قضت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بفاس، ابتدائيا، بست سنوات سجنا نافذا في حق نجل مسؤول أمني بفاس اتهم بدهس سائق سيارة أجرة بسيارة والده الفارهة، على إثر خلافات نشبت بين الطرفين بسبب حادثة سير في الطريق، في شتنبر الماضي. وأسفرت عملية دهس سائق سيارة الأجرة الصغيرة عن إصابة هذا الأخير بجروح خطيرة، وبنزيف داخلي حاد، ولم تسعف العلاجات التي قدمت له في قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي الغساني، في إنقاذ حياته. بينما تدخلت عناصر أمنية لاعتقال المتهم، حيث تم تقديمه في حالة اعتقال للمحاكمة. ونشب الخلاف بين الطرفين على إثر حادثة سير في الطريق، حيث تمسك سائق سيارة الأجرة «سعيد درساني» بحقه في متابعة مرتكب المخالفة، ووعده هذا الأخير بإصلاح الأضرار التي لحقت بسيارة الأجرة، قبل أن يلوذ بالفرار، ما دفع السائق إلى ملاحقته، بغرض إيقافه، قبل أن يفاجأ بهذا الأخير وهو يصطدم به في وسط المدينة، ويجره لعدة أمتار، قبل أن يواصل سيره على متن السيارة التي كان يسوقها. وخلف الحادث غضبا في صفوف عدد من سائقي سيارات الأجرة، فيما أعاد إلى الأذهان عددا من الحوادث أبطالها أبناء مسؤولين نافذين غالبا ما يؤدي بهم التهور إلى ارتكاب حماقات في حق مواطنين بسطاء. وسجلت عناصر الشرطة، وهي تعاين جثة السائق بمستودع الأموات، انسلاخ الطبقة الجلدية للساعد، والكتف الأيمن، وخدوشا على مستوى قدمي المتوفى، وصرحت شقيقته ل»المساء» بأن أحشاءه أصيبت بأضرار جسيمة جراء عملية الجر التي تعرض لها وهو يحاول إيقاف المتهم، ما عجل بوفاته. وتوبع نجل المسؤول الأمني بتهمة «الإيذاء العمد الذي نجمت عنه وفاة دون نية إحداثه»، وتحدث عن حادثة سير جسمانية مع جنحة الفرار المؤدية إلى الموت. وقال المتهم، في محضر الاستماع إليه، إن الطرفين اتفقا بعد حادثة سير على تسوية الأمر بشكل ودي بينهما، لكنه عند وصولهما إلى شارع الحسن الثاني بوسط المدينة، فوجئ المتهم بسائق سيارة الأجرة، وهو يحاول نزع مفاتيح سيارته ويمسك بمقود السيارة، ما جعله ينطلق بالسيارة، حيث سقط الضحية أرضا، وتابع المتهم سيره بسيارته.