قررت محكمة الاستئناف بالقنيطرة، مساء أول أمس الخميس، تأجيل النطق بالأحكام في قضية الأمريكي «ويلسون جيمس دوكلاس»، الطيار المتقاعد المتابع، رفقة متهمين آخرين، من طرف ابتدائية «سوق أربعاء الغرب» بتهم تتعلق بالإمساك، بصفة غير مشروعة، بمواد معتبرة مخدرات ومحاولة نقلها والدخول سرا إلى التراب المغربي التي قضي في حقه من أجلها، في السادس عشر من شهر يونيو الماضي، بسبع سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية قدرها عشرة آلاف درهم، إلى جلسة الحادي عشر من شهر دجنبر الجاري، بعد استكمال مرافعات الدفاع واستنطاق جميع المتهمين بمن فيهم المتهم الأمريكي الذي تمت الاستعانة بترجمان محلف، على نفقة الدفاع، للاستماع إلى أقواله وتصريحاته التي نفى من خلالها كل الاتهامات الموجهة إليه، وقال: «أنا لم أشاهد قط في حياتي قطع مخدرات، والمرة الوحيدة التي عاينتها كانت بالسجن المغربي الذي أقبع فيه الآن». وكشفت هيئة دفاع الطيار الأمريكي خلال هذه الجلسة، التي حضرت أطوارها ممثلة عن السفارة الأمريكية بالرباط، أن موكلها البالغ من العمر 67 سنة أقحم في هذا الملف وحشر فيه بناء على وثائق مجهولة المصدر تضم معلومات كاذبة تم نسبها إلى جهاز الاستخبارات الأمريكية، واعتمدت كوسيلة إثبات لإدانته؛ والحال، يقول الدفاع، أن تلك الوثائق التي توصلت بها، المحكمة الابتدائية بمدينة «سوق أربعاء الغرب» عبر الفاكس على أساس أنها تقارير استخباراتية كان مصدرها مقر الدرك الملكي بمنطقة أكدال بالرباط، وهو ما يستدعي، في نظرها، طرح أكثر من علامة استفهام، خاصة، يضيف الدفاع، في ظل نفي السفارة الأمريكية بالرباط لوجود مثل هذه التقارير، وكذا عبر إشهاد مختوم من طرف سفارة المغرب بواشنطن وقعه المدعو « كليد أوكونور» الذي ذكرت تلك «التقارير» أنه مبحوث عنه دوليا لتورطه في التهريب الدولي للكوكايين وله صلة بالأمريكي المعتقل، في حين أن الوثيقة الرسمية التي توصل بها الدفاع تدحض كل تلك الادعاءات وتفيد بأن «أوكونور» يعيش حياته العادية بولاية «تكساس» وله أعمال بولاية «فلوريدا» الأمريكية وغير متابع في أية قضية، على حد تعبير الدفاع. واعتبر المتحدثون أنفسهم أن المتهمين الخمسة المتابعين في حالة اعتقال هم مجرد ضحايا تأليف حصل بين مجموعة من الوقائع لإعطاء سيناريو مركب، لا يمكن إطلاقا الاقتناع به، حسب قولهم، مشيرين إلى أن حقائق حاسمة تم التستر عليها في مرحلة التحقيق تفيد بتورط أطراف أخرى نافذة، وهو الأمر الذي تؤكده إدانة دركيين مؤخرا من طرف المحكمة العسكرية بالرباط. وزادوا مستطردين: «المتابعون حاليا هم بالطبع ضحايا صراع بين أجهزة أمنية تريد تنقية الأجواء المغربية من عصابات تهريب المخدرات وأخرى تعمل على إبقاء الوضع على ما هو عليه طالما أنها تستفيد منه. وهذا الصراع هو الذي مكن من تهريب الإسباني «سيزار»، قائد الطائرة المحتجزة»، وأضافوا قائلين «للأسف، بعض من حماة الأجواء المغربية أضحوا شركاء مع عصابات الاتجار في المخدرات التي اتخذت من مناطق عديدة بجهة الغرب الشراردة بني احسن مطارات لهبوط طائراتها». ووفق مصادر «المساء»، فإن وقائع اعتقال الأمريكي «ويلسون جيمس دوكلاس» انطلقت حين تلقت عناصر درك مركز سوق أربعاء الغرب، في السابع من شهر ماي الماضي، مكالمة هاتفية من رئيس دائرة المنطقة تفيد بهبوط طائرة بمزارع «حلوفة» بالقرب من دوار «الخويمات»، مما دفعها إلى الانتقال إلى عين المكان وعاينت وجود طائرة محاطة بأربعة سيارات عمد أصحابها، ومن بينهم إسبانيون، إلى مواجهة رجال الدرك الملكي قبل أن يلوذوا بالفرار، إما راكبين أو عدوا وسط الحقول، بعد أن أشهرت عناصر الفرقة الأمنية المذكورة أسلحتها، ولم تسفر عملية المطاردة سوى عن اعتقال المتهم الأمريكي ومصادرة الطائرة وأربع سيارات، بعضها يحمل ألواحا أجنبية.