لجأت شركات صناعة وتوزيع التبغ إلى أشكال مثيرة وأساليب مغرية لإعلان وترويج منتجاتها التبغية، إذ عمدت أكثر من شركة إلى توفير آلة خاصة أمام بعض محلات بيع التبغ لتلفيف مخدر «الحشيش»، فيما تباع علب أخرى خاصة بتلفيف المخدر بعدد من المحلات الخاصة ببيع التبغ. وعاينت «المساء» عددا من المحلات التجارية الخاصة ببيع التبغ، القريبة من الثانويات، تشهد إقبالا من طرف التلاميذ الذين يدخنون مخدر الشيرا، والذين أقبلوا على الآلات الجديدة التي وضعتها شركات صناعة وتوزيع التبغ بعدد من المحلات التي تحتل مواقع استراتيجية بالدار البيضاء. واستعملت الشركات الخاصة بصناعة وتوزيع التبغ أساليب مغرية لترويج بضاعتها، من قبيل «افتخر بما أبدعت» أو «اصنع سيجارتك بنفسك» أو «تعلم التلفيف»، إذ توزع ملصقات إشهارية لآلات ولمنتوج التبغ أمام المحلات، في استهداف واستغلال مقصودين لعقول المستهلكين من الشباب خصوصا من هم في سن المراهقة الذين يميلون بطبعهم للاكتشاف والفضول. واستنكرت جمعيات من المجتمع المدني لجوء شركات صناعة وتوزيع التبغ لأشكال مثيرة وأساليب مغرية لإعلان وترويج منتجاتها التبغية، إضافة إلى ترويج آلات تلفيف مخدر الشيرا. ودعت الجمعيات المدنية الحكومة ووزارة الصحة إلى الإسراع في المصادقة على الاتفاقية الإطار لمكافحة التبغ الموقعة في سنة 2004 من طرف المغرب أسوة بالدول ال 147 الأخرى، وتفعيل مقتضيات القانون رقم 15.91 (صادر في 26 يونيو 1995) المتعلق بمنع التدخين والإشهار والدعاية للتبغ. ونددت أكثر من جمعية، في بيانات أصدرتها، بإطلاق منتوج لإحدى علامات التبغ باعتماد ملصقات ''تعليمية» تحاكي فيها طريقة تلفيف مخدر ''الحشيش'' الممنوع من التداول. وتستميل الشركات المصنعة في ملصقاتها المستهلكين المفترضين عبر المقارنة بين ثمن المنتوج، الذي تصفه ب''البديل''، وثمن منتوج مماثل له، أو عبر مسابقات لربح جوائز عينية ثمينة، أو توزيعه مجانا لجذب ما أمكن منهم سواء لتجربة المنتوج أو استهلاك المزيد منه. وتزايد عدد الإعلانات في الأماكن العامة والمتاجر والمحلات الخاصة بشكل يراد به تكريس حالة من القبول وتطبيع السلوك المجتمعي مع هذه الدعايات الترويجية الخطيرة على صحة المواطنين لاسيما الجمهور الناشئ منهم.
