دق رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ناقوس الخطر بخصوص وضعية صناديق التقاعد، وقال إن نظام التقاعد مهدد بالزوال وبأزمة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات ومراجعات في اتجاه العدل والإنصاف، بتشارك مع النقابات ومع الأحزاب السياسية، التي أوضح أنه سيعقد لقاءات معها. وقال بنكيران، في تدخله أول أمس بمجلس النواب خلال الجلسة الشهرية، التي خصصت لموضوع «التقاعد بين ديمومة الأنظمة ومحدودية التغطية»: «لابد من الإصلاح مهما كلف الثمن ولو كلف ذلك شعبية هذه الحكومة التي هي متضامنة في ما بينها...ولا توجد طريقة سوى العدل في الأنظمة والتعاون مع ذوي النوايا الحسنة الذين يرغبون في حل هذا الملف»، مضيفا أن من لديه مقترحا ليأتي بالأمول فليتفضل. واعتبر رئيس الحكومة أن صناديق التقاعد على حافة الكارثة، مبرزا أنه من المتوقع أن يعرف الصندوق المغربي للتقاعد أول عجز له أواخر 2012، وأن نفقات الصندوق ستفوق موارده ابتداء من 2014. وأشار بنكيران إلى أنه في حالة عدم اتخاذ أي إجراء سيصل عجزه السنوي إلى 1.28 مليار درهم سنة 2014 لينتقل إلى 24,85 مليار درهم سنة 2021 وقرابة 45,66مليار درهم سنة 2030 ليصل إلى 78,54 مليار درهم سنة 2061. ومن الإجراءات التي يمكن أن تلجأ إليها الحكومة رفع سن التقاعد والزيادة في نسبة المساهمة واستثمار أموال التقاعد الموجودة في الأبناك. وأكد بنكيران أن الأهم هو استمرارية أنظمة التقاعد، موضحا أن المدنيين يحصلون على نصف رواتبهم بعد تقاعدهم بينما العسكريون والأمنيون يحصلون على الثلثين. من جهته، انتقد عبد السلام اللبار، عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين، الحكومة وطريقة عملها وعجزها عن حل مشاكل المتقاعدين.وقال اللبار: «سمعت أن رئيس الحكومة يقول إن المغاربة يعيشون كثيرا فهل يريد أن يتوفوا مبكرا ليجد لهم حلا؟»، وتساءل في مداخلته، التي تفوق فيها على كل مداخلات المعارضة من حيث انتقاد الحكومة، «أين هي الشعارات الانتخابية؟». وتحدث المستشار الاستقلالي، المحسوب على تيار حميد شباط، عن أن الحكومة تسعى إلى رفع سن التقاعد، وأن الذين يحصلون على ألف درهم لا يقدرون على توفير متطلباتهم، نظرا لارتفاع الأسعار وعدم قدرتهم على التطبيب وأن الحكومة تحدثت عن تخفيض الأدوية وهذا لم يحصل. من جهة أخرى، قال مستشار برلماني من فريق التجمع الوطني للأحرار إن موضوع صناديق التقاعد لا يتحمل المزايدات السياسية، وهو ما جعل رئيس الحكومة يصفق له طويلا، وهو يقول: «إنك تستحق أن يصفق لك البرلمان بأكمله»، وعندما أراد بنكيران أن يتوجه إلى المنصة للرد على تعقيبات المتدخلين ذهب للسلام على برلماني الأحرار، ونوه بمداخلته وقال له إنه يتحدث بصدق. ولم تخل الجلسة من مشادات بين الفريق الفيدرالي ومستشاري مجموعة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، عندما قال عبد الإله الحلوطي إن رئيس الحكومة يتحلى بالشجاعة السياسية التي لم تكن متوفرة لدى سابقيه، فتمت مقاطعة مداخلته من لدن الفريق الفيدرالي والفريق الاشتراكي، ليدخل كل من عبد المالك أفرياط من الفريق الفيدرالي وعبد الله عطاش، عضو مجموعة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، في ملاسنات كلامية حول الريع النقابي والاستفادة من الفيلات.