وضع محمد بن عبد الرحمان البشر، السفير السعودي بالمغرب، حدا للشائعات الرائجة بخصوص منع المسنين والأطفال، الذين تقل أعمارهم عن 12 سنة، من أداء مناسك العمرة والحج. وقال البشر، في اتصال مع «المساء»، إن اجتماع وزراء الصحة بالقاهرة لم يصدر عنه أي قرار إلزامي يقضي بمنع هذه الفئات العمرية من أداء العمرة أو الحج، وإنما الأمر يتعلق فقط ب«نصيحة طبيبة» موجهة إلى الراغبين في الحج خوفا على صحتهم. والدليل على ذلك، حسب السفير السعودي، أن سفارة المملكة العربية السعودية بالرباط منحت تأشيرتها لمغاربة تزيد أعمارهم عن 65 عاما احتراما لرغبتهم في أداء مناسك العمرة. ونفى عبد الرحمن البشر أن يكون هناك أي انخفاض في عدد المعتمرين المغاربة، مشيرا في هذا السياق إلى أن سفارة بلاده تمنح كل أسبوع حوالي 8000 تأشيرة، وهو ما يعني، حسب المتحدث نفسه، أن الإقبال على العمرة من قبل المغاربة لم ينخفض، بل ظل محافظا على معدله مثل السنة الماضية. وحصل حوالي 3000 مغربي، أول أمس، على تأشيرة خاصة بالعمرة من السفارة السعودية، حسب السفير السعودي. وبخصوص موسم الحج، أكد السفير السعودي أن الإجراءات المتعلقة بهذه الشعيرة الدينية لا تتضمن أي مستجدات، باستثناء إجبارية اللقاح الخاص ب«أنفلونزا الخنازير» في حال توفره قبل موسم الحج. هذا، ولوحظ أن المغاربة المسنين يقبلون على طلب تأشيرة أداء العمرة من السفارة السعودية بالمغرب، بالرغم من قرار وزراء الصحة العرب القاضي بعدم السماح لكبار السن ممن تزيد أعمارهم على 65 سنة والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 سنة بتأدية الحج والعمرة خوفا من انتشار وباء «أنفلونزا الخنازير». ومن جهة أخرى، أكد مصدر من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن تنظيم موسم الحج والعمرة لم يشملهما أي تغيير بخصوص شروط السن، إذ لم يصدر أي قرار يمنع الذين تفوق أعمارهم 65 سنة، مشيرا إلى أن المغرب مازال يحتفظ بنفس الكوطا المخصصة له من مقاعد الحج والبالغة حوالي 32 ألف شخص. وكانت وسائل إعلام قد نقلت أن وزراء الصحة العرب، الذين شاركوا في اجتماع لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة، قد اتفقوا على عدم السماح لكبار السن ممن تزيد أعمارهم على 65 عاما والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 سنة بتأدية الحج والعمرة خوفا من انتشار وباء «أنفلونزا الخنازير». كما تضمن القرار أيضا عدم السماح للمصابين بأمراض مزمنة بأداء الحج والعمرة هذه السنة. غير أنهم أشاروا إلى أن القرار يجب أن تقره حكومات وزراء الصحة، بما في ذلك الحكومة السعودية، رغم أن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية حسين الجزائري قال «إنه من المرجح أن تجري الموافقة عليه». وخلفت هذه الأخبار استياء في صفوف المرشحين لأداء موسم الحج والعمرة، والذين اعتبروا أن ما صدر عن وزراء الصحة العرب قرار ملزم، لذلك سارعوا إلى طلب استرداد أموالهم من وكالات الأسفار، وهو ما خلف ارتباكا دفع الوكالات إلى تشكيل خلية أزمة، حسب بلاغ للجامعة الوطنية لوكالات الأسفا وأكدت وزارة الصحة المغربية أول أمس الثلاثاء ثمان إصابات جديدة بأنفلوانزا الخنازير ليرتفع عددها الإجمالي في المغرب إلى 71. وتخص الإصابات الجديدة مغاربة قادمين من كندا وإسبانيا والسعودية إلى المغرب. وأفادت الوزارة أن 62 شخصا من المصابين ال 71 غادروا المستشفيات بعد أن تعافوا. وأضافت أن المصابين التسعة المتبقين ما زالوا يتلقون العلاج، لكن حالتهم ليست في خطر. وأعلنت الحكومة المغربية في 24 يوليوز الماضي أنها خصصت حوالي 400 مليون درهم لتمويل برنامج «وقاية ضد أنفلونزا الخنازير» أطلق في مايو. وكانت الحكومة وضعت في الرابع من مايو تحت تصرف وزارة الصحة 850 مليون درهم لتنفيذ برنامجها. وأفادت الحكومة أن هذا المبلغ الإضافي سيسمح ب«تعزيز المراقبة الوبائية وتعزيز وسائل التكفل بالمرضى وتوفير اللقاحات ضد هذا المرض المعدي». وأضافت أن برنامج مكافحة أنفلونزا الخنازير ينص على القيام ب»حملة توعية اجتماعية».