أجل عماد متعب، مهاجم المنتخب المصري الذي يلقب بالعمدة حلم الجزائريين في الوصول إلى نهائيات مونديال جنوب إفريقيا 2010، بعدما تمكن في الوقت الضائع من عمرالمباراة من تسجيل الهدف الثاني الذي يعني ضرورة لجوء الطرفين الجزائري والمصري إلى مباراة فاصلة، بعد غد الأربعاء، بملعب أم درمان بالخرطوم السودانية، وبذلك يكون المصريون قد نجحوا في المهمة الأولى بعدما كان الجميع يتكهن بحجز المنتخب الجزائري ورقة المرور إلى مونديال عالمي ظلوا يترقبونه أربعة وعشرين سنة، ويفشل بذلك المنتخب الجزائري في الثأر من نظيره المصري الذي بدد آماله سابقا في بلوغ كأس العالم عام 1990 بإيطاليا في موقعة حاسمة مشابهة على نفس الملعب، حينها مر المصريون إلى مونديال إيطاليا. وأكدت عدة صحف جزائرية صادرة، أمس الأحد، أن عماد متعب استغل خروج المدافع رفيق حليش الذي اضطر إلى مغادرة الميدان بعد تأثره بالإصابة، التي ألمت به نتيجة حجارة طائشة من بعض المحسوبين على الجمهور المصري، في حين اعتبرت الصحافة المصرية أن الهدف جاء ليؤكد قوة المنتخب المصري الذي عاد من بعيد واستطاع تذويب الفارق بل كان قريبا، حسب تعبيرهم، من كسب ورقة الترشح إلى مونديال جنوب إفريقيا صيف السنة المقبلة. وعرفت المباراة حضورا جماهيريا كبيرا، وإقبالا إعلاميا واسع النظير، بل إن المنتخب الجزائري سانده جمهور واسع من خارج القاهرة، فالمغرب، مثلا، تحول إلى مساند أساسي للاعبين الجزائرين، حيث بات يعتقد أن المقاهي المغربية تضم جالية جزائرية، وهي بالأحرى ليست إلا حناجر جماهير مغربية رأت في الكرة الجزائرية ذلك الظل الذي ينسيها مرارة إقصاء كرة القدم المغربية من المونديال العالمي وكأس أمم إفريقيا. وعقب نهاية المبارة صرح مساعد مدرب مصر شوقي غريب في مؤتمر صحافي قائلا»المباراة كانت مُمتعة للجهاز الفني والجماهير واللاعبين.. يجب أن نشكر الفريقين على هذا اللقاء.» وأضاف «منتخب الجزائر كانت لديه رغبة كبيرة في الفوز والتأهل إلى كأس العالم مما زاد من صعوبة الأمر، المباراة لا تنتهي إلا بصافرة الحكم وكان لدينا أمل كبير، تحقق في النهاية.» أما مدرب المنتخب الجزائري، العم رابح سعدان، كما يحلو للجزائريين تسميته فكشف للصحافة الجزائرية بعدما رفض الإدلاء بأي تصريح لنظيرتها المصرية أن تقدير الطاقم الفني للإصابات خرج عن كل التوقعات، خاصة تلك المرتبطة بحادث الرشق بالحجارة الخميس الماضي وهو ما كان وراء الخروج المبكر للمدافع القوي حليش، فيما أفاد في تصريحه للإذاعة الوطنية أن إصابة عنتر يحيى أيضا كانت قاسية وأثرت على الفريق خاصة في الدفاع، وهو ما اعتبره الرجل الأول في التركيبة البشرية للفريق الجزائري خللا وقع في الحسابات، وأكد من جهة أخرى أن «لقاء السوادن سيختلف في كل شيء حيث سنقابل الفريق المصري بفريق أقوى وستكون لنا الكلمة الأخيرة إن شاء الله.» لكن يبدو أن حسابات رابح سعدان طرأ عليها بعض المتغيرات التي لم تكن في حسبان «العم» سعدان، في ظل الغيابات التي لحقت بأقوى العناصر في مباراة القاهرة، وفي مشوار التصفيات خاصة الحارس لكواوي وطاحونة الوسط لموشية.