهم من الانضمام لأجود الأندية الأوروبية، كما أن الاتحاد المحلي تعاقد مؤخرا مع أطر تقنية من المستوى العالمي بعكس ما كان سائدا تماما في السابق. - هل تعتبر إذن نتيجة التعادل الإيجابي مع المنتخب الغامبي جيدة؟ بالفعل أعتبرها كذلك بالنظر للعديد من العوامل الموضوعية خصوصا ما تعلق منها بسوء أرضية الملعب، كما أن الخروج الاضطراري للاعب يونس بلهندة على إثر تعرضه للإصابة 15 دقيقة فقط قبل النهاية الرسمية للمباراة بعثر أوراقنا علما بأنها كانت لحظة حاسمة ومؤثرة. كما أن ضعف أداء الحكم الكامروني ساهم بشكل كبير في تحديد معالم النتيجة . لاحظت بدوري بأن لاعبي المنتخب الوطني المغربي أصيبت بخيبة أمل كبيرة لعدم نجاحها في تحقيق الانتصار وعيا منها بأن وضعية مماثلة لا شك ستصعب من مأموريتنا غدا السبت أمام منتخب الكوت ديفوار الذي يتوفر على لاعبين بمستويات تقنية جيدة. بطبيعة الحال لا يجب أن يفهم من خلال سياق كلامي بأنني أبحث جاهدا عن الأعذار لتبرير النتيجة، لكنها الحقيقة بالرغم من كون التعادل الإيجابي لا يخدم مصلحة المنتخب الوطني المغربي في شيء. - المستوى التقني للمنتخب الوطني تراجع بشكل ملفت مقارنة مع الفترة السابقة، إلا يمكن القول بأن الانتصار على المنتخب الجزائري لم يكن سوى خدعة؟ أعتقد بأن الحكم على المستوى التقني العام للمنتخب الوطني المغربي بالتراجع مرده لتوالي النتائج السلبية مؤخرا، وبالنسبة للنتيجة العريضة التي فزنا بها على المنتخب الجزائري تحققت بفضل تضافر العديد من العوامل ومن جملتها المساندة المنقطعة النظير للجمهور ما دفعنا لخوض غمار المباراة بمعنويات مرتفعة بالملعب الكبير بمراكش من أجل إرضاء الأنصار. أما في الوقت الراهن فقد تغير جلد المنتخب الوطني بشكل كبير بضم عناصر جديدة تفتقد للتجربة والمراس بالأدغال الإفريقية، بالرغم من امتلاكها لتقنيات وفرديات جيدة، ما يعني بأن الطموح لتحقيق نتائج آنية يكتسي طابع الصعوبة، لا بد من منح اللاعبين الجدد خصوصا لاعبي البطولة الوطنية مزيدا من الوقت للاستئناس ومن ثمة انتظار نتائج أفضل. - قرر غيريتس الاستغناء عن خدمات اللاعبين مروان الشماخ ويوسف حجي،هل تعتقد بأن قراره كان صائبا ؟ غني عن القول بأن كلا من اللاعبين يوسف حجي ومروان الشماخ يتمتعان بمستوى تقني عاليا ما يجعلهما يشكلان دعامة أساسية للمنتخب الوطني المغربي الذي لازال بحاجة ماسة لخدماتهما ما دام أن مكانهما لا زال شاغرا لامتلاكهما تجربة ميدانية مهمة بالأدغال الإفريقية، وانسجامهما المثالي مع بعض العناصر القديمة الأخرى لمدة زمنية امتدت لحوالي 10 سنوات خلت، وهذا يدفعني للقول بأننا كنا بحاجة لدعمهما لأسود الأطلس خصوصا خلال مباراة يوم غد السبت المصيرية ضد منتخب «الفيلة». للإنصاف منح كل من اللاعبين مروان الشماخ ويوسف حجي خدمات جليلة للمنتخب الوطني المغربي ولا بد من الاعتراف لهما بها بل إنهما ساهما بشكل كبير في تحقيق المنتخب الوطني لنتيجة الانتصار على المنتخب الجزائري، لكن ما دام أن المدرب الوطني إريك غريتس قد وضع اختياره الشخصي فقد انتهى الأمر مما يقتضي ضرورة الخضوع للواقع. - ألم يكن الناخب الوطني مطالبا بالاستشارة مع أطراف أخرى قبل اتخاذ القرار من جانب واحد؟ أعتقد بأن ذلك كان طبيعيا ما دام أن إريك غريتس يبقى هو المدرب أولا وأخيرا ما يخوله الحق في التأشير على التشكيلة النهائية للمنتخب الوطني، دعني أقول بالمناسبة بالرغم من هذا المعطى بأنه كان من الحتمي المناداة عليهما لتعزيز صفوف المنتخب الوطني المغربي بالرغم مما تم الترويج له من أخبار تتحدث عن احتمال عدم جاهزيتهما البدنية، على كل لا بد من احترام اختيار الإطار التقني الوطني غريتس. - كيف تلقى بقية لاعبي المنتخب الوطني استغناء غريتس عن خدمات اللاعبين يوسف حجي ومروان الشماخ؟ يجب الإقرار بأن وقع المفاجأة كان كبيرا عليهم خاصة وأننا اعتدنا خلال استحقاقات مماثلة تواجد اللاعبين المذكورين معنا إذ الأمر كان بمثابة مسلمة بديهية. - هل بادرت بالاتصال بهما؟ بطبيعة الحال إذ هنئاني لتمكني من تسجيل هدف التعادل خلال المباراة الأخيرة ضد المنتخب الغامبي ووجدت بحق بأنهما تفاجئا بدورهما بشكل كبير للقرار الذي اتخذه إريك غريتس حيث خضعا للأمر الواقع بتقبله وحاولا على مضض التقليل من وقعه قائلين» هذا لا يهم» وشجعاني بصدق على خوض مباراة يوم غد السبت ضد منتخب الكوت ديفوار بهدف واحد هو تحقيق نتيجة إيجابية، وأستغلها مناسبة كي أوضح للرأي العام الوطني على أن اللاعبين يوسف حجي ومروان الشماخ لديهما حب جارف للمغرب. - ماذا عن رغبة غيريتس في المناداة على حجي في آخر لحظة لتعويض بلهندة المصاب؟ كل ما أعلمه شخصيا بأن اللاعب يوسف حجي منهمك حاليا في الاستمتاع بعطلة نهاية الموسم بجزر الباهاماس، وهب أن إريك غريتس قد وجه إليه فعلا الدعوة لتعزيز صفوف المنتخب الوطني المغربي لا أعتقد منطقيا أن الأمر سيكون متاحا لبعد المسافة وقلة الوقت. - حدثنا عن طبيعة الأجواء داخل المنتخب الوطني حاليا خاصة من الناحية المعنوية؟ بدون شك أرخت نتيجة التعادل الإيجابي التي حققها المنتخب الوطني المغربي، ضد المنتخب الغامبي بظلالها على نفسية اللاعبين خصوصا وأنهم كانوا يطمحون للتوقيع على نتيجة أفضل. لكن الأهم بالنسبة لي هو سيادة جو من الانسجام والانصهار بين لاعبي المنتخب الوطني التي تتدرب بالجدية اللازمة واضعة نصب عينيها تحقيق نتيجة إيجابية خلال مباراة يوم غد السبت ضد منتخب الكوت ديفوار. - ترى بماذا ينصحكم المدرب غريتس حاليا؟ لا يفتأ الإطار التقني الوطني إريك غريتس عن تشجيعنا والرفع من معنوياتنا ملتمسا منا نسيان النتيجة التي حققها المنتخب الوطني المغربي بغامبيا، مؤكدا بأننا لم نكن نستحق التعادل معتبرا من خلال حديثه مع اللاعبين بأن الانتصار قد سرق منا كما أنه مصر على الفوز خلال مباراة يوم غد السبت ضد المنتخب الإيفواري. - هل تعتقد بأن غيريتس قد استطاع تقديم إضافة نوعية لكرة القدم الوطنية مقارنة مع المدربين المغاربة الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب الوطني المغربي سابقا؟ في الحقيقة تتعذر علي المقارنة بينهما. - هل تعتقد بأن مباراة يوم غد السبت ستكون في متناول المنتخب الوطني ؟ أعتقد بأنها ستكون صعبة للغاية فضلا عن كونها مصيرية بالنسبة لأسود الأطلس على اعتبار أنها ستحدد بشكل كبير حظوظهم في التأهل للأدوار المقبلة خلال ما تبقى من منافسات، أضف إلى ذلك ان منتخب الكوت ديفوار يضم في صفوفه لاعبين متميزين، علينا استغلال امتياز الاستقبال بالميدان وأمام أنصارنا من أجل الفوز . - ما مدى تأثير الفراغ الذي تركه اللاعب يونس بلهندة في تحديد طبيعة نتيجة المباراة غدا السبت؟ بطبيعة الحال في حال كان شارك اللاعب يونس بلهندة خلال المباراة لكنا نمتلك حظوظا أوفر، لكن أعتقد بأن المنتخب الوطني المغربي يضم لاعبين آخرين قادرين على تعويض غيابه وبإمكانهم خلق الفارق. أشفقت لحاله جراء الإصابة التي تعرض لها والتي ذكرتني بمروري بموقف مماثل حينما أصبت في الكاحل، أتمنى ألا تكون إصابته بليغة، لكن بلغني على أن بلهندة سيضطر للتغيب زهاء ثلاثة أسابيع قبل أن يعود للميادين، وأؤكد مرة أخرى بأننا سنبذل غدا السبت قصارى الجهود للفوز ما دام ألا شيء مستحيل في عالم كرة القدم. بدا من خلال ملامحك أثناء تسجيلك لهدف التعادل ضد المنتخب الغامبي بأنك كنت منفعلا، فيما كنت تفكر حينها؟ (يبتسم) لا، لم أكن مستاء أو منفعلا ببساطة كنت عقب تسجيلي للهدف بصدد البحث عن الدكتور عبد الرزاق هيفتي طبيب المنتخب الوطني المغربي من أجل تهنئته خصوصا أنه تنبأ لي قبيل البداية الرسمية للمباراة بأنني سأسجل هدفا، وذكرني هذا الموقف بما وقع لي خلال منافسات كأس إفريقيا الأخيرة بالغابون وغينيا الاستوائية حينما تم تأويل الحركة التي قمت بها بأنها مناوئة في حين كان الأمر عاديا.