الحادث المأساوي، الذي وقع أول أمس الأربعاء بعد انحراف قطار لنقل المسافرين عن سكته، في منطقة زناتة بضواحي مدينة المحمدية، واصطدامه بقطار آخر لنقل البضائع، وتسببه في مقتل شخص وإصابة العديد من المسافرين بجروح، بعضها بالغة، عرى عن الواقع المرير الذي تعيشه قطارات المغرب في ظل غياب أي رغبة في التواصل مع المسافرين. وبمعزل عن حالات الهلع التي سادت بين الركاب الذين كانوا على متن القطار الذي انحرف عن مساره، وجد باقي مستعملي القطارات أنفسهم أمام مسؤولين يفضلون سياسة البكم، ويتعاملون بمنطق المثل الشعبي «لا عين شافت لا قلب وجع»، بعد امتناع هؤلاء عن مد باقي المسافرين بأي معطيات حول الحادث الذي وقع، متجاهلين التزامات المسافرين ومواعيدهم التي لا تحتمل أي تأخير. المكتب الوطني للسكك الحديدية نفسه تعامل بنفس المنطق، ففي بلاغ لهذا الأخير أوضح أن الحادث نجم عن انحراف القطار عن سكته، واضطراره إلى التوقف عند مدخل محطة زناتة، مشددا على عدم وجود إصابات بين المسافرين، رغم أن الحادث نجم عن اصطدام قوي بين قطارين وسجلت على إثر ذلك حالة وفاة مؤكدة. هذا البلاغ، الذي نقلته القناة الثانية كما هو حين تحدثت عن عدم وجود ضحايا، يثير العديد من التساؤلات، ويكشف العجز التام للمكتب عن التواصل مع المواطنين، وتعامله بمنطق يعود إلى «سنوات الرصاص» في التواصل معهم، وهو ما يطرح تساؤلا كبيرا حول الدواعي الثاوية وراء امتناع المكتب عن التواصل مع باقي المواطنين ومدهم بالمعلومات، في عصر تسافر فيه المعلومة بسرعة الضوء؟!