قضى فريق حسنية أكادير على آخر أمل لفريق الرجاء في التنافس على لقب البطولة «الاحترافية» بعد أن هزمه أول أمس الأربعاء، بملعب محمد الخامس بهدفين لواحد في مباراة مؤجلة عن الجولة 21، حيث أصبح الفارق بين الرجاء والوداد 12 نقطة بالتمام والكمال. مباشرة بعد الهزيمة التي جعلت أصوات غضب جمهور الرجاء تتعالى، وتوجه اتهاما صريحا لرئيس الفريق محمد بودريقة، خرج الأخير في واحد من تمظهرات الأزمة ليعلن استقالته من المكتب الجامعي، حيث يشغل مهمة نائب أول للرئيس، مرجعا استقالته إلى ما أسماه «الحملة الشرسة و الممنهجة التي طالت الرجاء منذ فترة ليست بالقصيرة، ومنها الظلم التحكيمي الذي تعرض له الفريق في كثير من المباريات»، و»أنه قرر الاستقالة حتى يتخلص من ازدواجية المهام عضو جامعي ورئيس، وحتى يتسنى له الدفاع عن مصالح فريقه، ولا يتهم باستغلال النفوذ»، قبل أن يعلن عن عقد جمع عام استثنائي للفريق يوم 5 يونيو المقبل، وصفه ب»التاريخي» وقال إن قرارات غير مسبوقة ستتخذ فيه. من يقرأ بيان بودريقة سيعتقد للوهلة الأولى أن الحكام والجامعة هم سبب كل البلاء الذي حل بالرجاء هذا الموسم، وأن بودريقة ومكتبه المسير لا يد لهم في كل ما حل بالفريق، وأن دائما هناك طرف خارجي هو الذي يخطط لنسف الرجاء. عندما نعود لنتائج الفريق في البطولة، سنجد أن الرجاء يتوفر اليوم على 33 نقطة، وأن هذه ربما المرة الأولى في العشر سنوات الأخيرة التي يخسر فيها الرجاء، وقبل حتى أن ينتهي الموسم 8 مباريات دفعة واحدة، منها ثلاثة بملعبه أمام كل من المغرب التطواني وحسنية أكادير والدفاع الجديدي، ناهيك عن أن الرجاء خسر هذا الموسم بحصص عريضة، كما هو الحال عندما انهزم أمام الحسنية بخمسة أهداف لثلاثة أو أمام الدفاع الجديدي بثلاثة أهداف لصفر، كما أن نسبته العامة ليست جيدة، إذ سجل 30 هدفا واستقبلت شباكه 25 هدفا، مما يعني أن الفريق لا يتوفر هذا الموسم بالتحديد على مسار البطل الذي بإمكانه أن يتوج باللقب. إذا كان الرجاء وصل اليوم لهذا الوضع، فلأن الكثير من القرارات الخاطئة قد اتخذت، منها الاستغناء عن المدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة وهو الذي كان يتصدر البطولة بسبع نقاط من ثلاث مباريات، ومنها كذلك تسريح لاعبين مازال الفريق في حاجة إليهم، وانتداب آخرين لم يقدموا الإضافة، وحالة الانفلات الموجودة داخل المجموعة، ناهيك عن المزاجية والانفعال اللحظي في تدبير أمور الرجاء، أما القول إن سبب أزمة الرجاء هو الجامعة أو الحكام، فهذا من قبيل «تصريف الأزمة» وهو الأمر الذي يحسن القيام به الفاشلون فقط، وليس أصحاب الرؤية والتصورات.