أكد سعيد حسبان نائب رئيس الرجاء البيضاوي ورئيس مجلس عمالة الدارالبيضاء، في حواره مع «المساء» أن قرار لجوء الرجاء للقضاء في ما يعرف بقضية البوصيري، غير مبرر لأنه لم ينبثق عن اجتماع مسؤول للمكتب المسير الذي اكتفى بعقد ثلاثة اجتماعات في ظرف ستة أشهر، وقال حسبان إن غياب ناطق رسمي للرجاء سيجعل التصريحات الصادرة عن المسيرين باطلة، مشيرا إلى أن الوضع الراهن يحتاج لوقفة تأمل. - ما هو تعليقك على الصراع الخفي بين الرجاء وجامعة كرة القدم؟ < لا يمكن أن نحول خلافا بين شخصين إلى خلاف مؤسسات بين الرجاء وجامعة كرة القدم، لأنه على حد علمي كنائب لرئيس الرجاء البيضاوي فإن المكتب المسير لم يجتمع ليقرر في مقاضاة الجامعة لدى المحكمة الإدارية، اجتمعنا ثلاث مرات طيلة الموسم ولا يمكن أن نقرر غيابيا وأن نشحن الجماهير ضد أشخاص قدموا خدمة كبيرة للرجاء. - أنت تدافع على امحمد أوزال نائب رئيس الجامعة؟ < أنا لا أدافع عن اوزال أو غيره من المسؤولين، لكن رئيس الرجاء لم يكلف نفسه عناء دعوة المكتب المسير للاجتماع بشكل طارئ من أجل دراسة قضية التوبيخ الصادر في حق أحد الأعضاء، نحن نفوض التدبير اليومي لشؤون الفريق للمسيرين المتفرغين، إلا أنه إذا حصل مشكل كبير فعلى الرئيس أن يعقد اجتماعا مسؤولا، هل وجهت الدعوة لي أو لأعضاء آخرين، لا أعتقد. أنا لا أدافع عن أوزال لأن تاريخ الرجل هو الذي سيرافع باسمه، لقد قدم على امتداد 30 سنة خدمات للرجاء والوداد ولكرة القدم الوطنية والأرقام خير دليل على ما أقول، ثم إن الصحافة ظلت تلقبه برجل الإطفاء وهو ما يعكس الدور الذي يقوم به داخل الرجاء. - هل هناك انشقاق داخل المكتب المسير للرجاء؟ < لا وجود لانشقاقات، هناك رأي مؤيد وآخر معارض، وهذه ظاهرة صحية، ثم إن المشكلة أكبر مما نتصور فالجامعة أدانت عضوا بالمكتب المسير للرجاء على خلفية تصريحاته التي انتقدت البرمجة، طيب هل التصريح يلزم الرجاء علما أن الرئيس قال في أول اجتماع كنا نوزع خلاله المهام إن مهمة الناطق الرسمي للفريق ستكون من اختصاصه دون سواه، رغم أنني اقترحت نفسي للمنصب، إذا كان الأمر كذلك لماذا نقرأ في الصحف تصريحات أعضاء لم يخول لهم المكتب المسير حق الحديث باسم الرجاء؟ هذا هو الإشكال الحقيقي. - أنت مع أو ضد قرار التوبيخ الصادر في حق البوصيري؟ < لا تحشرني في مثل هذه الأسئلة، كل شخص مسؤول عن أقواله وأنا أقول بأن الناطق الرسمي للرجاء الذي هو عبد الله غلام لم يتكلم في شأن البرمجة. - لكنه آزر البوصيري بل وبعث المحامي سيبوب للمرافعة باسم الرجاء؟ < إذا كان لدينا مشكلة مع المجموعة الوطنية أو الجامعة فعلينا أن نعرفها نحن كأعضاء للمكتب المسير في إطار اجتماع مسؤول، وإذا كان الأمر يتعلق بخلافات بين شخصين فلا دخل لنا بها، أنا أقول إن من يمس الرجاء يمسنا جميعا، أما المزايدات فالجمهور فطن لها. - لكن لاعبي الرجاء حملوا شارة سوداء في مباراتهم الأخيرة؟ < يجب إبعاد اللاعبين عن هذه النزاعات، أنا أتساءل من كان وراء هذه الفكرة التي تجر العناصر الرجاوية إلى نزاع آخر، مما يولد ضعفا في التركيز. - هل أنت مع إجراء مباراة قمة بين الرجاء واخريبكة بدون جمهور؟ < هذه مسألة خارج طاقة المسؤولين عن البرمجة، وفوق طاقتك لا تلام لأنه حسب علمي فإدارة الأمن الوطني هي التي اقترحت تعديل البرمجة ليس في الدارالبيضاء فقط بل في مدن أخرى، لأن المباراة تزامنت مع أحداث غزة والاحتفال برأس السنة الميلادية، إذا كان التعديل قد اقتصر على الرجاء فهذا كلام آخر. - لماذا فضلت الصمت بعد أن كان الفريق يسير في خط تصاعدي؟ < الصمت في مصلحة الرجاء، فأنا محسوب على المعارضة داخل جسم واحد وهو الجمعية الرياضية للرجاء البيضاوي، ثم إنه لا يمكن أن نقيس مدى عشق الفريق الجميع يحب الرجاء، لم أتكلم لأن لي انشغالات عديدة ولأنني أفضل الكلام المسؤول في إطار اجتماع أو لقاء مفتوح مع المنخرطين أو جمع عام، لكن الرئيس يفضل العمل بشكل يومي مع الاهتمام بالفريق الأول وكأن مهمة المسيرين هو تدبير مباريات الأحد، أنا أواظب على حضور المباريات ليس حتما من منصة المسيرين لأن حبي للرجاء ليس وليد اللحظة. - ألا تشعر بأنك تسبح ضد التيار؟ < أبدا أنا أفكر بالجهر في الاجتماع الثاني للمكتب المسير للرجاء انتقدت عمل اللجنة الطبية، وقلت إن لاعبي الرجاء حين يصابون يتأخرون في العودة إلى التباري، وقدمت نماذج كثيرة أبرزها أوحقي والجوهري، كما طالبت بمراجعة رواتب اللاعبين وإعداد قانون داخلين، لكن لا حياة لمن تنادي. - حين ينتقد منخرط أو مسير الرجاء أثناء فترة التألق يصنف في خانة المشوشين ألا تخشى من هذا التصنيف؟ < الاحترام بيني وبين الرئيس قائم، لكنني أنادي دائما بالوقوف وقفة تأمل حين يكون الفريق في أحسن أحواله، أما حين يعيش أزمة نتائج فعلينا دعمه ومساندته إلى حين الخروج من النفق، ثم إننا حين نتحدث عن أخطاء فنحن لا نتهم أحدا لأن من لا يعمل لا يخطئ، المشكل أن نردد مقولة العام زين وننسى الأوراش الكبرى للرجاء الذي نريده قاطرة للكرة المغربية. - ما هي الأوراش الكبرى التي يجب أن تفتح؟ < للأسف بعض المسيرين لا يهمهم إلا نتائج فريق الكبار أما الفئات الصغرى فخارج الاهتمام، علينا أن نقيم رحلة الفتيان للإمارات والمرتبة الأخيرة التي احتلها فريقنا، والنتائج الكارثية لشبان الرجاء في بطولة المجموعة الوطنية بعد أن حققنا على امتداد عشر سنوات الريادة المطلقة، نريد عملا في العمق بدل استيراد اللاعبين الجاهزين. - هل أنت مع أو ضد عريضة 112 منخرطا التي وصلت إلى الجامعة؟ < دعني من الكلام عن العريضة والعريضة المضادة، رغم أن الموقعين عليها معروفون بحبهم للرجاء ولا أحد يمكنه أن يشك في ذلك، انا أدعو المكتب للانفتاح على العالم الخارجي واعتبار الوثيقة أرضية للتواصل مع المنخرطين، أنا أول من طالب بإحداث لجنة تسمى لجنة التنسيق مع المنخرطين واقترحت نفسي لرئاستها، لأن المسؤولين الحاليين وصلوا إلى الكراسي بأصوات المنخرطين، ثم إذا تبث أن أحد أعضاء الجامعة أو المجموعة يستهدف الرجاء فسنكون له بالمرصاد، وأعتقد أن المؤسسات تحمي الفرق. - لكن البعض يتهمك باستعمال الرجاء مطية للانتخابات؟ < بالعكس أنا جئت كسياسي في خدمة الرياضي، أنا هنا من أجل صالح الرجاء وهذا كلام قاله الرئيس في حقي، أنا ابن الرجاء قبل أن أصبح رئيسا لمجلس عمالة الدارالبيضاء، ثم إن العديد من السياسيين يتواجدون في مناصب المسؤولية بأندية مغربية وعالمية دون أي إشكال، لأنه لا يمكن للرياضة أن تخدم السياسة والعكس صحيح، فهما عالمان مختلفان.