حلت، يوم أمس الأحد، ذكرى ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك قبل أربع سنوات، والتي أرادها الشعب المصري ثورة ضد الدكتاتورية وضد توريث الحكم، وهي الثورة التي شهدت إراقة دماء العديد من الضحايا الجدد، كان آخرهم شيماء الصباغ، مسؤولة العمل الجماهيري بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، التي سقطت قبل يومين وهي تحمل الورود في ميدان طلعت حرب في ذكرى ثورة يناير. أمس، مرت 4 سنوات على ثورة اعتقد الجميع أنها فرصة لينعم المصريون بالديمقراطية في بلد يحكمه العسكر من وراء الستار، لكن الجميع كان مخطئا بعدما تحول الحلم إلى كابوس مع عودة العسكريين، إلى الواجهة هذه المرة، عبر انقلاب على الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي، و«انتخاب» السيسي رئيسا لجزء من المصريين ممن يحسنون التصفيق ل«الريس» ويصدقون حكاية أنه يمكن أن يكون للعسكر «خريطة للطريق»، والتي أنزلت يوم 3 يوليوز وتحولت إلى دليل عملي للجرائم التي يرتكبها النظام في حق السواد الأعظم من الشعب بدعوى تطهيره من المارقين. تحل الذكرى الرابعة، أيضا، والمصريون عاجزون عن استيعاب كيف استطاع مبارك وأبناؤه نيل البراءة من كل التهم التي كانت سببا في اندلاع الثورة، وكيف اختيرت عشية الثورة موعدا لزف الخبر، كنوع من السخرية أو مكر التاريخ، بالإضافة إلى الأخبار التي تتحدث عن رغبة جمال مبارك في الترشح إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة، مما يؤكد تحول الثورة مع العسكر إلى نكسة جديدة.