البيضاويون يعولون على «اتفاقيات القرن» للتخلص من عباءة الماضي

تم ‬تخصيص ‬أزيد ‬من ‬33 ‬مليار ‬درهم ‬لتنفيذها ‬بالإضافة ‬إلى ‬2.8 ‬مليارات ‬للمخطط ‬الاستعجالي ‬

باحتساب ‬المبلغ ‬المخصص ‬للدار ‬البيضاء ‬في ‬إطار ‬المخطط ‬الاستعجالي، ‬أو ‬ما ‬يصطلح ‬عليه ‬في ‬قاموس ‬السلطات ‬العمومية ‬مخطط ‬عمل ‬الأولويات ‬وهو ‬2،8 ‬مليارات ‬درهم ‬لسنة ‬2014 ‬وكذا ‬المبلغ ‬المخصص ‬لتنفيذ ‬مخطط ‬تنمية ‬الجهة ‬المقدر ‬ب33،6 ‬مليار ‬درهم ‬تكون ‬بيد ‬المسؤولين ‬بالدار ‬البيضاء ‬ميزانية ‬ضخمة ‬مقدرة ‬بأزيد ‬من ‬36 ‬مليار ‬درهم، ‬وهو ‬مبلغ ‬بإمكانه ‬حسب ‬العديد ‬من ‬المصادر ‬تجاوز ‬أعطاب ‬الماضي.‬
فالدار ‬البيضاء ‬التي ‬كان ‬يعزو ‬فيها ‬المنتخبون ‬عدم ‬إنجاز ‬المشاريع ‬التي ‬ينتظرها ‬السكان ‬بفارغ ‬الصبر ‬إلى ‬ضعف ‬الميزانية ‬المخصصة ‬للمجلس ‬البلدي، ‬على ‬اعتبار ‬أن ‬الجزء ‬الكبير ‬منها ‬يتم ‬صرفه ‬كأجور ‬للموظفين، ‬أمامها ‬فرصة ‬لإنجاز ‬المشاريع ‬التي ‬يمكن ‬أن ‬تغير ‬من ‬وجه ‬هذه ‬المدينة، ‬شريطة ‬توفر ‬الإرادة ‬الحقيقية ‬للإنجاز، ‬كما ‬تقول ‬الكثير ‬من ‬المصادر.‬
وقال ‬عبد ‬الغاني ‬المرحاني، ‬باحث ‬في ‬الحكامة، ‬إن ‬المشاريع ‬التي ‬تنوي ‬الدار ‬البيضاء ‬إنجازها ‬في ‬غضون ‬السنوات ‬المقبلة، ‬والميزانية ‬المخصصة ‬لهذا ‬الغرض، ‬تعد ‬هدية ‬مجانية ‬مقدمة ‬إلى ‬الأحزاب ‬السياسة ‬التي ‬ستخوض ‬الاستحقاقات ‬المقبلة، ‬على ‬اعتبار ‬أنه ‬من ‬اللازم ‬على ‬هذه ‬الأحزاب ‬إدراج ‬هذه ‬المشاريع ‬في ‬برامجها ‬الانتخابية ‬في ‬الفترة ‬الانتدابية ‬المقبلة.‬
وأكد ‬عبد ‬الغاني ‬المرحاني ‬أن ‬الميزانية ‬المخصصة ‬لتنفيذ ‬مخطط ‬تنمية ‬جهة ‬الدار ‬البيضاء ‬تتعلق ‬بعشر ‬اتفاقيات ‬تم ‬توقيعها ‬مؤخرا، ‬والهدف ‬منها ‬هو ‬السعي ‬إلى ‬إحداث ‬مشاريع ‬جديدة ‬لكي ‬تتلخص ‬المدينة ‬والجهة ‬عموما ‬من ‬عباءة ‬الماضي ‬ومشاكله.‬
وأوضح ‬أنه ‬من ‬أجل ‬كسب ‬هذا ‬الرهان ‬لابد ‬من ‬الضرب ‬بيد ‬من ‬حديد ‬على ‬كل ‬المخالفات ‬أو ‬الاختلالات ‬التي ‬يمكن ‬أن ‬تظهر ‬على ‬السطح ‬من ‬حين ‬إلى ‬آخر ‬أثناء ‬إنجاز ‬هذا ‬المخطط، ‬الأمر ‬الذي ‬يحتاج، ‬حسب ‬المتحدث ‬ذاته، ‬فتح ‬باب ‬الاستماع ‬إلى ‬جميع ‬المتدخلين ‬وإلى ‬جميع ‬وجهات ‬النظر، ‬لاسيما ‬أن ‬مخطط ‬عمل ‬الألولويات ‬لسنة ‬2014 ‬انتابته ‬بعض ‬الاختلالات، ‬فالقضية ‬تحتاج ‬إلى ‬مقاربة ‬تشاركية.‬
وعن ‬حجم ‬الميزانية ‬المرصودة ‬للمشاريع ‬المستقبيلة ‬في ‬الدار ‬البيضاء، ‬أوضح ‬المصدر ‬نفسه ‬أن ‬المدينة ‬في ‬حاجة ‬إلى ‬أموال ‬أخرى، ‬لأن ‬الكثير ‬من ‬المشاريع ‬لم ‬يتم ‬إدراجها ‬ضمن ‬هذا ‬المخطط، ‬من ‬بينها ‬كل ‬ما ‬يتعلق ‬بالجانب ‬الروحاني، (‬المساجد ‬المقابر)‬، ‬إضافة ‬إلى ‬عدم ‬تخصيص ‬بنود ‬مرتبطة ‬بالأزمات ‬وعدم ‬إدراج ‬الملعب ‬الكبير ‬للمدينة ‬الذي ‬تبقى ‬العاصمة ‬الاقتصادية ‬في ‬حاجة ‬ماسة ‬إليه.‬
وشدد ‬المرحاني ‬على ‬ضرورة ‬إعمال ‬القانون، ‬وقال: "‬لابد ‬من ‬تطبيق ‬القانون ‬والشفافية، ‬لأننا ‬سئمنا ‬من ‬البرامج ‬التي ‬تبقى ‬طي ‬الصفحات ‬أو ‬المشاريع ‬التي ‬تبقى ‬رهينة ‬الماكيط ‬أو ‬التي ‬تتوقف ‬في ‬وسط ‬الطريق، ‬ولابد ‬من ‬موارد ‬بشرية ‬لها ‬قلوب ‬من ‬حديد ‬لا ‬تعرف ‬إلا ‬التطبيق ‬الحرفي ‬لهذا ‬المخطط ‬التنموي".‬
ومن ‬بين ‬الاتفاقيات ‬المضمنة ‬في ‬مخطط ‬تنمية ‬الجهة، ‬تحسين ‬النقل ‬العمومي ‬وتهيئة ‬الطرق ‬الحضرية ‬والبنيات ‬التحتية ‬وتحسين ‬السير ‬والجولان ‬وإعادة ‬هيكلة ‬الأحياء ‬ناقصة ‬التجهيز ‬وإنجاز ‬التجهيزات ‬العمومية ‬في ‬إطار ‬عمليات ‬محاربة ‬السكن ‬غير ‬اللائق ‬وتأهيل ‬البنيات ‬الثقافية ‬والرياضية ‬والترفيهية ‬وتهيئة ‬الشريط ‬الساحلي ‬للدار ‬البيضاء ‬الكبرى.‬