أكدت مجموعة من العلماء اليابانيين أن تقلص ثقب الأوزون فوق القطب الجنوبي قد يجعله يختفي نهائيا بحلول عام 2050 بسبب انخفاض مركبات الكلوروفلوروكربون والغازات الأخرى التي تؤدي إلى تآكل طبقة الأوزون. وتراقب الأقمار الصناعية والمحطات الأرضية ثقب الأوزون فوق القطب الجنوبي منذ اكتشاف وجوده في الثمانينيات من القرن الماضي. وكشفت منظمة الأممالمتحدة في وقت سابق هذا العام أن ثقب الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية اتسع ليقترب من الوصول إلى أقصى اتساع له، مشيرة إلى أن 20 عاما من السيطرة على التلوث لم يكن لها إلا تأثير ضعيف حتى الآن. ويبلغ ثقب الأوزون الآن أقصى درجات اتساعه لكنه من المرجح أن يبدأ في الانكماش تدريجيا حوالي عام 2020 ليختفي بحدود العام 2050. ويؤكد العلماء أن الثقب سيحتاج إلى وقت أطول كي يختفي بسبب مخزونات المواد الكيميائية التي تؤدي إلى تآكل الأوزون، والتي توجد في أجهزة الثلاجات والتبريد القديمة والتي يعتقد أنها أكبر مما يتوقع. وأوضحت ناسا أن مساحة ثقب الأوزون وصلت، هذا العام، إلى ثمانية وعشرين مليونا وثلاثمائة ألف كيلومتر مربع، مما يعني أن الثقب أصبح يعادل ثلاثة أضعاف مساحة الولاياتالمتحدة، بعد أن كان حجمه قد سجل قبل سنتين رقما أقل من ذلك بكثير. وقد أصيب علماء وكالة الفضاء الأمريكية, الذين يعكفون على دراسة طبقة الأوزون منذ السبعينيات, بالصدمة من الزيادة الكبيرة في حجم الثقب. وتلعب الأشعة فوق البنفسجية, التي تمر إلى الأرض, دورا رئيسيا في تكوين الأورام الجلدية، وهي النوع الأشد خطرا، وهذا يعني حدوث ما يقدر بحوالي 300 ألف حالة سرطان جلد سنويا، وستكون حصة الولاياتالمتحدة فقط ما يقرب من 180 مليون حالة خلال ثمانين سنة. ويؤدي نفاذ الأوزون بمعدل 10 في المائة إلى إصابة حوالي 1.7 مليون شخص سنويا بالسرطان نتيجة تعرضهم للأشعة فوق البنفسجية، إضافة إلى إصابة العين بمرض الماء الأزرق، لعدم قدرتها على مقاومة هذه الأشعة، كما أن الكميات المتزايدة من الأشعة فوق البنفسجية، والتي تخترق طبقة الأوزون، تضعف فعالية جهاز المناعة عند الإنسان، وهذا ما يجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية، الناتجة عن الفيروسات مثل الجرب، وكذلك الناتجة عن البكتيريا كمرض السل، والأمراض الطفيلية الأخرى.