لا تزال كرة الثلج التي رمت بها شركة «أمانديس» الفرنسية حين وزعت على سكان طنجة فواتير ملتهبة تكبر مع مرور الأيام، إذ اضطرت المؤسسة المفوض لها تدبير قطاع الماء والكهرباء للاستعانة بالأمن لفض اعتصام سكان حي بئر الشفا أمام مقرها، في الوقت التي تتعالى فيه الأصوات الداعية لاحتجاج أكثر حدة مما وقع يوم السبت لماضي. وانحازت عناصر الأمن والقوات المساعدة لصالح الشركة الفرنسية وضد السكان المحتجين بحي بئر الشفا، بعد دخول اعتصامهم أمام مقر «أمانديس» أسبوعه الثالث، إذ فرقت بالقوة المئات من السكان المتضررين من الغلاء غير المسبوق لفواتير الماء والكهرباء، وطوقت قواتها محيط المقر الخاص بمقاطعة بني مكادة. وحاول المحتجون الاستمرار في وقفتهم الاحتجاجية، التي أصروا على كونها سلمية، غير أن المسؤولين الأمنيين رفضوا الوقوف على الحياد، واختاروا الاصطفاف مع الشركة الفرنسية، إذ تدخلت قوات الأمن بعنف لفض الاحتجاج، واستعملت الهراوات لمطاردة المحتجين المصرين على مواصلة الاعتصام. يتزامن ذلك مع تجدد الدعوات للاحتجاج ضد الشركة في مختلف أحياء مدينة طنجة، بشكل أكبر مما حدث مساء السبت الماضي حين أطفأت الأغلبية الساحقة من السكان المصابيح الكهربائية في المنازل والمتاجر لمدة ساعة واحدة، أعقبها نزول مكثف للشارع للمطالبة بمحاسبة الشركة التي يتهمها السكان ب»السرقة» ثم رحيلها عن المدينة. وجديد دعوات الاحتجاج الأخيرة، هو الامتناع عن سداد فواتير الماء والكهرباء بصفة تامة، واختار نشطاء يوم غد الخميس لتسجيل صفر درهم في خزائن الشركة الفرنسية، كخطوة تصعيدية، يتلوها إطفاء الأنوار لساعتين كاملتين، من الثامنة مساء وحتى العاشرة من اليوم نفسه، قبل أن تنتهي الأمسية الاحتجاجية بمسيرات مطالبة برحيل الشركة عن المدينة. وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وضع نشطاء وسوما لمتابعة جديد الاحتجاجات واقتراح أفكار جديدة وكذا التنسيق بين مختلف أحياء المدينة خاصة الشعبية منها وإيصال دعوات الاحتجاج إلى كل الناس، ومن أبرز تلك الوسوم «أمانديس ارحل» و»طنجة تطفئ الأنوار»، إلى جانب التعبئة الميدانية، ما يجعل الاحتجاجات الأخيرة هي الأقوى والأكثر تنظيما منذ دخول الشركة الفرنسية إلى شمال المغرب.