تنشغل النساء وخاصة الفتيات في مقتبل العمر بإيجاد الأجوبة للعديد من المشاكل الصحية التي تواجههن في حياتهن اليومية.البروفيسور خالد فتحي المختص في أمراض النساء والتوليد يجيب عن هذه الأسئلة المحيرة. - عمري 35 سنة ولدي 3 أطفال.لكني حامل في الشهر الثاني. مشكلتي قد تبدو لكم غريبة، فأنا أعاني خلال الحمل دائما من مشاكل النوم، في بعض المرات أنام أكثر من اللازم لكني أحيانا أصاب بالأرق ليال متوالية. أرجوكم أن تتطرقوا لاضطرابات النوم عند الحامل؟ < هذا سؤال مهم، لماذا؟ لأنه بكل بساطة سيجعلنا نتطرق لمشكل قد تتغاضى عنه الكثير من النساء الحوامل رغم أنه يسبب لهن الكثير من الضيق والإزعاج والتبرم. فالحمل يؤثر على نظام النوم، لذلك ليس من المستبعد وإن كان ذلك نادرا أن تبادر حامل لطلب المساعدة الطبية للتغلب إما على النعاس الشديد أو على العكس للتخلص من نقيضه الأرق. أولا لابد أن أشير إلى ان الحامل قد تميل إلى مزيد من النوم خصوصا خلال النهار بسبب التغيرات الهرمونية المرافقة للحمل، وخصوصا ارتفاع مستوى هرمون البرجسترون في الدم. فكثير من النساء يشعرن بسبب ذلك بالتعب والإجهاد وبرغبة لا تقاوم في الخلود إلى النوم.، بل منهن من تشك في الحمل عندما لا تقوى فقط على الاستيقاظ طول النهار. تحدث كل هذه الأعراض في الغالب عند بداية الحمل. لكنها قد تزول تماما خلال الأشهر الثلاثة الثانية. ورغم أنه قد يشكل فرصة للحامل لاستعادة حيويتها فالإفراط في النوم يؤدي أيضا إلى إجهاد المرأة مثله مثل الأرق. كما أنه قد يحرمها من الخلود للراحة ليلا. لذلك فإن الأطباء ينصحون لمقاومة هذه الرغبة بعدم الجلوس على فراش النوم نهارا وبإنجاز بعض التمارين الرياضية أو بعض الأشغال المؤجلة. ولابد أن أشير إلى أنه لا ينبغي أن نرد هذا النعاس الشديد لعامل الهرمونات دائما فأحيانا قد يكون إقلاع المرأة المفاجئ عن بعض المنبهات وخصوصا القهوة و الشاي بسبب حماسها ورغبتها في حمل صحي وراء شعورها بالنوم.. في هذه الحالة فإن الطبيب يشير عليها بالتدرج في الاستغناء عن كؤوس القهوة والشاي وبعدم تناولها مساء لكي لا يتأثر نومها ليلا. في مقابل هذا النعاس الشديد قد تعاني بعض الحوامل من الأرق بسبب توتر نفسي ناجم عن شعورهن بثقل المسؤولية المقبلة، فغدا سيصبحن أمهات لمولود جديد لا يستطعن الآن أن يضمن ظروف ولادته ولا أن يتحققن مائة في المائة من سلامته الجسدية بل قد يجمح بهن الخيال لحد التفكير في دراسته وفي الأعباء المادية و النفسية لتربيته. فيستبد بهن الأرق، مما يجعلهن يستيقظن بالليل جراء هذه الهواجس وهذا الضغط النفسي الذي لا ينبغي أن يستهان بحدته. أما بعض النساء فيشتكين من القيام ليلا لعدة مرات لأجل تفريغ المثانة مما يجعلهن لا يتستمتعن بنوم جيد. ذلك أنه خلال الحمل تزداد كمية الدم وخصوصا البلازما %40 مما يرفع بالبداهة من عمل الكلي التي لابد لها من تصفية هذا الدم، مما يعني كميات أكبر من البول. كذلك يؤدي تضخم الرحم إلى مزيد من الضغط على المثانة . مما يجعلها تقوم بعملية التفريغ لمرات عدة. لكن ما تجهله أغلب النساء أن الحمل قد يوقظ أحيانا مشكلة الشخير التي تعتبر مشكلة شائعة لدى الحوامل فكما تنتفخ اليدان والقدمان بشكل طبيعي خلال الحمل تنتفخ أيضا ممرات الهواء الأنفية مما يؤدي الى ضيقها وبالتالي إلى ظهور الشخير الشيء الذي قد يزعج كثيرا الحامل أو زوجها. لابد في معرض الحديث عن مشاكل النوم لدى الحامل أن نذكر أنها قد تضطر للاستيقاظ ليلا بسبب إفرازها الكثير من اللعاب الذي قد يؤدي لضيق تنفسها أو بسبب تقلصات مزعجة تهم الساقين خلال الليل . وعلى أي ينبغي للمرأة حين استيقاظها ونزولها من فوق الفراش الا تفعل ذلك بشكل مفاجئ وسريع بل أن تنجزه تدريجيا، إذ ينبغي لها الجلوس فوق الفراش أولا ثم النهوض بعد ذلك ، كما لا ينبغي لها أبدا أن تحل مشكلة الأرق من خلال تناول الأدوية المنومة بل أن تحاربه من خلال تدابير بسيطة كالاستحمام مثلا أو ممارسة المشي مساء، وأحيانا أخرى بعدم الالتفات إليه: ويبقى الأهم من كل ما سبق هو الأوضاع التي ينبغي للحامل أن تكون عليها خلال النوم أو بالأحرى الأوضاع التي تطيقها والتي لا تمثل خطرا عليها، أوعلى الجنين. يجب أن نعرف أولا أن لكل شخص وضع النوم الذي يفضله أو يريحه لكن تضطر الأمهات في حالة الحمل الى أن يتخلين عن أوضاع النوم المفضلة عندهن بسبب كبر حجم الرحم أو حفاظا على جنينهن . لذلك فإننا نعي جيدا لماذا جعل الله جل وتعالى الجنة تحت أقدام الأمهات. فإلى حدود الشهر السادس لا نعتقد أن هناك وضعا صحيا مفضلا للنوم . فكل الأوضاع مقبولة طبيا يبقى أن تكون مرغوبة من طرف المرأة فقط. لكن بعد ذلك تتغير المعطيات حيث ينصح أطباء الولادة بالنوم على الجانب الأيسر. لأن هذه الوضعية تمنع الرحم المنتفخ و الممتلئ والمتضخم من الضغط على الكبد الذي يوجد في الجهة اليمنى كما أن هذا الوضع يزيد من تدفق الدم نحو المشيمة وبالتالي نحو الجنين. ومع تقدم الحمل تصبح أغلب أوضاع النوم ذات مشكلة . فالنوم على البطن غير ممكن وغير معقول بسبب تضخم الرحم. أما النوم على الظهر فقد يتضمن عدة مضاعفات ففي هذا الوضع يضغط الجنين على الوريد الأجوف السفلي مما يؤدي إلى نقص ضخ الدم نحو الجنين كما يضغط على الظهر فيخرج بعض آلام الظهر من قمقمها أو على الأمعاء متسببا في بطء عملية الهضم وقد يساعد في بروز البواسير وانخفاض ضغط الدم عند الحامل. لهذا فمن الأفضل أو من الضروري أ لا تنام الحامل على ظهرها كثيرا وأن تحاول النوم على جانبها الأيسر. لذلك فإن النوم يصبح مشكلة. لكن لا يجب أن نعطي للأمر بعدا دراميا فأغلب الحوامل يفلحن في الوصول بحيلهن الصغيرة وأساليبهن البسيطة للرفع من جودة النوم لديهن كوضع وسادة إضافية أو زرع وسادة بين الركبتين أو استعمال وسادة طويلة تضع عليها رأسها ورحمها المتضخم في نفس الوقت كذلك قد تلجأ بعض النساء لرفع مستوى السرير ليلا لتفادي مشكل الارتجاع المعدي أو ما نصطلح عليه بالحرقة . - سأضع طفلي الأول بعد شهر. لكني مترددة في إرضاعه خصوصا وان بعض صديقاتي لا يرين في هذه الرضاعة أية فوائد بالنسبة للأم خصوصا وأنها تضر بجمال الصدر لديها فهل هذا صحيح؟ < تتعلل كثير من النساء بأعذار واهية للتملص من إرضاع أطفالهن كأن يدعين مثلا أن الرضاعة الطبيعية تضر بجمال الثدي لدى المرأة ومظهر صدرها. فيتهافتن على الحليب الاصطناعي معتقدات أن ليس هناك فرق كبير بينه وبين حليب الأم. وفي أحيان كثيرة تحتج المرأة بعدم إنتاجها للحليب للتحلل من مسؤولية عدم الإرضاع متناسية أن إنتاج الحليب لايبدأ مباشرة بعد الولادة بل في اليوم الثالث وأن هذا الإنتاج يتم بتحفيز من شفتي الرضيع حين تمصان حلمة الثدي. لذلك فمن الضروري إرضاع الطفل مباشرة بعد الوضع لاستثارة الثدي . ولأن هذا الثدي يفرز في البداية سائلا مائلا للصفرة يسمى البلأ Clostrum مفيد جدا للمولود الجديد من الناحية المناعية ومن ناحية قيمته الغذائية. للرضاعة الطبيعية عدة فوائد بالنسبة للمرأة: ذلك أنها تساعد الأعضاء التناسلية التي تمددت طيلة مدة الحمل على سرعة استعادة حجمها الطبيعي بعد الوضع كما أنها تقلص من مخاطر النزيف بعد الوضع وتحمي الثديين أيضا من الاحتقان ومن الآلام والالتهابات . كذلك فإن اختفاء العادة الشهرية بسبب الرضاعة يريح الجهاز التوالدي للمرأة ويمنع الحمل (ليس مئة في المئة) مما يساعد المرأة على تنظيم أسرتها بشكل ناجع وفعال. أما أكبر إفادة تجنيها المرأة من الرضاعة الطبيعية فهي ابتعاد شبح مرض سرطان الثدي عنها، فمن الثابت أن هذا السرطان يستهدف بدرجة أقل المرضعات أما بالنسبة للطفل فأود أن أشير باختصار إلى أن الرضاعة الطبيعية تحمي من كثير من الأمراض ومن اضطرابات الشخصية كما أنها تقوي علاقة المولود الوثيقة بأمه، مما يجعل الاثنين يشعران بدفء لا مثيل له ويعيشان شعورا رائعا بالسعادة لا يضاهيه أي شعور. ممايجعل نمو الطفل متوازنا أكثر. هذا وتمتلك الأم المرضعة عدة تدابير لحماية جمال ثديها وصدرها حيث يتعين عليها حماية حلمة الثدي من خلال العناية بها قبل الرضاعة بتنظيفها بلين بالماء الدافئ وبعد الرضاعة عن طريق تدليكها وتدليك باقي الثدي ببعض المواد الملينة ليحافظ الجلد على نعومته فلا يصاب بالتشقق أو الالتهاب، وأخيرا فإن بوسع المرأة أن تحافظ على مظهر صدرها جميلا كما كان من خلال القيام ببعض التمارين الرياضية المعروفة خصوصا وأن الرضاعة الطبيعية تساعد أيضا على التخلص من البدانة والسمنة مع ما يستتبع ذلك من فوائد التخفيف من الوزن.
