ألف الجمهور الفرنسي صوته الرخو، المخنث، الحالم، العندليبي، وهو يرتل على القناة الخامسة أو الثانية مثلا في برنامج «نجوم-نجوم»، حكايات المشاهير من أقطاب السينما أو الفن. يحيك ويخيط مصائر ممثلات هوى نجمهن تحت مفعول الكوكايين أو المخدرات الصلبة. عرفن الخيبة بعد المجد. تآكلن من الداخل بفعل العزلة وهجر الأصدقاء والجمهور. كانت لفريدريك ميتران قدرة هائلة على صقل هذه المصائر وصبها في قوالب مشوقة، أخاذة ولكأنه شهرزاد تروي وتلطف من هول الليالي بغواية من نور. أصبح لفريديريك ميتران، بفضل روافده السينمائية والثقافية المتينة، كروائي، ومخرج سينمائي، ومسير لشبكة من القاعات السينمائية مثل «الأنتروبو»، دور إعلامي وثقافي رئيسي في المشهد الثقافي الفرنسي. عمل مندوبا مساعدا خلال تظاهرة سنة المغرب في فرنسا. بعد تبوئه منصب مدير «فيلا ميديسيس» بروما، عينه الرئيس نيكولا ساركوزي في يونيو 2009 وزيرا للثقافة والإعلام. بعد خمسة أشهر من هذا التعيين على رأس الوزارة، الذي أثار هجمات عنيفة من طرف الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي اعتبر قبوله للمنصب خيانة وتلطيخا لاسم ميتران، استدركه ماضيه البعيد ليحطه في قلب إعصار سياسي لم تهدأ تداعياته بعد: ألا وهو تعاطيه اللواطية وكتابته عن السياحة الجنسية اللذين تضمنتهما سيرته الصادرة عام 2005 في عنوان «حياة دنيئة»، صدرت عن منشورات روبير لافون في طبعتها الأولى قبل أن تصدر في سلسلة الجيب من 371 صفحة. بدأت الحكاية ب»خرجة « الوزير في قضية رومان بولانسكي، لما صرح مدافعا عن هذا الأخير، قائلا إن توقيفه سلوك «بشع للغاية وبسبب قضية قديمة وبلا معنى». استغلت الجبهة الوطنية التي يتزعمها جان-ماري لوبان، هذا التصريح لتطرح ابنته لوبان أمام الجمهور في أحد البرامج التليفزيونية مقتطفات موضبة من السيرة الذاتية ولتطالب باستقالته من الوزارة. على هدي مارين لوبان، ابنة جان-ماري، تدخل الاشتراكي بونوا هامون، مشيرا إلى أنه «من المخجل أن يبرر رجل تحت غطاء حكاية أدبية السياحة الجنسية» وتدخلت من بعدهما على خط الأنترنت عدة مواقع إلكترونية للتنديد بالاتجار السياحي الجنسي للأطفال. ارتسمت ثلاثة معسكرات: الأول بزعامة الجبهة الوطنية التي تطالب باستقالة الوزير، والمعسكر الحكومي المساند لميتران، والثالث معسكر متذبذب يضم أغلبية اشتراكية. سجال حول كتاب لم يقرأه الكثيرون بدأت الحكاية تتناسل بالكشف عن مشاركة فريدريك ميتران في شريط وثائقي باسم «صديقي رشيد» يحكي علاقة غرامية بين شابين. ولمدة أسبوع، بعد فضيحة وزير الداخلية الفرنسي، الذي أطلق مزحته الثقيلة في حق مناضل من أصل عربي، جاءت فضيحة وزير الثقافة لتشغل السجال وتعاليق مانشيتات الصحافة الفرنسية، بل الدولية. غير أن النقاش دار ويدور حول موضوع يتم النقاش فيه بالسمع والمحاكاة من دون دراية بما كتبه حقا فريدريك ميتران، أي أعيد تكرار جمل سبق أن أدلى بها الوزير بعيد صدور الكتاب مثل ما صرح به لجريدة «ليبيراسيون» عام 2005، حين قال: «الرحلة التي غيرت حياتي تبقى رحلتي إلى تايلاندا، وذلك لسهولة الجنس فيها». لكن العديد من المتساجلين في الموضوع لم يقرؤوا الكتاب لا حين صدوره ولا حين إعادة طبعه. وعليه يدور النقاش حول سوء تفاهم. لوضع الكاتب في إطار تعريفي، نشير بدءا إلى بعض المحطات التي تعرفنا بالمسار المتشعب والمتذبذب أحيانا للكاتب. ولد فريدريك ميتران عام 1947 في باريس. حصل على دبلوم بمعهد الدراسات السياسية لباريس. عمل أستاذا للتاريخ، الجغرافيا والاقتصاد ما بين 1968 و1971. دفعه ولهه بالسينما إلى إنشاء سلسلة قاعات مثل قاعة الأولمبيك والأنتروبو. بدءا من عام 1981، أنتج ونشط عدة برامج تليفيزيونية. ثم أنجز عدة أشرطة وثائقية وفيلمين طويلين : «رسائل حب من الصومال» عام 1981 و»مدام بوتورفلي» سنة 1995. كتب نصوصا تاريخية وسير ذاتية، وأصدر عام 2005 كتاب «حياة دنيئة»، وهي رواية مستوحاة من تجربته الشخصية. وستصدر في أمريكا العام القادم الترجمة الإنجليزية للكتاب. بعد تقلده مديرية أكاديمية فرنسابروما، المعروفة بفيلا ميديسيس، عين فيريديريك ميتران من طرف نيكولا ساركوزي وزيرا للثقافة والتواصل في يونيو 2009. عند صدور هذه السيرة عام 2005 جاءت الردود النقدية للصحافة جيدة. ترجمتها المبيعات التي وصلت 190,000 نسخة، وهو عدد جيد لا تصله أعمال بعض كبار الروائيين. حينها لم يعر أحد انتباها للمغامرات الجنسية للكاتب ولا لرحلاته المغاربية أو الآسيوية. استقبل النص على أنه سيرة ذاتية لشخص قام بعملية بوح جنسي، وهو شيء مألوف ولا يستحق الوقوف مطولا عند تفاصيله. كان ذلك في وقت كانت فيه صورة فريدريك ميتران لصيقة بالوسط الفني للمشاهير. لكن تحمله مسؤولية وزارية، وعلى رأس وزارة المفروض فيها الرقي بالثقافة إلى مستوى معرفي وجمالي محايد وصحي، يتعارض والمواقف والقناعات الشخصية، لأن الثقافة هنا سياسة، ثم إن مساندته الحماسية لرومان بولانسكي مرت وكأنها تشريع للاغتصاب ومن ثم إباحة للواطية والشذوذ الذين مارسهما عن قناعة. ميتران الابن الروحي لبايار باولو بازوليني «حياة دنيئة» نص بلا جنس محدد. يتراوح بين السيرة الذاتية والتخييل الشاعري الجامح. ينهل من التجربة الشخصية والمعيش البئيس لأشخاص صادفهم أو تعرف عليهم الكاتب خلال حياته «البوهيمية»، التي أرادها شبيهة بمغامرات اللواطيين والشاذين من كبار كتاب الرواية، المسرح، السينما، أمثال بازوليني، جان جونيه، أندريه جيد الذي يعتبره أباه الروحي. وفي طيات حلمه نقف عند الرغبة الجامحة لرجل يراوده حلم الانغماس في ملذات مواخير متسخة تعبق بروائح العرق والعراك والتبغ الرخيص والنبيذ. خيبة الجنس في المغرب العربي وبالاستناد إلى هذا النص الذي يرسم أحد عشر بورتريها لشخصيات لعبت دورا حاسما في حياته، نساء ورجالا، لعبت تونس والمغرب دورا مميزا في حياته ومساره. وقد خصهما بفصول وفقرات أخاذة وقوية. في النص الأول بعنوان «طفولة» الذي يستهل السيرة، يعود الكاتب إلى تونس ليحكي محاولة تبنيه طفلا تونسيا في الثامنة من عمره. بعد تبنيه الأخ الأكبر، الذي انتهى بالانغماس في ملذات العلب الليلية، أراد أن ينتشل من الفقر، الأخ الأصغر، وبدأت عملية الإغراء: من إهدائه كرة القدم إلى دراجة هوائية، إلى أخذه إلى جانبه على متن السيارة في جولة حول المدينة. في دواخل الكاتب ثمة رغبة لامتلاك الطفل، تحويله إلى ملكية خاصة. «المؤكد أنني لم أمح من خاطري حلم امتلاك الطفل كلية. لكن الحلم لا يعدو كونه فانتازم». وفي أحد المشاهد وهو برفقة الطفل داخل السيارة، تقدمت منه سيدة مسنة وبلهجة تهجمية خاطبته: «هل أنت منبسط أن يكون طفل وسيم إلى جانبك؟ ألا تشعر بالخجل لتلطيخك أطفالا أبرياء؟». بعد إجراءات التبني وإعداد الأوراق، سافر الكاتب رفقة الطفل إلى باريس، وبدأ شوط آخر لم يكن في الحسبان: تشرذم الطفل العاطفي والنفسي في بيئة لم يقدر على التأقلم معها. وللتخفيف من غربته، وضع الكاتب رهن إشارته خادمة مغربية بمواصفات الطيبوبة والحنان. لكن الطفل رفض التعامل معها لأنه رفض أن تحل مكان والدته. وهكذا فقد الشهية، تمكن منه اليأس، وبدأ يتبول في الفراش...يصف الكاتب في صفحات مثيرة تألمه من هذا الجفاء وألم الطفل الذي لم يقدر على نسيان والدته. أمام هذا الوضع المأزقي، صاحب الكاتب الطفل إلى عائلته. الإحراج المتأتي من هذا النص مرجعه الغموض الذي يكتنف علاقة الطفل بالكاتب: هل يبحث هذا الأخير عن أبوية ضائعة أم يبحث عن حضور صبي إلى جانبه، حتى وإن كانت نظرته مجردة؟ لكن نخلص إلى أن هذه العلاقة، سواء كانت أبوية أو غرامية، منحرفة ومحكوم عليها بالفشل بحكم التباين الثقافي والعاطفي، وبحكم التمايز في النظرة وكذا في الطبيعة الارتشائية التي قامت عليها. أما فيما يخص المغرب، فعلاقة فريدريك ميتران ليست علاقة سياحية، بل تاريخية بحكم قضائه، وعلى فترات، عطلا مدرسية بالمغرب، إلى جانب والدته لما كان في الثانية عشرة من عمره. الشارع المغربي يطفح شهوانية حين طلقت والدته، التحقت بزوجها الذي كان يعمل بالمغرب وتحديدا بمدينة الجديدة، مازاغان سابقا. غير أن الشاب شعر آنذاك بأن هذا الزواج مهزوز من الأصل. على أي، وفر له هذا «الاغتراب» مناسبة للالتحاق بوالدته وإخوته خلال العطل ومقاربة حياة المغتربين من الفرنسيين، وهي حياة تقوم على التقوقع على أنفسهم وكأنهم يعيشون في «أكواريوم». كان ذلك غداة استقلال المغرب. كانت علاقة الفرنسيين بما كانوا يسمونهم «العرب»، منعدمة باستثناء الخدم، أو المغاربة من الأثرياء الذين يشبهونهم. في المسابح، ملاعب التنس تتفتح الأجساد، تبدي عن عريها. لكن الكاتب يأسف لغياب «أجساد عربية» في هذه الأمكنة المقفلة. «غياب العرب عن هذه الأمكنة شيء لا يطاق. بقدر ما نحتقرهم بقدر ما نحس بلمسات حركاتهم على أجسادنا». وفي معرض حديث الفرنسيين، يتحول «العرب» إلى مصدر للخوف وللرهبة. «لم تكن عائلتي تشعر بأدنى سوء نية تجاههم كما كان عليه الحال في أوساط أغلبية العائلات التي عاشت ضمن الغطرسة الكولونيالية والتي تنتصب بسرعة لضمان امتيازاتها». وعلى الرغم من الخوف المصطنع يخرج الفتى إلى «الشارع العربي»، ليحس أنه يطفح ملذات وشهوانية. في واجهات المقاهي حيث الزبناء كلهم من الرجال، في لعبة كرة القدم بين الأطفال في ساحات معزولة ومغبرة، لدى ماسحي الأحذية وأصحاب الحرف الصغيرة الذين يتشبثون بتلابيب السياح. «إنها أشياء بجاذبية قوية» يشير الكاتب. فرصة أخرى تقربه من «العرب» ألا وهي المطبخ. يتحدث ميتران عن الغموض الذي شعر به تجاه تصرفات الطباخ الأسود الذي كان يعمل لدى والدته: بدأ هذا الأخير في مغازلته عبر همزات ثم بوضع قبلات على خده. طباخ آخر، لكنه مسن، يطفح طيبوبة، كان يأخذه على دراجته الهوائية ليطوف به أمكنة من المدينة. كان شعوره أنه تحت حماية جده، في وقت سرب فيه الفرنسيون دعاية اختطاف الأطفال الفرنسيين من قبل «عرب متطرفين». كانت مدينة الجديدة إحدى المدن التي «انفتح» فيها جسد الشاب، تأتي بعدها مدن أخرى مثل مايوركا، باريس، روما، أثينا،وفي كل مرة كان يزج بجسده في قلب مغامرات تنتهي حلقاتها بالتراجع أو الفرار. وهو في اليونان رفقة شلة من أصدقائه لقضاء عطلة الصيف، ينزل إلى شاطئ المدينة وحيدا فيتعرف على رجل من أصل إنجليزي-إرلندي، مفتول العضلات، بوهيمي. ينام في كوخ من خشب على الشاطئ، يحمل بندقية من نوع وينشيستر، ويقضي لياليه في قراءة هنري ميلر، جيمس جويس، والشعراء الإغريق. يعرض عليه الرجل أن يذهبا معا إلى الحقل المجاور. وهما في الطريق، تتملك الشاب مشاعر الخوف والحيطة ويسلم قدميه إلى الريح. يلاحقه البوهيمي وهو يرشه بعيارات من بندقيته. بعد مغامراته الاعتباطية، وحسب المناسبات، يعرف مرحلة يصبح فيها دفع المال عاملا مقننا ومنظما لعلاقاته الجنسية. أولا في فندق مدام مادلين بحي البيغال في باريس حيث تلبى أهواء «الزبون» تحت الطلب. بعد هذه المرحلة تأتي المرحلة الآسيوية وبها يعثر ميتران على ضالته الجنسية. وفي هذا الصدد، يشير إلى أن السفر إلى تايلاندا، بانفاتحها الجنسي، غيرت حياته...على الرغم من علاقاته القوية بتونس والمغرب، لا يشعر بنفس الراحة والمتعة الجنسية التي يشعر بها في دول آسيا، وخاصة في أمكنة مثل بانغ كوك...في المغرب العربي، يتعامل التونسي أو المغربي مع الرجال كما لو كانوا نساء، أي بفحولة وحقد. ويأتي ميتران على ذكر علاقة جمعته مع عامل مهاجر مغربي، مارس معه الجنس بكيفية عنيفة قبل أن يسرب له مرضا معديا لم يتخلص منه إلا بعد أشهر. «النعيم» الجنسي في التايلاند في آسيا يشير ميتران إلى أن ثمة أعرافا يتزاوج فيها المال والجنس بنوع مقنن وكل واحد يقوم بدوره بلا خداع ولا نفاق. وفي فصل بعنوان «بيرد» BIRD «، يحكي فريديريك ميتران عن انغماسه في عالم سفلي يبعث ظاهريا على الخوف، لكن الكاتب لا يتردد في خوض رحلته إلى المنتهى، لإشباع نهمه الجنسي مع غلمان امتهنوا البغاء لإعالة عائلاتهم التي تعيش بؤس الضواحي والهوامش. يتقدم هؤلاء الغلمان كل مساء في ثياب متلألئة وفاقعة اللون، مفصلة على مقاساتهم وغالبا ما تخنق لضيقها أجسادهم النحيفة. لكل رقمه واسمه الشاعري المستعار. يطوفون وكأنهم عارضو أزياء أمام زبائن مسنين، وافدين من أستراليا، ألمانيا، إيطاليا، فرنسا، وبأيديهم لوائح تحمل أرقامهم وأسماءهم المستعارة. ويقع اختيار الكاتب على غلام باسم «بيرد» (الطائر) يخرجان من العلبة في اتجاه الغرفة المخصصة لهما. هناك يقوم كل واحد بدوره ليشعر الكاتب بالعذوبة، اللذة ثم بالحب تجاه هذا الفتى الذي يتفانى في علاقة عابرة لأنه ينظر إلى الأجساد كمجرد أرقام. «يتقدمني الفتى في الليل ببضع خطوات. يرتدي بنطلون بلون غامق، ضيق على طول الساقين، لكنه رتب بإحكام على خاصرته. يلتصق قميص قطني أبيض بتقاسيم ذراعيه وفقره العمودي. يلبس ساعة من نوع سواتش... مشيته خفيفة، هيئته هادئة، يرشح جمالا. فتى صاف ولا يشوبه أي عيب. وهو يسير، لا تصدر عنه أي التفاتة. يعرف أنني أسير خلفه، ويخمن بلا شك بأنه في هذه اللحظة التي أرقبه جانبيا عن قرب ومن دون أن ألمسه، أنني فريسة لذة عنيفة، له دراية بذلك. إنه الرابع منذ البارحة مساء. رغبت أن ألجأ إلى خدمات ناد لم أكن أعرفه قبل أن أصل إلى الفندق، ومن الوهلة الأولى أثار انتباهي. كان واقفا مثل الآخرين على خشبة القاعة، ولما نودي على اسمه ضحك كما لو ربح في لعبة اللوطو. يصلان إلى الغرفة ليقدم الكاتب وصفا دقيقا لمناخها، ولحركات الفتى لما يزيل ثيابه : تطرح هذه السيرة العديد من المفارقات: في الوقت الذي يتحدث فيه الكاتب بعبارات لا مواربة فيها عن «سوق الغلمان» الذي يتسوق منه بأثمنة مرتفعة، يعرب في نفس الوقت عن تعلقه بالفتيان الذين يمارس معهم الجنس. وفي الوقت الذي يندد بمظهرية الشواذ الجدد وبحماقاتهم، يخرج على رأس الغاي- برايد، وهو وزير للثقافة. يشعر بالنشوة البدائية وتفترسه في نفس الوقت مشاعر الذنب والوعي الشقي. يستنكر لواطية الغلمان ويبرئ ساحة المغتصبين من نوع رومان بولانسكي. وعليه يبدو بوحه متذبذبا وغير صادق، من دون أن ينتقص هذا من قيمة عمله الذي يبقى سيرة بكثافة جمالية وسردية رفيعة.