"أجد صعوبة كبيرة في إيجاد مكان لركن سيارتي في وسط مدينة الدارالبيضاء، فالوقت الذي أستغرقه لإيجاد مكان لركن سيارتي يفوق الوقت الذي أقطعه بين المنطقة التي أقطن فيها ومقر عملي، بهذه الشهادة التي تلخص حجم المعاناة الكثيرة التي يتخبط فيها المواطن البيضاوي مع الإشكال المتعلق بمرائب السيارات وسط المدينة، يتأكد أن العاصمة الاقتصادية لم تستطع أن تتخلص من عبء الماضي بخصوص هذه القضية، بل إن المشكل استفحل وأصبحت العديد من المناطق الأخرى كالحي الحسني والبرنوصي واسباتة وسيدي عثمان وغيرها تعرف المشكل نفسه. القضية المتعلقة بمرائب السيارات في الدارالبيضاء ترجع، حسب مصادر متعددة، إلى الأعطاب التي عرفتها المدينة في السنوات الأخيرة، إذ لم تؤخذ هذه القضية على محمل الجد، فعدد السيارات تضاعف بشكل مهول دون أن يواكب ذلك تصور لحل هذه الإشكالية. الصعوبة التي يعانيها المواطن البيضاوي لركن سيارته جعلت هذه القضية تدخل ضمن مخطط تنمية الجهة الممتد بين 2015 و2020، إذ تم تخصيص حوالي 400 مليون درهم لإنجاز مرائب علوية للسيارات، إلا أنه لحد الساعة لم يتم الإعلان عن تفاصيل هذا المشروع، باستثناء أنه يدخل ضمن مخطط تنمية الجهة الممتد بين 2015 و2020، بالإضافة إلى إحداث أنفاق في شارعي الزرقطوني وغاندي، وعرفت العاصمة الاقتصادية إحداث نفقين في السنتين الأخيرتين، إلا أن ذلك لم يساعد على التخفيف من حدة الاكتظاظ اليومي الذي تعرفه مدينة تتوسع بشكل مريب شمالا وشرقا، فعدد السيارات في الدارالبيضاء تطور في العشرية الأخيرة بشكل لافت، بعدما كان عددها لا يتعدى 300 ألف سيارة في نهاية القرن الماضي، وأصبح هذا الأمر يثير الكثير من الإشكاليات المرتبطة بالنقل والتنقل وعلى رأسها إشكالية مرائب السيارات. وسبق لمصدر أن أكد ل"المساء أن مشكل النقل والتنقل في العاصمة الاقتصادية، والذي يعد واحدا من الإكراهات التي تتخبط فيها المدينة يحتاج إلى تصور شامل وخطة متكاملة الأطراف، يشارك فيها جميع المتدخلين في هذا القطاع، لأن الوضعية الحالية ستؤثر بشكل كبير على مستقبل المدينة التي تسعى إلى أن تتحول إلى قطب مالي في أفق السنوات القليلة المقبلة، ومن غير اللائق أن تظل أزمة الاكتظاظ وقلة مرائب السيارات تخيم على المشهد العام في المدينة. وخلال الحديث عن مشروع الخط الأول ل"الطرامواي" تم الحديث عن ضرورة إحداث مرائب نموذجية للسيارات في المحطات الرئيسية ل"الطرامواي" إلا أن هذا المشروع ما يزال معلقا، حيث ظهرت فقط مرائب عشوائية يضطر العديد من المواطنين لركن سياراتهم بها تفاديا "لصداع الراس" في الطريق، كما يقول أحد المواطنين.