يحتضن فضاء الفن التابع للشركة العامة، من 11 دجنبر إلى 11 أبريل، معرضا جماعيا يضم حوالي 70 فنانا من مختلف الإتجاهات الفنية، ومستويات الأعمار ومن بعض الجنسيات العربية والغربية، كما يضم لوحات وأعمال فنانين راحلين، ويتمز بعروض فيديو ومنحوتات وتنصيبات تلتقي كلها حول تيمة الجسد. وتهدف هذه التظاهرة، حسب عبد العزيز التازي- رئيس مجلس المراقبة، إلى أن يشكل معرض «الجسد وأشكال الجسد»، مناسبة ليستكشف الزوار بكل حرية موضوعا فنيا هاما، يغني رؤاءهم وتأملاتهم الشخصية بشأن قيم أساسية كتلك المتعلقة بالتنوع والتسامح والتبادل والابتكار. وعن اختيار تيمة الجسد أو المفهوم المؤسس لمعرض الجسد وأشكال الجسد، يقول المفوض العام للمعرض، مجمد رشدي، المسؤول عن الرعاية الثقافية: «إن مجرد إلقاء نظرة بسيطة على الإنتاج الفني بالمغرب يعتبر كافيا لملاحظة مدى هيمنة حضور الجسد بين مختلف ثناياه، فالجسد يتردد دون كلل في الممارسات الإبداعية للفنانين بالمغرب (وكيف يكون الأمر على غير هذه الحال؟) سواء تم ذلك عبر أسلوب التمثل (Représentation) أو التقديم (Présentation) أو من خلال تشكيلة تشخيصية (Figuratif) أو تحريفية (Défiguratif) ليصور الجسد كليا أو جزئيا، أو عبر عزل الجسد في توحده (Isolement) أو تهجينه وخلطه بأجساد أخرى (Hybridation) ليصور الجسد متحركا أو مخلفا لآثار وبصمات. الجسد يعود باستمرار إلى درجة يصبح معها من الممكن دراسة تطور تاريخ الفنون التشكيلية للبلد كتاريخ لمختلف أنماط تمثل وتقديم الجسد». ويضيف محمد رشدي «لقد تعمد المعرض الجماعي «الجسد وأشكال الجسد» انتقائية متنوعة تشمل أعمالا فنية أنجزها أكثر من سبعين فنانا ينتمون إلى ميولات وأجيال مختلفة. يتعلق الأمر إذن بتقديم عينة عريضة تنتمي إلى فاق ثقافية تعبر عن نفسها من خلال ممارسات فنية متنوعة: الرسم والصباغة، والفوتوغرافيا، فن المنشآت وفن الأداء... يكمن هدف المعرض إذن في إبراز مدى تنوع الأعمال الفنية في تناولها لموضوع الجسد، سواء من ناحية طريقة توظيفها لأساليبها التقنية والتشكيلية الخاصة، واستخدامها لصيغة تسمح باستغلال مرجعيات ثقافية بعينها، والقيام باستكشاف أكبر للأشكال الفنية، كما يتم في خضم ذلك إبراز نفس الخصوصيات عبر التأكيد على مواقف جمالية فريدة. فهذا المعرض يسعى إلى التشديد على مدى وعي الفنانين بالواقع الحتمي للجسد، وخاصة على الوعي باستحالة العمل دون إشراكه سواء كحضور فعلي أو رمزي». ويستهدف معرض الجسد وأشكال الجسد، من خلال المتن المجمع، إبراز مختلف الصيغ الكفيلة بأن تدخل الجسد وتتدخل فيه أيضا، ضمن الممارسات الفنية الحديثة والمعاصرة بالمغرب. فكيف يتم إذن تناول الجسد في الاقتراحات الفنية بالمغرب؟ وكيف يدمج الفنانون المغاربة وأيضا الأجانب، الذين يعيشون ويعملون بيننا، الجسد في أعمالهم الفنية؟ هذه هي الأسئلة التي سعى معرض «الجسد وأشكال الجسد» إلى الإجابة عنها. تجدر الإشارة إلى أن المعرض عرف حضورا قويا عشية افتتاحه، فنانين ومثقفين ورجال أعمال، وإعلامين، وأرباب أروقة. وتنتمي بعض الأعمال المعروضة للأروقة، وأخرى للمؤسسسة المنظمة، فيما تعود أخرى للفنانين أنفسهم، ومن ضمن التحف الفنية التي وفرها المعرض أعمال تعود لماجوريل، ميلود لبيض، ريم الفيصل فلورونس أنرولد، بلكاهية، لمليحي، حسين طلال، الشعيبية طلال، مهدي القطبي، لمياء ناجي، سعد الشفاج، الملاخ، محمد القاسمي، إريك كافلوك، ماحي بنبين، عبد الرحمان رحول، حسن الضرسي، كلودين لافيط، محمد مرابطي... وآخرين. غير أن هذا لا ينفي أن بعض الأعمال شكلت حالة نشاز ليس من حيث قيمتها الفنية ولكن من حيث كونها لا تنتمي إلى تيمة الموضوع.