سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأميرة للا جمالة للمساء : لدينا مشروع فتح مكتب للاستثمارات بلندن سفيرة المغرب بلندن قالت إنها تحرص على أن يكون للجالية المغربية المقيمة ببريطانيا ارتباط روحي وثقافي وثيق بالوطن الأم
قالت للا جمالة، سفيرة المغرب في لندن، إن المبادلات التجارية بين البلدين تضاعفت خلال السنوات الأخيرة ثلاث مرات متجاوزة مليار جنيه إسترليني سنة 2008. وأكدت السفيرة المغربية ل«المساء» أن هناك عدة أطر وطاقات ومثقفين من أصل مغربي نجحوا في التأقلم مع مكونات المجتمع البريطاني والاندماج السليم فيه. - ما هي في نظر سموكم طبيعة العلاقات بين المغرب وبريطانيا؟ في الحقيقة، نحن مرتاحون للمستوى الرفيع الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين اللذين تجمعهما علاقات صداقة تاريخية عريقة ترجع إلى القرن الثالث عشر. ذلك الرصيد التاريخي المشترك كان له أثره على تمتين العلاقات الثنائية اليوم حيث تم الارتقاء بها إلى مستوى شراكة قوية في العديد من المجالات. وخير دليل على ذلك هو مأسسة الحوار بين البلدين، عن طريق إحداث منتدى الحوار الوزاري بين المغرب وبريطانيا بشقيه السياسي والاقتصادي في سنة 2006. - هل ترقى العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى مستوى العلاقات الطيبة بين المملكتين على الصعيد السياسي؟ تعتبر العلاقات الاقتصادية بين المغرب وبريطانيا في تطور دائم، وقد عرفت في الآونة الأخيرة دينامية جديدة تتمثل بالأساس في خلق وتعزيز دور مجلس الأعمال المغربي البريطاني الذي شكل فضاء فعالا للتواصل ونسج روابط ذات طابع تجاري واقتصادي بين رجال أعمال البلدين، مما أعطى دفعة قوية للعلاقات الاقتصادية بينهما، فالمبادلات التجارية بين البلدين تضاعفت خلال السنوات الأخيرة ثلاث مرات متجاوزة مليار جنيه إسترليني سنة 2008. وكذلك الشأن بالنسبة إلى الاستثمارات البريطانية بالمغرب التي تزايدت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة. وفي المجال السياحي، تتوافد على بلادنا أعداد كبيرة من السياح البريطانيين. وبطبيعة الحال، لا بد من تعزيز هذه الدينامية حتى ترقى إلى انتظارات البلدين وكذا المؤهلات والإمكانيات المتوفرة لدى الجانبين. - في رأي سموكم، أين تتجلى مكامن الضعف في العلاقات المغربية البريطانية؟ في الحقيقة، العلاقات بين البلدين سجلت العديد من المكتسبات، ونحن لدينا طموحات كبيرة للدفع بهذه العلاقات دائما إلى الأمام في جميع الميادين. بالإضافة إلى كون المغرب يعد وجهة سياحية معروفة لدى المواطنين البريطانيين، نحن نسعى إلى تعريف الجمهور البريطاني أكثر بالموروث الثقافي والحضاري لبلادنا وكذا بالإنجازات الرائدة التي عرفتها بلادنا تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك في شتى المجالات بما في ذلك حقوق الإنسان والمرأة والمشاريع الاقتصادية والاجتماعية التي هي في طور الإنجاز، لتقديم صورة مشرفة لبلادنا كشريك فاعل وفعال على المستويين الإقليمي والدولي. - ما هي المجهودات التي تقوم بها السفارة المغربية في بريطانيا من أجل الترويج لوجهة المغرب الاستثمارية؟ يعتبر المؤتمر السنوي حول الاستثمارات في المغرب الذي انعقد مؤخرا بمبادرة من هذه السفارة، بالحي المالي بلندن، يوم التاسع من الشهر الجاري، من أهم المجهودات التي قامت بها السفارة للترويج لوجهة المغرب الاستثمارية. فقد شكل هذا الملتقى، الأول من نوعه بالنسبة إلى المغرب في بريطانيا، منعطفا جديدا في تاريخ العلاقات الاقتصادية بين البلدين بالنظر إلى الاهتمام الكبير الذي حظي به من طرف رجال المال والأعمال لكلا البلدين وكذا وسائل الإعلام البريطانية والدولية. فقد تميز بمشاركة شخصيات عديدة رفيعة المستوى من ضمنهم وزراء ورجال أعمال من كلا البلدين. كما كان فرصة للتعريف عن قرب بمؤهلات المغرب والإمكانيات التي يتيحها للمستثمرين البريطانيين. نحن نريد أن يكون هذا المؤتمر موعدا سنويا بالنسبة إلى الفاعلين الاقتصاديين وأن ينعقد بصفة منتظمة ودائمة. بالإضافة إلى ذلك، فنحن في السفارة نستغل كل المناسبات المتاحة لنا من أجل عرض فرص الاستثمار بالمغرب، من خلال لقاءاتنا المنتظمة مع مسؤولي الحي المالي بلندن و من ضمنهم اللورد العمدة، إيان لودر، الذي قام بزيارة لبلادنا في مطلع هذه السنة وكذا جمعية الشرق الأوسط والغرفة التجارية البريطانية العربية والمصالح المالية الأخرى. - هل من استراتيجية محددة أو مخطط عمل مستقبلي لتشجيع الاستثمارات البريطانية في المغرب؟ نعم، لدينا مشروع فتح مكتب للاستثمارات بلندن. معلوم أن بريطانيا تستقبل عددا مهما من الجالية المغربية المقيمة في أوربا. ما هي أوجه عمل السفارة المغربية لتوجيه المغاربة في بريطانيا لكي يحافظوا على ارتباطهم ببلدهم الأم؟ تحرص السفارة المغربية طبعا على أن يكون للجالية المغربية المقيمة ببريطانيا ارتباط روحي وثقافي وثيق بالوطن الأم. لذا تعمل على تأطير الجمعيات المغربية المتواجدة ببريطانيا بشكل يرعى مصالح المواطنين المغاربة القاطنين ببريطانيا ويكفل ارتباطهم بهويتهم المغربية، سواء في الميدان الاجتماعي أو الثقافي أو الديني. فبتنسيق مع مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة القاطنين بالخارج، تعمل على تسهيل عملية تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء الجالية المغربية، وتقوم أيضا بالإشراف على التأطير الديني لفائدة الجالية المغربية المقيمة بالمملكة المتحدة، سواء بواسطة الواعظ القار الموجود بالمركز الثقافي الإسلامي بلندن أو بواسطة الواعظين الذين يتم بعثهم خلال شهر رمضان الأبرك. - كيف ترى سموكم دينامية الجالية المغربية في بريطانيا؟ وهل نجحت في تعزيز وجدها في بريطانيا؟ مما لا شك فيه أن أعضاء الجالية المغربية القاطنة ببريطانيا يعتبرون مواطنين كاملي المواطنة بالمملكة المتحدة. فهم من بين الجاليات الأجنبية التي يشهد لها باحترام القوانين. وهناك عدة أطر وطاقات ومثقفون من أصل مغربي نجحوا في التأقلم مع مكونات المجتمع البريطاني والاندماج السليم فيه.